أكد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، أن حركة حماس ستظل أمينة على ثوابت الشعب الفلسطيني، لافتاً إلى أن ذلك عهد شهداء انتفاضة القدس والأقصى. وأضاف هنية، خلال خطاب ألقاه بمدينة غزة، هو الأول له منذ توليه المنصب؛ لاستعراض كافة التطورات الخاصة بالمتغيرات الفلسطينية والإقليمية، إن استمرار الاحتلال في سياسة الاعتقال الإداري هو إرهاب على مرمى ومسمع العالم دون أن يحرك ساكناً إن ظلم السجان لن يطول ولن يكسر إرادة أسرانا الأحرار وإن تحريرهم بات أقرب من أي وقت مضى. وقال: "كل التقدير للأجهزة الأمنية التي كشفت جريمة اغتيال الشهيد مازن فقها، لافتاً إلى أن المقاومة هي شرف فلسطين وفخر الشعب وأمل الأمة، وأن المقاومة تواجه الاحتلال في كل مكان ولا تزال تعد العدة ليل نهار من أجل تحقيق طموحات الشعب في التحرير والعودة. وتابع: "شعبنا الواحد الذي لا يقبل التجزئة وصاحب القضية العادلة التي لا تقبل القسمة، فحركة حماس أثبتت مجدداً كما في كل مراحلها أنها حركة فتية أبية وأصيلة بعمق نهجها وتضحيات أبنائها ومؤسسيها الأطهار وعلى رأسهم الشيخ الشهيد أحمد ياسين، وبدماء ومعاناة الآلاف من أسراها وجرحاها، فهم من خطوا الطريق الذي تسير عليه حركتنا". وأكمل: "نتسلم اليوم قيادة الحركة العملاقة من أخوة كرام وقادة عظام وعلى رأسهم الأستاذ خالد مشعل، الذين حملوا القيادة وصانوا الأمانة وسلموا الراية، وتمكنوا من تطوير الحركة والحفاظ على وحدتها والارتقاء بدورها وتعزيز تأثيرها خلال فترات عصيبة مر بها شعبنا حتى أصبحت موضع ثقة شعبنا وأمل أمتنا". واستطرد: "وإن غادر خالد مشعل موقع القيادة؛ فإنه بالتأكيد لن يغادر خندق المقاومة ولا الدور الجهادي والسياسي كقائد وطني وقامة شامخة ورمز نضالي كبير لشعبنا ومقاومتنا". وأضاف: "حماس أصدرت وثيقتها السياسية التي تمثل موقفنا الموحد من مجمل القضايا التي تواجهنا، والوثيقة برهنت قدرة الحركة في الجمع بين الأصالة والمعاصرة والثابت والمتغير والاستراتيجي والمرحلي، وفتحت الأبواب لمقاربات سياسية وفكرة تعكس حيوية الحركة وقدرتها على التجديد والتوازن في عصر المتغيرات السريعة، فالوثيقة قدمناها لشعبنا لنؤكد من خلالها أننا نريد أن نعمل مع الجميع ضمن استراتيجية جامعة في السياسية والمقاومة، وفي بناء مؤسساتنا القيادية والإدارية وفي إدارة شؤوننا الداخلية وعلاقاتنا الخارجية". وتابع هنية: "منذ وصول الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى سدة الحكم وبضعط إسرائيلي بدأت تحركات بشكل متسارع بالتحركات بجني ثمار الأوضاع وابتزاز الدول العربية لتصفية القضية، وفرض ما يسمى بصفقة القرن"، مشدداً على أن المطلوب فلسطينياً أن نسعى للوحدة في توجيه رسالة واضحة للعالم أجمع نؤكد فيها أن أي حلول أو تسويات تتعارض مع حق شعبنا في الحرية والاستقلال والعودة وإقامة الدولة الفلسطينية ذات السيادة لن يكتب لها النجاح وسنقف سداً منيعاً في وجهها كل صفقة مشبوهة تنتهك حقنا الفلسطيني؛ صفقة فاشلة سنقف سداً منيعاً في وجهها مهما كلفنا ذلك من ثمن. وقال: "كما أسقط مؤامرات سابقة لتصفية قضيتنا العادلة فإن قادر على فعل ذلك وعلى العالم أن ينصت لصوت الحق والانصاف"، مشدداً على أن المقاومة ليست "إرهاباً". وتابع: "سنعمل من أجل الحفاظ على عروبة القدس وتعزيز صمود أبنائنا وإبقائها رمز لكفاح أمتنا وحفاظاً عليها إيقونة للنضال ووجهة للمقاومة، ومحاولات الاحتلال الإسرائيلي فرض الأمر الواقع لن تفلح في أهدافها ولن يكون لها أثر بفضل صمود المقدسيين وإرادة المرابطين بالأقصى وابداع أبطال انتفاضة القدس وسيبقى المسجد الأقصى اسلامياً خالصاً لا مكان للاحتلال الإسرائيلي فيه". وقال: "نعلن بكل وضوح أننا نرفض نسب حائط البراق للمحتلين، فهو جزء أصيل من المسجد الأقصى المبارك ولا يمكن التنازل عنه، فهو يمثل موروث النبوة في ليلة الإسراء، وإننا اليوم نجدد العهد والالتزام لأهلنا في القدس". وأضاف: "عيوننا على الضفة الصامدة التي تتعرض للتهويد لتحويلها إلى معازل لأهلها وفصلهم عن امتدادهم الطبيعي وأرضهم الواسعة عبر الجدار والطرق الالتفافية والحواجز العسكرية". وأكمل: "الضفة مركزاً للصراع وعنواناً للمقاومة، كما ستعمل الحركة على مواجهة كل ما تتعرض له الضفة من سياسة التنكيل والتغييب في خطين متلازمين الأول دعم صمود شعبنا في مواجهة مخططات العدو، والثاني مقاومة تجعل العدو يدفع الثمن غالياً، وسنتعامل مع مكونات شعبنا للتصدي لغول الاستيطان". وأشار هنية، إلى أنه مهما طال الزمن فإن قضية اللجوء لن تتحول إلى قضية منسية في تيه الغربة؛ وإنما سيبقى اللاجئون هم جوهر القضية الفلسطينية، لافتاً إلى أنها قضية سياسية بامتياز وأن حق العودة هو حق مقدس لا يسقط بالتقادم. 