فتحية رزق ولدت في 22 فبراير 1932 في بيت مصري لأسرة مسيحية منفتحة، أبوها موظف في الخدمة المدنية في حي الزيتون في القاهرة، وكان ترتيبها الثالث بين إخوتها. وبعد وفاة الأب تفرغت الأم لتربية أبنائها. وفي العام 1958 تركت فتحية نكروما وطنها مصر برغم معارضة أهلها, إلا أنها أصرت علي الزواج من المناضل الإفريقي كوامي نكروما أول رئيس لغانا, وبرغم علمها بالصعوبات التي ستواجه الزعيم الغاني وقدر المعاناة التي ستتعرض لها, فإنها قبلت تحمل هذه المسئولية واختارت البقاء بجانب القائد المناضل واختارت أن تصحبه في رحلته نحو الحرية والكرامة والاستقلال. جمال نكروما الصحفي بالأهرام المختص بالشؤون الإفريقية ويكلي والابن الأكبر لنكروما يقول: "أمي كانت رمزا للمرأة القوية الشجاعة, فعندما قررت الزواج من قائد أسود إفريقي تحدت الجميع, كان لديها إصرار للبقاء بجانب هذا البطل, فقد عاشت في غانا مدة16 عاما منهم8 أعوام مع الرئيس كوامي لحين الإطاحة به عام1966, وكانت تحظي بشعبية كبيرة بين أبناء الشعب لما كانت تقوم به من أعمال خيرية, لدرجة أنهم أطلقوا علي ملابسهم اسم فتحية, حيث كانت تقوم بشراء الملابس والهدايا للفقراء وتوزعها عليهم". وجمال الذي سمي علي اسم الزعيم الراحل جمال عبدالناصر الذي كانت تربطه بنكروما علاقة صداقة قوية, وهو السبب في زواجه من فتحية حيث يقول:" إن من بين المواقف التي يتذكرها وتدل علي شجاعة أمه وتماسكها عندما دخل كوامي يوما عليها عام1964 وملابسه مطلخة بالدماء إثر محاولة فاشلة لاغتياله, فكانت أمه قوية ومتماسكة وأخذت تطمئن أبناءها. ويؤكد جمال أن أمه أحبت غانا حبا كبيرا, كما أحبت إفريقيا كلها". في العام 1966 حدث انقلاب عسكري في غانا بقيادة الجنرال جوزيف أنكرا، وكان نكروما في الفيتنام، اتصلت فتحية بالرئيس عبد الناصر تستنجد به، فأرسل لها طائرة واستضافها في قصر الطاهرة لمدة ثلاثة أشهر حتى استقرت في بيتها بالمعادي، في حين لجأ نكروما إلى غينيا المجاورة. وحين وقعت نكسة 67 تبرعت بكل ذهبها للمجهود الحربي. مع مرور السنوات تغيّرت الأحوال في غانا. وأثناء زيارة رئيس غانا جون كافور الذي تم انتخابه عام 2000 للقاهرة، قام بزيارة فتحية نكروما بمستشفى النيل بدراوي أثناء مرضها. توفيت فتحية عام 2007. وترأس القداس الذي أقيم على روحها البابا شنودة الثالث، ودفنت في غانا إلى جوار زوجها بعد إصرار الرئيس الغاني وقتها على ذلك. وكتب على قبرها " الزوجة الحبيبة للرجل العظيم، التي واجهت الأزمات بشجاعة"وكان نكروما توفي عام 1972 في رومانيا بعد صراع طويل مع مرض السرطان.