- الأقدار مكتوبة عند الله والكون كله مملوك لله وكل انسان له قدره وعمره قال المستشار شبيب الضمرانى رئيس محكمة الجنايات المنعقدة بمعهد أمناء الشرطة قبل النطق بالحكم علي المتهمين الستة بمحاولة اغتيال المستشار معتز خفاجي قاضي غرفة عمليات رابعة، إن نظرة الإسلام للنفس البشرية بصفة عامة أنها مكرمة ومعظمة وليس فيها استثناء بسبب لون او جنس او دين فالدين يتعامل مع نفوس بشرية مكرمة لايجوز اهانتها او ظلمها او التعدى على حقوقها أو التقليل من شأنها لان الله تعالى قال ولقد كرمنا بنى ادم وحملناه فى البر والبحر مضيفا ان حق الحياه للنفس البشرية حق مقدس عند الله تعالى ويستوى فى ذلك المسلم وغير المسلم والحر والعبد والرجل والمرأة والكبير والصغير وان الجميع بشر متساوون فى استحقاق الحياه ومن حق الانسان ان يعيش حيه امنة مطمئنة ولذلك فقد حرم الله تعالى الاعتداء على النفس بقوله تعالى ومن قتل نفسا بغير نفس او فساد فى الأرض فكأنما قتل الناس جميعا ومن احياها فكأنما احيا الناس جميعا ولقد جائتهم مثلهم بالبينات ثم ان كثير منهم بعد ذلك فى الارض لمسرفون. ودعا رئيس المحكمة اصحاب العقول المنغلقة والقلوب المتحجرة والأهواء المنحرفة أن تنظر الى واقع المجتمعات المسلمات التى ترفع فيها المأذن ويتلى فيها القرأن ولينظروا كيف وصل الينا واليهم الاسلام مؤكدا ان رجال العدالة لا يتوانون عن نصرة المظلوم وتوسيد الحق فى عليائه فهم ايدى متوضأة لايخشون فى الحق لومة لائم منهجهم احقاق الحق وابطال الباطل ويسطرون باقلامهم احكامهم العادلة . وأشار إلى أن جميع الأديان السماوية تأمر بالخير والحق والصلاح وتدعو الى الرحمة والبر والاحسان وتوصى بالامن والسلام وما كانت يوما عائقا امام التعايش والتعارف والحوار وانما كان العائق فى من يتوهمون انفسهم انهم يمتلكون الحقيقة المطلقة ويستغلون الاديان فى تقدير مصائر الناس مع ان ذلك لم يمنحه الله سبحانه وتعالى حتى لانبيائه المصطفين . وأوضح رئيس المحكمة ان التسامح يعنى قبول الاختلاف مع الاخرين سواء فى الدين او العرق او السياسة وقد حمل الاسلام الذى جاء به رسول الانسانية محمد عليه الصلاة والسلام اللين واللا عنف والتسامح الذى اكدته ايات القرأن الكريم والاحاديث الشريفة فى الدعوة لله بالحكمة والموعظة الحسنة والبعد عن العنف . وأضاف رئيس المحكمة ان من يدعوا الناس للخروج والقتل والتدمير فانه مخالف للشرع ولمنهج الرسول الكريم محمد عليه الصلاة والسلام لان الله سبحانه وتعالى حفظ لعباده اعراضهم واموالهم وممتلكاتهم فلا يجوز اراقة الدماء وقتل الابرياء والتعدى على الممتلكات العامة والخاصة لان الرسول الكريم قد رد الى كفار قريش اموالهم وودائعهم التى ائتمنوه عليها رغم كفرهم به وتكذيبهم له . وأكد رئيس المحكمة ان االشعب المصرى محب بطبيعته للسلام ويكره العنف وينبذ الارهاب ويعشق الاستقرار والامن فمن كنفهما بنى مجده وشيد حضارته منذ اكثر من سبعة الاف عام لذلك فانه لن يقبل فى يوم من الايام ان يكون بين صفوفه من يتخذون العنف والارهاب منهجا لهم او يدعون اليه للوصول الى اغراضهم لان معدن الشعب المصري الاصيل ينفر كل من يحاول ان يعتدى او يخطط لتدمير المؤسسات الوطنية واهدار مكتسبات الشعب ومقدراتهوزرع بذور الفتنة بين ابنائه . وأبدى رئيس المحكمة استغرابه من اطلاق اسم الجهاد على التكفير وسفك الدماء وقطع الرقاب وترويع الامنيين وتخريب الديار مؤكدا ان ذلك لن يحقق مقاصد الشريعة الاسلامية بل يحقق تصور الظالم الذى يروجه الاعداء عن الاسلام من انه دين قتل قد انتشر بحد السيف وشتان من بين الجهاد الذى جاء به النبى عليه الصلاة والسلام والذى يدفع به العدوان وينكسر به الشر وبين ما تقترفه التنظيمات الارهابية من اجرام فى حق الاسلام لان التفجير والتكفير والارهاب هدم اما البناء والتعمير فهما شريعة خلفاء الله فى الأرض وان ما يقوم به الارهاب هو الضلال المبين والتحريف الواضح للشرع وحضارة المسلمين وان المسلم معصوم دمه وعرضه وماله بمجرد نطقه بالشهادة . كما ذكر رئيس المحكمة ان الاقدار مكتوبة عند الله تعالى والكون كله مملوك لله وكل انسان له قدره وعمره وعمله شقي ام سعيد . صدر الحكم برئاسة المستشار شبيب الضمراني وعضوية المستشارين أيمن البابلي وخالد سلامة وحضور احمد عبد العزيز مدير نيابة حوادث جنوبالقاهرة وامانة سر عمر عاشور ومحمد الجمل. كانت النيابة العامة أحالت المتهمين إلى المحاكمة الجنائية، بتهمة الانضمام لجماعة محظورة، وحيازة أسلحة نارية وذخيرة دون ترخيص، ومحاولة اغتيال المستشار خفاجي في مايو العام الماضي.