ما زال يعيش المصريون على نفحات ثورة 30 يونيو، بدءًا من تعبير أبناء الشعب المصري، عن سخطهم من حكم محمد مرسي وعصابة الإخوان "الإرهابية"، حتى إلقاء المشير عبدالفتاح السيسي وقتها بيان الإطاحة بالجماعة من حكم مصر. ولعبت حركة "تمرد"، دورًا كبيرًا في التحضير لثورة 30 يونيو، بسبب التحركات التي قام بها مجموعة من الشباب في الشارع المصري، من أجل انتقاد سياسات المعزول محمد مرسي، الذي كان يتخذ قرارات عدة في صالح جماعته فقط وأهمها تمكين "الإخوان" من السيطرة على مفاصل الدولة. وكشف قيادات "تمرد"، العديد من الأسرار والكواليس الخاصة بعزل "مرسي" في سياق تصريحات ل"الفجر"، مؤكدين أن لم تكن آية مساندة من أي جهة أمنية لهم، بل كان لديهم الخوف من الصدام مع المؤسسات الأمنية وبخاصةً العسكرية، مشددين على أنه حدثت مشاكل في بداية الأمر في الأمر مع عواجيز حركة "كفاية"، حتى انتهت كل العوائق بالإطاحة بحكم الإخوان.
فكرة "تمرد" كانت عبارة عن "هزار" بدايةً أكدت إيمان المهدي، مسئول اللجنة الإعلامية بحركة "تمرد"، أن الفاشية الدينية الزائفة للشارع المصري اتضحت جليًا بعد تولي "مرسي" مقاليد الحكم، ولم تشرف السنة الأولى على الانتهاء واكتشف الشعب استغلال الجماعة للدين كستار زائف لاستقطاب الشارع والوصول لمبتغاهم، وأساءت استغلال الفرصة التى منحت لهم وانحرفت عن خدمة الوطن والمواطن بالانتماء والولاء الأول والأخير لخدمة أهداف التنظيم داخليًا وخارجيًا، مما أثار حالة عارمة من الفوضى والغضب في الشارع المصري ، الأمر الذي مهد الطريق لفكرة سحب الثقة من المعزول بعد فشله وجماعته في تولي شئون البلاد ووضعها على حافة الهاوية. وتابعت "المهدي"، في تصريحات خاصة ل"الفجر"، أن فكرة سحب الثقة لاقت استحسانًا واسعًا على النطاق الشعبي والجماهيري، وبدأ الأمر أشبه بمجرد اقتراح بسيط في إطار الهزلية والسخرية، مستطردة: "بينما أثارت الفكرة فضول الجدية وجذبت تركيز العقل عندما توافقنا جميعا كمجموعة من الأصدقاء المؤسسين على تحويل الفكرة إلى حملة قد تلقى صدى شعبي إلى حد قد يغير في الواقع الصادم الذي عانيناه، وبالتالى قررنا توثيق الفكرة بشكل اكثر قانونية وسلمية وتحولت من مجرد فكرة بسيطة إلى وثيقة مكتوبة تتخذ شكل تعاقد أو معاهدة تجمع أراء الشارع كاستفتاء شعبي موثق يجمع أراء الجمهور، وكانت استمارة تمرد المعروفة التى خرجت للشارع على هيئة وثيقة موقعه من المواطنين بالتأكيد على رغبتهم في سحب الثقة من المعزول".
انتشار واسع للفكرة وواصلت: "رغم أننا كنا فقط مجموعة من الشباب لا يتعدى عددنا أصابع الايدي إلا أن النجاح والاستحسان الذي لاقته الفكرة والانتشار الواسع لها من اليوم الأول كان بمثابة الحافز المؤثر في استكمال الطريق مهما كانت النتائج".
