في ساحات وأروقة المحاكم.. كانت قضايا جماعات التطرف الديني والإرهاب والجرائم التي ارتكبها هؤلاء شاهدا علي فكرهم الضال والمنحرف.. استمع القضاة إلي أفكارهم ورؤاهم فكانت الغلظة في القول والتشدد في الفكر. وإنزال آيات الله تعالي في غير موضعها شاهدا علي انحرافهم الفكري وأمزجتهم المتقلبة. المستشار شبيب الضمراني رئيس محكمة جنايات القاهرة أحد القضاة الذين تولوا قضايا الجماعات المتطرفة.. كيف يراهم وهل يمكن إصلاحهم؟ يري المستشار الضمراني أن مسألة إصلاح فكر المتطرفين لابعادهم عن العنف والإرهاب لا بد فيه من توافر النية لديهم أولا.. ثم بعد ذلك يتم تشكيل لجان من المتخصصين في الشئون الدينية لعمل جلسات وندوات مراجعة كما حدث من قبل في المراجعات الفكرية.. مؤكدا أن كل شيء يمكن إصلاحه ولكن بنية خالصة .پ يقول: إطلاق الإرهابيين لفظ ¢الجهاد¢ علي التكفير وسفك الدماء وقطع الرقاب وترويع الآمنين وتخريب الديار هو أبلغ إساءة إلي الإسلام ذلك لأن مقاصد الشريعة الإسلامية لن تتحقق بهذا. بل يكون التصور الظالم الذي يروجه أعداء الإسلام من أنه دين قتل قد انتشر بحدپالسيف ولكن شتان بين الجهاد الذي جاء به نبي الرحمة والسلام لدفع العدوان وانكسار الشر. وبين الجرائم التي يرتكبها الإرهابيون من قتل النفس المسلمة وغيرها وهي التي حرم الله تعالي الإعتداء عليها. وجرم التفجير وترويع الآمنين والإرهاب. وأضاف: هم بهذه الجرائم المنكرة يكونون قد أجرمواپفي حق الاسلامپالذي كانت رسالته البناء والتعمير فالانسان خليفة الله في الأرض وبهذا فإن الإرهابيين تكون أفعالهم هي الضلال المبين والتحريف الواضح للشرع وحضارة المسلمين مؤكدا أن المسلم معصوم دمه وعرضه وماله وعرضه بمجرد نطقه الشهادة .پ أوضح المستشار الضمرانيپأن الاسلام كرم النفس البشرية بصفة عامة وعظمها وأنه ليس هناك استثناء فيها بسبب لون أو جنس أو دين.. كما أن الدين يجرم العدوان علي أي نفس وإهانتها أو ظلمها أو التعدي علي حقوقها أو التقليل من شأنها مصداقا لقوله تعالي: ¢ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ¢.. ومن ثم فإن الحق في الحياة حق مقدس عند الله تعالي ويستوي في ذلك المسلم وغير المسلم والحر والعبد والرجل والمرأة والكبير والصغير فالجميع بشر متساوون في استحقاق الحياة كما أن من حق الانسان ان يعيش حياة آمنة مطمئنة وحرم الله تعالي الاعتداء عليها بقوله تعالي ¢ومن قتل نفسا بغير نفس او فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا ¢. وجه المستشار الضمراني الدعوة إلي أصحاب العقول المنغلقة والقلوب المتحجرة والأهواء المنحرفة أن تنظر إلي واقع المجتمعات المسلمة التي يتلي فيها القرآن وترفع فيها المآذن وأن ينظروا كيف وصل الإسلام إلينا ؟!.. كماپأن عليهم أن يعلموا أنپپجميع الأديان السماوية تأمر بالخير والحق والصلاح وتدعو الي الرحمة والبر والاحسان وتوصي بالأمن والسلام وأنه ما كانت يوما عائقا أمام التعايش والتعارف والحوار وانما كان العائق فيمن يتوهمون أنفسهم انهم يمتلكون الحقيقة المطلقة ويستغلون الأديان في تقدير مصائر الناس مع ان ذلك لم يمنحه الله سبحانه وتعالي حتي لأنبيائه المصطفين .پ نوه المستشار الضمراني إلي أن التسامح يعني قبول الاختلاف مع الآخرين سواء في الدين أو العرق أو السياسة لأن الاسلام الذي جاء به رسول الإنسانية حمل اللين والتسامح الذي اكدته آيات القرآن الكريم والاحاديث الشريفة في الدعوة إلي الله بالحكمة والموعظة الحسنة والبعد عن العنف . شدد المستشار الضمراني علي ان من يدعو الناس للخروج والقتل والتدمير فانه مخالف للشرع ولمنهج الرسول الكريم كما أن الله سبحانه وتعالي حفظ لعباده أعراضهم وأموالهم وممتلكاتهم فلا يجوز إراقة الدماء وقتل الابرياء والتعدي علي الممتلكات العامة والخاصة. ولا يمكن أن ننسي ما فعله الرسول الكريم عندما رد إلي كفار قريش أموالهم وودائعهم التي أئتمنوه عليها رغم كفرهم به وتكذيبهم له.پ ذكر المستشار الضمراني أن الشعب المصري لن يقبل أن يكون بين صفوفه من يتخذون العنف والإرهاب منهجا لهم أو يدعون إليه للوصول لأغراضهم ذلك أن الشعب المصري محب بطبيعته للسلام وينبذ العنف والارهاب ويعشق الاستقرار والأمن ومن كنفهما بني مجده وشيد حضارته منذ آلاف السنين.