كشف مواطن يُدعى "ياسر علي" شاهد عيان على أوضاع مرضى الجزام بمستعمرة أبو زعبل، حجم المأساة التي يعاني منها ما يقارب 600 مريض، يعيشون في مستعمرات غير لائقة وعزلة تامة خلف أسوار عالية يقضون ما تبقى لهم من العمر، بدون أن يلتفت لهم المسئولون. وأضاف "علي" خلال مداخلة هاتفية لبرنامج "آخر النهار"، المذاع عبر قناة "النهار 1"، مساء الإثنين، أنه ذهب لتقديم المساعدات الإنسانية لمرضى الجزام ضمن وفد لأحد الجمعيات الخيرية، وفوجئ بوضع مزري، حيث لا ماء أو كهرباء إلا في العنابر، بينما تخلو المستعمرات من كافة المرافق اللازمة. وأشار إلى أنه صادف امرأة ضريرة مسنة تبلغ 70 عامًا، لا يُقْدِم أي من الكوادر الطبية على مساعدتها، فالطعام والشراء والملبس أمر شخصي للمرضى لا يعبأ به أحد، مؤكدًا أن الجودة الصحية تدهورت عقب انتهاء المنحة الأجنبية المقدمة لوزارة الصحية منذ عام 2013 لرعاية مرضى الجزام. وأوضح أن مستعمرة الجزام أشبه بالمكان الموحش نهارًا وتتحول إلى "مدينة الأشباح" ليلًا نتيجة غياب الإنارة، كما تختفي الكوادر التمريضية بعد الساعة الواحدة ليلًا، بالإضافة إلى نقص شديد في الأدوية والمستلزمات الطبية. وتابع أن مريض الجزام يعاني طوال حياته، ويلقى في النهاية مصيره بإحدى المحارق، كما يوضع في قوالب إسمنتية ويرمى بالجبال أو الأماكن المقفرة؛ خوفًا من انتشار العدوى.