تكتيك جديد ووجوه جديدة في تشكيلة المنتخب الألماني، خلال مواجهته الودية مع الدنمارك، الفرصة متاحة الآن لهؤلاء الشباب لإثبات جدارتهم، ودخول التشكيلة في بطولة كأس القارات بعد أيام في روسيا. ما أن انتهت المواجهة الودية مع الدنمارك، حتى سارع مدرب المنتخب الألماني، يواخيم لوف، للإفصاح عن ارتياحه لأداء المنتخب، وأنه "راض بالمطلق" عن ذلك. وقال في حديثه لقناة "زد دي إف" إنه شاهد إيجابية أكثر من السلبية، كما أثنى على "التموضع الجيد في الملعب في مواجهة فريق ذي خبرة". وفي ذات الوقت أبدى لوف بعض الحذر: "باستطاعتنا دراسة المزيد على الصعيد التكتيكي". المدرب ذو ال57 عامًا يحضر الآن منتخبًا بديلًا سيدفع به للمشاركة في كأس القارات، التي ستنطلق في 17 يونيو/حزيران الجاري في روسيا، بغية إراحة العناصر الأساسية. خطة جديدة ربما هي المرة الأولى التي يلعب فيها المنتخب الألماني، تحت قيادة لوف، بهذه الطريقة الجديدة. أضف لذلك وجود لاعبين جدد يلعبون مباراتهم الدولية الأولى، وهكذا لعب نيكلاس زوله وماتياس جينتر وأنطونيو روديجر في الدفاع، والظهيران يوناس هيكتور ويوزوا كيميش. وفي الوسط كانت المهمة موكلة إلى ليون جوريتسكا وسيباستيان رودي لضبط الإيقاع، مع ترك الحرية لقائد المنتخب، يوليان دراكسلر، للتحرك كما يشاء خلف المهاجمين، وفي المقدمة تقاسم لارس شتيندل وساندرو فاجنر المهمة. الاعتماد على الظهيرين بدا واضحًا في خطة لوف، حيث تقدم هيكتور وكيميش كثيرًا نحو المقدمة، وقدما أداءً متميزًا، توجه كيميش بإحراز هدف التعادل للمانشافت. سير المباراة خضع لرؤية لوف في الكثير من المراحل، ولكن ثغرات عدة برزت من الناحية الدفاعية، مع الضغط القريب الذي مارسه الدنماركيون على حامل الكرة. الإيجابيات إلى جانب نجم باريس سان جيرمان، دراكسلر، قدم كل من كيميش وجوريتسكا أداءً متميزًا. كيميش كان الأبرز خلال الشوط الأول، بل وهدد المنتخب الدنماركي أكثر من مرة، وبهدفه الذي جاء من ركلة خلفية، قبل دقائق من نهاية المباراة، أنقذ المانشافت من الخسارة. ومن بين الأمور الجيدة لألمانيا، خصوصًا في كأس القارات، مشاركة عدة وجوه جديدة تألقت مع أنديتها هذا الموسم. حارس باريس سان جيرمان، كيفن تراب، لعب مباراته الدولية الأولية مع المانشافت، وقدم أداءً طيبًا، وتصدى لأكثر من كرة خطيرة. لوف قال عنه عقب المباراة: "تصدى بطريقة جيدة لتسديدتين خطيرتين أو ثلاثة، كما أن الأمر المهم لنا هو أنه يضع الكرة بشكل جيد في اللعب، ما يساهم في بناء هجمة.. كنت راضيًا جدًا". وإلى جانب تراب، لعب لارس شتيندل وساندرو فاجنر، والمتألق في صفوف أياكس، أمين يونس (من أصل لبناني)، والذي قدم أداءً طيبًا في الدقائق التي لعبها. هذا المنتخب سيكون على موعد مع مواجهة سهلة، السبت القادم، مع سان مارينو في التصفيات الأوروبية المؤهلة لكأس العالم. ويحتل المنتخب الألماني صدارة المجموعة الثالثة في التصفيات، بعدما حقق الفوز في جميع المباريات الخمس التي خاضها حتى الآن. وبعدها سيسافر مباشرةً إلى روسيا، لمواجهة أستراليا أولًا ببطولة القارات، ثم سيلتقي تشيلي وأخيرًا الكاميرون في ختام دور المجموعات. هي فرصة ذهبية إذًا أمام الوجوه الجديدة لإثبات الجدارة في هذه البطولة، لأن المميز منهم سيحجز بالتأكيد مقعده في التشكيلة التي ستدافع عن لقب كأس العالم في روسيا.