دائمًا ما تهتم الدولة المصرية، بتنظيم الأسرة، وتوجيه المجتمع لتحديد النسل، لأنه ينعكس بالضرورة على وضع المواطن والدولة، وكان لمؤسسة الأزهر الشريف والسلفيين، رأي آخر لتوجيهات الدولة، ففي الوقت الذي أكد فيه الأزهريون، بأن تنظيم الأسرة لا يتعارض مع الدين في شيء؛ رأى السلفيون أن زيادة النسل أمر مرغوب فيه شرعًا؛ وهو قوة للأمة، ولا يمت للأزمة الاقتصادية بصلة. مفتي الجمهورية: تنظيم الأسرة لا يتعارض مع الدين صرح الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، بأن تنظيم الأسرة لا يتعارض مع الدين في شيء؛ حيث أن الدين يدعو طوال الوقت إلى التوازن والتنمية، ولا يدعو أبدًا إلى كثرة الإنجاب التي تعثر المجتمع والتي لا تفيد المجتمع في شيء.
فيما لفت مفتي الديار المصرية، إلى أن أول آية نزلت من القرآن الكريم على الرسول الكريم محمد صل الله عليه وسلم، هي إقرأ باسم ربك الذي خلق" وتعني القراءة والتعلم والتتبع، والعلم توصل إلى أن الزيادة السكانية خطر يواجه المجتمع، فلا يمكن أن يعارض ذلك الدين والأزهر ودار الإفتاء.
الزيادة السكانية خطر على المجتمع ككل وأوضح "علام"، أنه من المفترض أن تتكامل كل الخطط الموضوعة من قبل الدولة والوزارات المختلفة للنهوض بالمجتمع، ومواجهة مشكلة الزيادة السكانية التي تؤثر بالسلب عليه وتعيق تقدمه.
وأشار المفتي إلى أن قضية السكان لها منظور ديني، ولا يجب احترام جزء منه وإغفال النصوص الأخرى، متابعًا "إذا تمت قراءتها جيدا فسنصل إلى رؤيةٍ وإدراك حقيقي بأن الزيادة السكانية خطر على المجتمع ككل".
"وكيل الأزهر": تنظيم الأسرة "حلال" أما الدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر الشريف، يقول إن ثقافة تنظيم الأسرة والسكان في مصر تصادفها بعض الخلافات، مثل أن الزيادة السكانية عبء كبير على الدولة، نجد بعض من يعارض وسائل تنظيم الأسرة.
وأضاف شومان، أنه بعد الخلاف على تنظيم الأسرة "حلال أم حرام"، لتأتي الفتوي بأن تنظيم الأسرة حلال لا شك في ذلك، مشيرًا إلى وجود رسائل بحثية عديدة بالأزهر تؤكد ذلك.
وطالب وكيل الأزهر، بضرورة أن تكون ثقافة تنظيم الأسرة مستمرة لا ترتبط بوقت، وذلك من أجل السيطرة علي الزيادة السكانية، معترضًا على ثقافة أن تنظيم الأسرة للفقراء فقط، وأنه على جميع فئات المجتمع القيام لتنظيم الأسرة.
زيادة النسل مرغوب شرعًا وعلى صعيد آخر، استهل سامح عبد الحميد حمودة، القيادي السلفي، حديثه بأن زيادة النسل أمر مرغوب فيه شرعًا؛ وهو قوة للأمة، والمشكلة الاقتصادية ليست بسبب النسل؛ بل بسبب الخطط الفاشلة أو الفساد ونحو ذلك.
وأضاف عبد الحميد، في تصريحاته الخاصة ل"الفجر"، أن الصين عددها أضعاف عدد المصريين؛ ورغم ذلك قامت فيها نهضة عظيمة، والسودان عدد سكانها قليل؛ ورغم ذلك فيها فقر شديد، فالعبرة ليست بعدد السكان، بل بالعمل الجاد المثمر، مستشهدًا بقوله تعالى: {وَلاَ تَقْتُلُواْ أَوْلاَدَكُم مِّنْ إمْلاَقٍ نَّحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ} ، فدل هذا على أن الرزق بيد الله سبحانه وتعالى وإن كل نفس يقدر الله لها الرزق وبكثرة النسل تكثر الأرزاق والإنتاج ويكثر العاملون.
تأخير الحمل جائز وتابع "أما إذا كان منع الحمل لضرورة محققة ككون المرأة لا تلد ولادة عادية وتضطر معها إلى إجراء عملية جراحية لإخراج الولد، أو كان تأخيره لفترة ما لمصلحة يراها الزوجان، فإنه لا مانع حينئذ من منع الحمل أو تأخيره عملاً بما جاء في الأحاديث الصحيحة، وما روى عن جمع من الصحابة رضوان الله عليهم من جواز العزل".