مساندة شعبية لتمرد وأوضحت "المهدي"، أن قيادات "تمرد" لم تتوقع آية مساندة من أي جهة أمنية بل على العكس، منوهةً إلى أنهم كانوا ضد فكرة تقسيم الشارع إلا أنهم كانوا يخشون الصدام مع المؤسسات الأمنية وبخاصة العسكرية، إلا أن صوت الشارع الذي يعلو فوق كل الأصوات ومساندته ودعمه الواضح للفكرة منذ لحظتنا الأولى فى الإعلان عنها أدى إلى نجاحها وزيادة الدعم المعنوي وأعطانا القوة لنكمل المسيرة وأجبر الجميع للاستماع لمطالبنا والانسياق ورائها بعد التأكد من خالص نوايانا فى استكمال أهداف الثورأمة التى سلبتها الجماعة وتصحيح مسارها مرة أخرى. وكشفت "المهدي"، الهدف من جمع الاستمارات قبل اندلاع الثورة هو تجميع طوائف الشعب مرة أخرى على هدف واحد والتحول إلى مرحلة انتقالية بقيادة رئيس المحكمة الدستورية العليا كرئيسًا بديل في حال عزل مرسي وفقا للدستور، لعدم ترك أي مساحة لفشل الفكرة على المستوى الجماهيري والشعبي أو المستوى القانوني والرسمي. بيان 3-7 وواصلت: "أما عن بيان 3 يوليو فقد شاركنا في كتابته لأننا كنا ننقل صوت الشارع ونعبر عن مطالبه التى أجبرت دول العالم اجمع على الاستماع لها وكان موقف المؤسسة العسكرية ومساندتها للمطالب بعد حشد الملايين انتصارًا حقيقيًا لنجاح الفكرة فى توحيد فئات المجتمع والتصدى للتنظيم الإخواني". واختتمت: "لعلنا نعتبر أنفسنا ما زلنا فى مرحلة تحتاج مزيد من التواجد لاستكمال مسيرة البناء كما حلمنا بمصر بعد الثورة إلا أن الدولة في المرحلة الحالية تحتاج إلى مشاركة فعالة لفئة الشباب وبخاصةً في مرحلة البناء".
الانفصال عن "كفاية" وفي السياق ذاته أكدت الإعلامية ماري بسيط، القيادية بحركة "تمرد"، أن بداية تمرد كانت فكرة طرحها الشباب أبرزهم محمود بدر وحسن شاهين وغيرهم وكانت أولى الاجتماعات لمناقشة الفكرة مع حركة كفايه إلى أن حدثت خلافات كبيرة بين الشباب وبعض من أعضاء "كفاية" من كبار السن الذين لم تتفق أفكارهم مع الشباب ولم يستطيعوا مجاراتهم في تلك الأطروحات، وهنا كان انفصال الشباب عن كفاية وكانت هذه الخطوة أهم الخطوات على الطريق الصحيح .
القضاء على تجار الدين وأوضحت "بسيط"، في تصريحات خاصة ل"الفجر"، أن استمرار جماعة الإخوان تصدير طوال الوقت للشارع المصري فكرة أنهم رجال الدين الرافعين لشعارات الديمقراطية والحرية والحرص على مصالح الوطن وأنهم ضد التطرف وهم منبعه في الأصل، وأنهم نصرة الإسلام وهم أشد خطرًا عليه، وللأسف كان الشعب مرحب بهم بشكل كبير إلى أنهم ثبت لهم العكس وتيقنوا كذب تلك العصابة، وكان هذا هو التوقيت المناسب لاستعادة البلد من قبضتهم. وتابعت: "ساندت جميع مؤسسات الدولة كانت بجانب تمرد بعد محاولات أخونة الدولة المصرية التي تصاعدت بعد اعتلاء جماعة الإخوان الحكم في البلاد ومحاولتهم المستميتة بزرع قياداتهم وعناصرهم في مفاصل كل المؤسسات والمناصب الحيوية والهامة بها فكان لابد من التكاتف واللي وصلنا لأهم يوم وهو 3/7 يوم القضاء على حكم تجار الدين".
إقصاء قيادات تمرد واستطردت: "تم إقصاء قيادات الحركة من المشهد السياسي خاصة بعد الفشل في تحويل الحركة إلى حزب سياسي تحت مسمى (حزب الحركة الشعبية العربية – تمرد) وواجهنا تعسف كبير ولكن لم نيأس وأعلنا خوض الانتخابات داخل قائمة في حب مصر التي تم إقصائنا منها واحد تلو الاخر ولم يتبقى أحد داخل القائمة إلا محمود بدر الذي انتخب عضوًا للبرلمان عن قائمة في حب مصر بمحافظة القليوبية وهو الوحيد الذي استمر داخل القائمة بسبب الدور الذي قام به في 30 يونيو وتأسيس حركة تمرد".