رغم مشاركته في المباراة بفريق يعتمد على العناصر ذات الخبرة الكبيرة، انتزع المنتخب الألماني لكرة لقدم التعادل بصعوبة وبهدف متأخر للغاية مع مضيفه الدنماركي 1 / 1 ليعزز هذ الهدف من الروح المعنوية المرتفعة في معسكر المنتخب الألماني (مانشافت) قبل التحديات القوية التي تنتظر الفريق في الفترة المقبلة. وربما لم تكن نتيجة التعادل في هذه المباراة لتلفت الانتباه بشكل كبير، ولكن يواخيم لوف، المدير الفني للمانشافت كان سعيدا بالشكل الجديد لفريقه في بداية هذا الصيف المتخم بالارتباطات. وانتزع المانشافت التعادل بهدف سجله جوشوا كيميتش في الدقيقة 88 من مباراة الفريقين، أمس الثلاثاء، التي شهدت مشاركة المانشافت بتشكيلة تجمع بين اللاعبين أصحاب الخبرة الكبيرة وستة لاعبين شاركوا مع الفريق للمرة الأولى. وكان مستوى الأداء في مقدمة أولويات المانشافت ومديره الفني لوف، حيث كان الاهتمام بالأداء أكثر من النتيجة. وقال لوف: «إنه اختبار جيد لمستوانا الحالي. خضنا مرانا وحيدا. ولهذا، أشعر بسعادة بالغة... مستويات الالتزام والولاء كانت رائعة من الجميع. يمكننا العمل على التنسيق بين الجميع خلال الأيام المقبلة». واستعد المانشافت، من خلال مباراة الأمس، لمباراته المقبلة في تصفيات أوروبا المؤهلة لكأس العالم 2018، حيث يلتقي منتخب سان مارينو في مدينة نورنبرج يوم السبت المقبل. وهي مباراة ينتظر ألا يواجه المانشافت فيها أي صعوبة. ولكن الاختبارات الأصعب للفريق ستكون في بطولة كأس القارات التي تنطلق بعد عشرة أيام في روسيا، حيث يلتقى المانشافت في مجموعته بالدور الأول للبطولة مع منتخبات الكاميرون وتشيلي وأستراليا. وتعمد لوف منح لاعبيه مزيدا من الوقت للراحة، بعد الجهد المبذول مع أنديتهم في الموسم المنقضي، قبل تجمع الفريق، استعدادا للارتباطات المقبلة. واكتفى لوف بأدنى قدر من الاستعداد قبل مباراة الأمس، حيث خاض الفريق مرانا واحدا وهو ما ظهر في افتقاد الفريق للانسيابية في الأداء في مواقف عديدة خلال مباراة الأمس. وقال لوف: «كل لاعب قدم موسما جيدا كما اعتمد على مقدار من الثقة بالنفس... كان واضحا أن الفريق يمتلك مهارات فردية». وخاض كل من حارس المرمى كيفن تراب والمدافع مارفين بلاتينهارد ولاعبي الوسط لارس ستيندل وأمين يونس وكريم ديميرباي والمهاجم ساندرو فاجنر أمس مباراته الدولية الأولى مع المانشافت وحققوا نجاحا متباينا. ولم يقدم بلاتينهارد وديميرباي الأداء الذي يمكن من خلاله ترك انطباع جيد فيما قد يشعر كل من ستيندل وفاجنر في داخله بأنه كان من الممكن استغلال الفرصة بشكل أفضل. وقال فاجنر: «أعتقد أنه كان أداء مقبولا... أتينا من الشاطئ مباشرة إلى المباراة. خضنا مرانا واحدا فحسب قبل مباراة الدنمارك أمس». وكان الحارس تراب، بلا شك، هو أفضل هذه الوجوه الجديدة. ولكن مركز حراسة المرمى هو أقل المراكز التي تثير قلق لوف نظرا لأن الفريق لا ينافس في العمق الذي يتمتع به في هذا المركز حيث يعتمد بشكل أساسي على مانويل نيوير أحد أبرز حراس المرمى في العالم. وقدم فاجنر أداء جيدا في الهجوم ليؤكد أنه مهاجم يمكن الاعتماد عليه كما أن قدرته على العودة لوسط الملعب للمساهمة مع لاعبي الوسط منح جوليان دراكسلر نجم وسط باريس سان جيرمان الألماني الفرصة لتقديم مهام قيادية بوسط الملعب. وقال لوف، عن دراكسلر: «دفع دراكسلر الفريق للأمام وكذلك ضاعف حماس اللاعبين في غرف تغيير الملابس... تولى المسؤولية على أرض الملعب وتطور بشكل جيد وشارك في اللعب بشكل هائل». وأضاف: «ما زال بحاجة لتطوير المستوى بالطبع. ما زال لاعبا شابا. أعتقد أنه سيؤدي بشكل جيد في كأس القارات. ستكون تجربة جيدة بالنسبة له». واعترف لوف بأنه كان من الممكن تجنب الهدف الذي سجله المنتخب الدنماركي والذي جاء من خطأ دفاعي للمانشافت. وفي بداية صيف طويل متخم بالارتباطات للمانشافت، يمكن تفهم نظرة التفاؤل التي يتحلى بها لوف حاليا. ولكن الصيف القادم في 2018 هو ما سيؤكد ما إذا كان هذا التفاؤل وهذه الآمال لها ما يبررها حيث سيخوض الفريق رحلة الدفاع عن لقبه العالمي من خلال كأس العالم 2018 في روسيا.