"في يوم من الأيام من خمسين سنة .. كان تاني دخل لمصر بعد القطن تقريبًا السينما المصرية .. كانت اللهجة بتاعتنا معروفة في كل الدول، علشان الفن المصري .. مبقناش كدة دلوقتي". الرئيس عبد الفتاح السيسي 21 مايو 2014 كانت هذه الكلمات التي بدأ بها الرئيس عبد الفتاح السيسي لقائه مع الفنانين المصريين قبل ترشحه للإنتخابات الرئاسية، وكان يحاول الرئيس التأكيد على دور الفن والفنانين، الدور الحقيقي الذي غاب عن فنانين مصر. قد لا تعلم مدى تأثير هذه الكلمات ألا بسماع هذه القصة عن الأغنية الأشهر في العالم في الوقت الحالي، فمند أشهر قريبة، أعلن ريكاردو روسيلو حاكم جزيرة بورتوريكو، أحد الأقاليم التابعة للولايات المتحدةالأمريكية، ، الإفلاس، في محاولة لهيكلة ديون الجزيرة التي بلغت 70 مليار دولار. ويمنح القانون الأمريكي للجزيرة، الحق في إعلان حالة الإفلاس من أجل منح القضاء الفيدرالي حق تسوية نزاعها مع دائنيها عبر إعادة هيكلة تسديد ديونها، وهو ما لجأ اليه حاكم هذه الجزيرة التي تقع في شمال شرق البحر الكاريبي، شرق جمهورية الدومينيكان وغرب كلا من جزر فيرجن التابعة للولايات المتحدة وجزر فيرجن البريطانية. قبل هذا الأفلاس بشهور قرر أثنين من أبرز المطربين التابعين لبورتوريكو وهما " لويس فونسي ودادي يانكي" التعاون مع بعضهما وأطلاق اغنية تحت اسم "ديسباسيتو" التى تُعنى ببطئ، وظلت الأغنية تنتقل من بلد إلى أخرى خصوصًا ان بطلة الفيديو هي زوليكا ريفيرا، ملكة جمال الكون 2006. وصلت عدد مشاهدات الأغنية ل 2 مليار و500 مليون، كما انها دخلت قائمة بيلبورد لأفضل مئة أغنية في العالم، كلمة "ديسباسيتو" اصبحت شعارا رسميًا للجميع، فأنتشرت العديد من الفيديوهات حول العالم يحاولون الرقص مع الأغنية، حتى إن مشاهير رددوا كلماتها، وتراقص عليها لاعبي كرة القدم. شهرة الأغنية عالميا أثارت اهتمام السائحين الأجانب خصوصًا وان مطربين الأغنية يرددون فيها مقطع يقول : "هكذا نفعلها في بورتوريكو"، ووسائل إعلام عديدة من داخل بورتوريكو أكدت زيادة معدل الرحلات السياحية 45% للعديد من مواقع تصوير الأغنية مثل نادي لا فيكتوريا في سان خوان القديمة وغيرها من المواقع التي جذبت أنظار الجمهور حول العالم من خلال الأغنية الشهيرة، ليساهم الثنائي بشكل كبير في نمو اقتصاد مدينة بورتوريكو. في النهاية، بعيدا عن معاني الكلمات التي تحملها الأغنية أو طريقة الرقص ألا أن المناظر الطبيعية التي ظهرت خلال الفيديو كليب شجع العديد من السياح على زيارة بورتوريكو، فتخيل لو كان الفيديو تم تصويره في شرم الشيخ مثلا؟ ماذا سيحقق وما هي العوائد التي ستأتي على دولتنا، فلنفكر قليلاً في اظهار الجانب المشرق في مصر.