موافقة الرئيس عبدالفتاح السيسي على برنامج الاصلاح الاقتصادي الذي اتخذته الحكومة، كانت بمثابة المخاطرة على شعبيته بل وآثر بالفعل على شعبيته، إلا أنه ضحى بتلك الشعبية من أجل مصر وإعادة تأهيل الاقتصادي المصري. "السادات" تراجع عن الإصلاح الاقتصادي الحكومات الماضية كانت تخشى الإقدام على خطوة الإصلاح الاقتصادي، بسبب محاولات الرئيس الراحل محمد أنور السادات التي باءت بالفشل، حيث حاولت حكومات "السادات" تقليص الدعم إلا أن ذلك واجهه تظاهرات عدة في شوارع مصر، فخاف على شعبيته وتراجع عن تلك الخطوة.
"مبارك" فضل شعبيته عن صالح مصر وهو ما تكرر في عهد الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، حيث خشى "مبارك" أن تمس شعبيته وفضل الإبقاء على الدعم كما هو، وظل "مبارك" يتحدث عن الدعم وضرورته لدعم الفقراء حتى تدهور الوضع الاقتصادي، إلا أن الرئيس عبدالفتاح السيسي غامر بشعبيته من أجل رفعة اقتصاد مصر.
وحمل أحدث تقرير لمركز معلومات مجلس الوزراء واتخاذ القرار، سياسات الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك، المسئولية الكاملة عن الأزمة الاقتصادية الحالية، مؤكدا أنه كان يفضل الشعبية على حساب الإصلاح، ما أدى إلى ترحيل المشكلات إلى الأجيال التالية، مضيفًا: "لو الرئيس مبارك حرك أسعار البنزين عشرة قروش لكل لتر سنويًا، لما وصل الحال إلى ما نحن عليه الآن". وكشف التقرير، أن كل مواطن مصرى يولد مدينًا ب30 ألف جنيه، وأن الوضع الاقتصادى أصبح صعبًا للغاية، حيث ارتفع الدين المحلى إلى 3 تريليونات و58 مليار جنيه، وارتفع عجز الموازنة إلى 370 مليار جنيه.
وأشار التقرير، إلى أن الزيادة الأخيرة للمنتجات البترولية كانت حتمية، ولم تكن قابلة للتأجيل، موضحًا أن دعم الوقود فى الموازنة محدد ب105 مليارات جنيه، وأن استمرار الأسعار السابقة كان سيؤدى إلى زيادة قيمة الدعم إلى 175 مليار جنيه، وهو ما يجمد برنامج الإصلاح الاقتصادى تمامًا.
"السيسي" ضحى بشعبيته من أجل الإصلاح وفي هذا الصدد، قال الإعلامي عمرو أديب ببرنامج كل يوم على شاشة on tv إن الرئيس عبد الفتاح السيسي يعلم جيداً بأن شعبيته ضعفت، وضحى بها للوصول الى الإصلاح الإقتصادي ولو كان يريد الشعبية كان بقى كل شيء كما كان لنصل للغرق أخيراً .
وتابع أديب: أن أي حد عانى من ارتفاع الأسعار في اللحوم أو زيت أو سكر أو غيرها من السلع يقول مباشرةً السيسي السبب، وهنا يقول الرئيس أنا لا تهمني الشعبية ويهمني مستقبل مصر.
"السيسي" غامر بشعبيته لهذه الأسباب وفي نفس السياق، قال الإعلامي ممتاز القط، إن الرئيس عبدالفتاح السيسي غامر بشعبيته عند اتخاذه قرار إجراء الإصلاحات الاقتصادية، نتيجة ثقته في الشعب المصري.
وأضاف القط، خلال برنامجه "مع رئيس التحرير" المُذاع على قناة "العاصمة"، أن السيسي كان مُلِما بالأخطار التي أحاطت الدولة خلال السنوات الماضية، وكان أمامه طريقان إما أن يقوم ببتر الداء وإما أن يعطي مسكنات، متابعا: "كل شيخ له طريقة في معالجة الداء.. السيسي واحد حاسس بينا، ومفيش ستار بينه وبين الحقائق، وعارف إن الدواء مر لكن ثقته عالية في الشعب المصري".