قال الدكتور فهد الشليمى، العقيد ركن متقاعد بالجيش الكويتى، والمحلل السياسى ورئيس المنتدى الخليجى للأمن والسلام، إن السعودية خاضت 3 حروب من أجل فلسطين منذ العام 1948، وسقط مئات الشهداء من الجيش السعودى دفاعا عنها، وهذا كله لا تذكره قناة الجزيرة القطرية والإعلام التحريضى. وأكد "الشليمى" فى حوار مع موقع "سبق" السعودى، اليوم الأحد، أن تنظيم الإخوان الذى قفز فوق الثورات الشعبية العربية، واستغل رغبة الجماهير فى التغيير، وحرّض الناس على الخروج والتظاهر؛ قادر على إدارة المجتمعات وتهييجها ب"حرفنة"؛ ولكنه لا يستطيع إدارة الدول لأنه فاشل فيها، والدليل سقوط جميع الأنظمة الإخوانية العربية بعد عام واحد فقط من تولى السلطة؛ مشيرا إلى أن قناة "الجزيرة" كانت تتخطى الخطوط الحمراء فى الإعلام العربى، ولهذا حازت القبول لدى قطاعات من الناس، إلا أن مواقفها من دول الخليج العربى كانت تقوم على معلومات مغلوطة ومنحازة.
ولفت العقيد الركن السابق بالجيش الكويتى، إلى أن من يقوم بوضع توجهات قناة الجزيرة فى تغطية أخبار السياسة الخارجية ليس خليجيا، ولا تهمه المصلحة الخليجية، وعندما انكشف الربيع العربى وخفاياه كانت "الجزيرة" من أوائل مَن دعموا تنظيم "الإخوان" الذى قفز فوق الثورات الشعبية العربية، واستغل رغبة الجماهير، وحرّض الناس على الخروج والتظاهر، واستغل "الإخوان" هذه الجماهير برغم أنه كان يتفرج من الصف الثانى عندما كانت القوات الحكومية تقمع المتظاهرين، وحينما بدأت الثورات تنضج لإسقاط الأنظمة العربية قفز "الإخوان" لاستغلالها، وبدأت قناة الجزيرة تروّج للإخوانجية، الذين تفرعت منهم تنظيمات أخرى مسلحة مثل القاعدة وداعش، وكانت هذه القناة مروجا لها جميعا وناشرا لأشرطة "بن لادن" وتحريضه.
وفيما يتعلق بقطر وتجاوزاتها، قال "الشليمى" إن المسؤولين القطريين كانوا يهددون الآخرين بأنهم سيسلطون الجزيرة عليهم، وبعد ظهور وسائل التواصل الاجتماعى خَفت بريق الجزيرة وتأثيرها، وأصبح الحصول على الخبر والمعلومة مجانا ومتاحا للجميع، وفى هذه الأزمة شاهدنا ليًّا لعنق الحقيقة وتغييرا للخطاب التحريرى للقناة بشكل كامل، بينما الإعلام الرصين يجب أن يلتزم بمبادئه.
وأكد "الشليمى" فى حواره، أن مسارات الأزمة مع قطر تتجه لمزيد من التصعيد، إن لم تتدارك القيادة القطرية الموقف، وهى حتى الآن ليست مقتنعة، وتحاول تلافى الأزمة؛ ما يعكس عدم وجود نضج سياسى لديها، وستكون هناك قضايا جنائية دولية بتهم دعم الإرهاب تُرفع على قطر، وتعويضات يطلبها أقارب الضحايا الذين قُتلوا بسبب تحريض قطر ودعمها وتمويلها للإرهاب، مع مطالب بمراقبة الأموال والشركات القطرية، ومنع التعامل مع الشركات الدولية التى تتعامل مع حكومة قطر؛ وهذه الأمور سيكون تأثيرها سيئا جدا على اقتصاد قطر.