7 وقال: "سنحبط معهم كل محاولات التوطين وما يسمى بحل الوطن البديل، ولا بديل عن فلسطين إلا فلسطين؛ فهي وطننا لا نرضى عنها بديلاً، واليوم ندعو الدول العربية المضيفة إلى توفير شروط العيش الكريم لأهلنا في المخيمات"، مطالباً الأممالمتحدة بالاهتمام باللاجئين الفلسطينيين. وأكمل: "أصبحت المقاومة مصدر أمل في تحرير الوطن السليب؛ فغزة التي صبرت في وجه المحتل، فغزة كانت وستبقى عصية على كل المؤامرات وأبية وعزيزة بمقاومتها، ولقد آن الأوان لإنهاء الحصار عن غزة وليس تشديده"، داعياً السلطة الفلسطينية أن تغير سياستها تجاه قطاع غزة. وأضاف: "زيارتنا وفودنا لغزة جائت للتخفيف عن قطاع غزة، ومصر أصدرت أوامرها بتمديد حزمة من الإجراءات والسياسات بدأ بادخال شاحنات الوقود لمحطة كهرباء غزة، ولا يسعنا إلا أن نستذكر المواقف الشريفة والأصيلة لقطر في دعم الشعب الفلسطيني والوقوف إلى جانب غزة في حصارها، وكان لها مواقف مشرفة في كل الجوانب". وأكمل: "لقد كانت قطر نِعم العون في سنوات الحصار، ونقدم التحية لقطر ونشكر كل من قدم الدعم والعون لمقاومتنا الباسلة وكانت له بصمات واضحة وبشكل خاص تركيا التي ساندتنا ووقفت بكل أصالة مع معاناتنا وقدمت العديد من المشاريع والمساعدة". وقال: "وفد الحركة التي زار مصر مؤخراً بقيادة يحيى السنوار عقد لقاءات فلسطينية فلسطينية ستنعكس إيجابياً على قطاع غزة وستمثل توطئة للمصالحة المجتمعية الشاملة، التي ستصنعها فصائل شعبنا وشرائحه كافة، ونعلن أننا فتحنا صفحة جديدة في العلاقة مع مصر". وشدد على أن تحقيق المصالحة الفلسطينية ستبقى على رأس أولويات حركة حماس وستبذل كل الجهود من أجل استعادة الوحدة الوطنية، وتشكيل استراتيجية موحدة قائمة على الثوابت، قائلاً: "تعالوا لنبدأ اليوم لتطبيق كافة الاتفاقيات التي وقعناها في القاهرة والدوحة وبيروت، وأن نحترم وثيقة الوفاق الوطني". وتابع: "يا إخواننا في حركة فتح تعالوا لكلمة سواء بيننا وبينك ولنبني جسور الثقة ونهدم جدران الكراهية، ونطوي صفحة النزاع وننسى الماضي وآلامه، لنتنافس بشرف في خدمة شعبنا، ففتح وحماس ومع كل فصائل شعبنا يمكنها القضاء على المحتل". وطالب هنية، الفصائل الوطنية بالشروع في صياغة برنامج وطني موحد يرتكز على أهداف الشعب الفلسطيني وحكومة وتطلعاته، إلى جانب تشكيل حكومة وحدة وطنية تفي بكل التزاماتها تجاه الفلسطينيين في الضفة والقطاع على حد سواء، والتحضير للانتخابات العامة على قاعدة الانتخابات الحركة والنزيهة والاتفاق على موعد محدد لإجراء هذه الانتخابات، وحماس جاهز لخوض كل الانتخابات الفلسطيني وفي موعدها؛ على أن تكون تفاهمات بيروت مرجع لإعادة تشكيل المجلس الوطني الفلسطيني". وأشار إلى أن حل اللجنة الإدارية مرتبط بعمل حكومة الوفاق الفلسطيني وقيامها بمهامها في قطاع غزة، وأن قيام الحكومة بالدور المنوط بها في غزة يؤدي إلى أنه لا يوجد أهمية لوجود اللجنة الإدارية وحينها يجري حلها. وأكمل: "ناقشت قبل عدة شهور مع المسؤولين المصريين ملف المصالحة، وأكدنا من جانبنا على أهمية انجاز المصالحة وأن تمارس حكومة الوفاق عملها في القطاع"، معبراً عن ترحيبه باستئناف مصر لدورها في المصالحة الفلسطينية. وتابع: "بوابات الأمة كانت ولا زالت مشرعة أمام شعبنا الفلسطيني، ففلسطين ليست قضية حماس وحدها وإنما هي قضية الأمة العربية والإسلامية وأحرار العالم، وقناعتنا بأن وحدة الأمة ضرورة من ضرورات فلسطين تملي علينا أن نعمل على التنسيق بين كل مكونات الأمة". ودعا هنية، الدول الخليجية إلى معالجة الخلافات بينهم بالحوار وميزان العدل والانصاف وتغليب الوحدة التي ميزت العائلة الخليجية، مؤكداً دعم حركته لكل المساعي والجهود لإعادة اللحمة العربية.