من حين لآخر وبعد قطع العلاقات الدبلوماسية من قبل مصر والسعودية واليمن والبحرين والإمارات مع الدوحة، تظهر العديد من الأدلة التي تثبت تورط قطر في تمويل جماعات إرهابية تستهدف استقرار المنطقة، وأخرهم ما كشفه جهاز الاستخبارات الفرنسية "DGSI" بأن قطر تمتلك معسكرات تمولها في تونس ودرنة الليبية، الأمر الذي أكد عليه السياسيون بأنه لابد من محاكمة أمير قطر دوليًا. معسكرات تمولها الدوحة أكد مدير عام المخابرات الفرنسية الأسبق ايف بوني، أن عناصر جهاز الاستخبارات الفرنسية DGSI، وتحديدا المختصون بأمن الحدود، رصدوا منذ سنوات وجود أياد قطرية خلف سفر الشباب الفرنسي للتدريب في معسكرات تمولها الدوحة في تونس ودرنة الليبية وإعدادهم بها، ثم تسفيرهم إلى تركيا ومنها إلى سوريا والعراق. وقال بوني، خلال مشاركته بمؤتمر "الاستثمارات القطرية في أوروبا بين السياسة والإرهاب "فرنسا نموذجا"، إن ضباط الاستخبارات رفعوا تقارير بهذا الشأن إلى متخذي القرار، لكن لم يتم التحرك؛ وذلك لتوغل النظام القطري وسيطرته على الاستثمارات بحجم كبير في القارة الأوروبية بالكامل، خاصة في عهد الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي وأكد المشاركون في مؤتمر "الاستثمارات القطرية في أوروبا بين السياسة والرهاب "فرنسا نموذجا" برعاية كل من "المركز الدولي للدراسات الجيوسياسية والاستشراقية "CIGPA" – المركز الفرنسي للبحث والمخابرات "CF2R" – مركز الثريا للاستثمارات والبحوث"، أن قطر استغلت استثماراتها بأوروبا للتوغل داخل أوروبا ودعم ونشر فكر الوهابية القطرية، والذي يعد أخطر وأكثر تشددا من الوهابية السعودية. تمويل ودعم الإرهاب كما قامت قناة سى إن إن الأمريكية عام 2015 بعمل فيديو توثيقي، عن تورط قطر فى دعم الإرهاب وتمويله، خاصة الدعم الكبير من الدوحة الموجه لتنظيم الدولة المعروف إعلاميا باسم تنظيم "داعش". وقال الوثائقى إن قطر تستند على اقتصادها الضخم الذى يمتلك واحدا من أكبر احتياطيات الغاز فى العالم، وهو الأمر الذى يدر مبالغ طائلة عليها مكنتها من استثمار تلك الفوائض المالية فى دعم الجماعات الإرهابية. وقال الجنرال جيم جونز، مستشار الأمن القومى الأمريكى، فى الوثائقى، إن قطر تحولت فى السنوات الأخيرة بعد سياسات والد الأمير تميم من لاعب ثانوى إلى لاعب رئيسى فى كل العلاقات مع الجماعات المسلحة. وأشار الوثائقى إلى العلاقات التى بنتها قطر مع تنظيم طالبان الإرهابى وتوسطها فى الإفراج عن عدد من قادة التنظيم الذين استقبلتهم بأذرع مفتوحة فى العاصمة الدوحة بعد تحريرهم من سجون جوانتانامو.
زودنا ألمانيا بمعلومات تثبت تورط قطر كما صرح وزير الثقافة والإعلام السعودي الدكتور عواد العواد في ختام زيارته إلى ألمانيا أمس، بأن المملكة حريصة على دعم كل السبل لمحاصرة الإرهاب والقضاء عليه وقطع تمويله نهائيا، كاشفا أن السعودية زودت ألمانيا بمعلومات تفيد ضلوع الدوحة في تمويل ودعم الإرهاب. ولفت إلى أنه وجد تفهما كبيرا لدى المسؤولين الألمان لموقف السعودية والدول المقاطعة لقطر يقول عواد: "بعد تزويدهم بالمعلومات التي تثبت ضلوع الدوحة في تمويل الإرهاب والتطرف ودعمه ورعاية رموزه واستغلال قناة الجزيرة منبرا إعلاميا يروج للعنف ويشيد بالإرهابيين". وانتقد وزير الثقافة السعودي قناة الجزيرة واعتبرها تظهر الإرهابيين بمظهر الأبطال والقادة من خلال برامج تبثها القناة، واستشهد بمواد موثقة تظهر الجزيرة وهي تمتدح من قام بتفجيرات 11 سبتمبر، وشدد على أن شعارات حرية التعبير كانت تستغل لتمرير أجندة قطر في إشاعة العنف والتطرف. بلجيكا كما كشف ريتشارد بورتشل، مدير الأبحاث والتواصل فى مركز "تريندز" للبحوث والاستشارات البلجيكى فى بروكسل، إن هناك دلائل ووثائق تؤكد دعم قطر للإرهاب والجماعات المتطرفة بشكل مباشر فى العالم العربى. ونقلت وكالة الأنباء الإماراتية "وام" عن بورتشل، قوله خلال مؤتمر بعنوان "الأزمة الخليجية وعلاقتها بأوروبا وتأثيرها عليها"، إنه وفقا لمعلومات جمعها المركز من مؤسسات وأفراد، تعد قطر من بين الدول التى تدعم الإرهاب، وقال الخبير البلجيكى: "سنكشف بالأدلة والأسماء والحقائق ما تنكره الحكومة القطرية بشأن علاقتها بدعم وتمويل الإرهاب والتطرف"، مضيفا، أنه بينما تبذل دول مثل السعودية والإمارات والبحرين قصارى جهدها مع الأممالمتحدة لمكافحة الإرهاب، فأن قطر لا تبذل أى جهد للتعاون مع أى كان فى هذا الشأن. وأضاف بورتشل، أن الدول الخليجية محبطة بسبب تاريخ قطر الطويل فى دعم الإرهاب، مشيرا إلى أنه منذ عام 2013 وعام 2014 كان هناك اتفاقات بخصوص مكافحة الإرهاب، لم تنفذها ولم تلتزم بها قطر، وطالب "تريندز" بدور واستراتيجية أوروبية فعالة ومنسقة لكبح جماح تمويل ودعم قطر للمنظمات المتطرفة والإرهابية وإجبارها على الالتزام بمقررات المجتمع الدولى بشأن مكافحة هذه الظاهرة الخطيرة، وتكشف قائمة الأسماء، التى عرضت فى المؤتمر الصحفى، عن أن 10 منها قطريون، واثنين يحملان وثائق إقامة فى قطر ومصريا وكويتيا، وتشير القائمة إلى أن من بين القطريين عبد العزيز بن خليفة العطية، ابن عم وزير الخارجية السابق والدفاع الحالى خالد بن محمد العطية، كما تشمل الشيخ عبد الله بن خالد آل ثانى أحد أفراد العائلة الحاكمة ووزير الداخلية والأوقاف حتى عام 2013. وتضم القائمة أيضا المصرى وجدى غنيم، أحد زعماء الجماعة الإسلامية المصنفة فى مصر تنظيما إرهابيا، والذى تطالب أمريكا بتسليمه لمحاكمته بتهم ممارسة أنشطة لجمع التبرعات لمنظمات إرهابية فيما نظم الكويتى المدرج فى القائمة حجاج بن فهد حجاج محمد العجمى "حملة تعبئة شعب قطر" لجمع التبرعات لتسليح جماعات مسلحة فى سوريا، وتشمل القائمة أيضا أشرف محمد يوسف عثمان عبد السلام، وهو غير معروف الجنسية لكنه يتمتع بحق الإقامة فى قطر، وإبراهيم عيسى حجى محمد البكر، الذى كانت الحكومة القطرية قد اعتقلته ثم أطلقت سراحه دون محاكمة وهو مسجل كموظف فى هيئة الأشغال العامة فى قطر منذ عام 2011. وقال الخبير البلجيكى: "إن هناك خمس جهات تتمتع هى والعاملون فيها بهذا الغطاء" ، مشيرا إلى وزارة الأوقاف القطرية، وشركة دوحة أبل، وجمعية الشيخ عيد آل ثانى الخيرية، والجماعة الإسلامية، وقناة الجزيرة حيث اتهمهم جميعا بأنهم "أدوات توفر هذا الغطاء الذى يحمى التطرف والإرهاب"، وقال إن الدوحة توفر لوجهات النظر المتطرفة صوتا فى المجال العام ليس فقط عبر وسائل الإعلام ولكن أيضا عن طريق الفعاليات العامة على الأراضى القطرية". ولفت إلى أن الدوحة تتنصل من بنود الاتفاق مع الدول المقاطعة عام 2014 والالتفاف عليه لتبرير دعم التطرف وكل ما فعلته قطر هو أنها حاولت تعزيز موقفها كمساند للتطرف بالإدعاء بأنها وحدها هى التى تعرف الإرهاب. العالم يستنفر من قطر كما أكدت النائبة شادية خضير الجمل عضو لجنة الشئون العربية بالبرلمان في تصريح خاص ل"الفجر"، أن السياسات التي يتبعها النظام القطري الحالي بدعم الإرهابيين جعلت كافة الدول سواء على الصعيد الدولي أو الإقليمي يستنفر من قطر. العدول عن سياساتها وقالت خضير، إن خطوة قطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر لابد من أن تكون مستمرة حتى يتم العدول عن سياساتها. زعزعة استقرار المنطقة من جانبه، قال جمال عباس عضو مجلس النواب عن حزب المصريين الأحرار بدائرة أسيوط، وعضو لجنة حقوق الإنسان بالبرلمان، إن قرار قطع العلاقات الدبلوماسية لعدد من الدول العربية ومنها مصر، مع قطر جاء لدعمها للإرهاب وزعزعة استقرار المنطقة. تجميد عضوية قطر وأضاف عباس، أن قرار قطع العلاقات مع الدوحة له تبعيات إستراتيجية بداية من إغلاق كل المنافذ البرية والبحرية والجوية، وكذلك منع العبور في الأراضي والأجواء والمياه الإقليمية تأكيدًا على مبدأ الحفاظ على أمن واستقرار تلك الدول من المخاطر الإرهابية المُحتملة، مؤكدًا أن قطر الآن أصبحت في عزلة تامة عن الدول العربية، مؤكدا أنه قد حان الوقت لتجميد عضوية قطر في جامعة الدولة العربية. هذا هو العقاب وفي نفس السياق، قال النائب مصطفى بكري عضو مجلس النواب، إن أمير قطر لم تقتصر أحاديثه على اللاستقواء ببعض الدول الإقليمية والتهديد بها تجاه الدول العربية بل ما زال يدعم الإرهابيين، مطالبًا تجميد عضوية قطر من الجامعة العربية. محاكمة أمير قطر وطالب بكرى بضرورة السعى نحو محاكمة أمير قطر، فى المحكمة الجنائية الدولية- بحسب قوله؛ لما يقوم به من دعم العناصر الإرهابية.