أطلق الإمام الأكبر أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف ورئيس مجلس حكماء المسلمين، دعوة للحوار والنقاش مع منكريّ حجية السنة المحمدية، مؤكدًا أنه لا أحد معصوم غير القرآن والأحاديث النبوية الصحيحة والمرسلين، وما عدا ذلك يأخذ ويرد عليه، حيث ظهر مؤخرًا بعض الشباب معنيين بالهجوم على الإمام البخاري ومسلم والسيدة عائشة، موجهًا رسالة لهم: "إن الهجوم على هذه المقدسات الكبرى تفريط في عرض وشرف الأمة". وقال "الطيب" خلال لقائه في برنامج "الإمام الطيب"، المذاع عبر قناة "CBC"، إن الهجوم على السنة النبوية ليس وليد اليوم، بل هو تاريخٌ طويلٌ في محاولة للنيل من الدين وتدميره بغية نشر الإلحاد في المجتمع، مشيرًا إلى أن كل أمر في الدين يستطيع الداعية أن يرده إلى القرآن الكريم؛ لأنه يمثل مبدأ عامًا لكل الشرائع والعبادات والدستور الذي يشمل كل شيء يتعلق بالدين، وجاءت السنة مكملة وموضحة لمعاني آيات القرآن. وعن تجديد الخطاب الديني، أشار شيخ الأزهر إلى أن التجديد في الدين أمر لا بأس به، بل ينبغي على كل المجددين أن يلتزموا بثوابت الدين الإسلامي التي لا تتغير، مشددًا: "جدد كما تشاء تحت مظلة الضوابط العامة للدين"، داحضًا مزاعم تفيد بأن "الله لم يتكفل بحفظ السنة كما وعد بحفظ القرآن"، استنادًا إلى قوله تعالى: "إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ"، مؤكدًا أن "الذكر" المراد في الآية هو "الوحي" الذي يشمل قرآن وغيره، والوحي يبلغ الرسول صلى الله عليه وسلم عن الله من شرائع وعبادات تكفل الله بحفظها جميعًا. وعلى صعيد آخر، أوضح الإمام الأكبر، أن الهجوم على السنة النبوية ليس وليد اليوم، بل هو تاريخٌ طويلٌ في محاولة للنيل من الدين وتدميره بغية نشر الإلحاد في المجتمع، كاشفًا عن دور الأزهر الشريف في الرد على تلك المزاعم، فمنذ عام 1907، ظهرت كتابات لبعض العلماء في مجلة "المنار"، أيدها رئيس تحرير المجلة الشيخ محمد رشيد رضا، بهدف الإصلاح الديني والاجتماعي للأمة، كما تزعم المجلة، مبينةً في مقالاتها عدة أدلة وشبهات تؤكد على إنكار السنن القولية وعدم الاعتراف بها، بل وصل مبلغ الهجوم على الأحاديث المنسوبة للرسول صلى الله عليه وسلم، وبالتالي كامل الشرائع التي نصت عليها تلك الأحاديث. وتابع أنه ظهرت في الثلاثينيات من القرن الماضي، كتابات للداعية إسماعيل أدهم، الذي ولد لأب تركي وأم مسيحية، وقضى طفولته في جو متنازع وأسرة مشتتة، ليرحل إلى روسيا ويعلن من هناك إلحاده، وكتب كتابًا في هذا الشأن تحت عنوان "لماذا أنا ملحد؟"، ورد عليه حينها الشيخ فريد وجدي أحد علماء الأزهر بإطلاق كتاب يحمل عنوان "لماذا أنا مؤمن؟"، مستطردًا أن تصاعد وتيرة الهجوم على السنة النبوية، حينما ظهر الشيخ أبو ريا، ليدشن كتاب عام 1953، يحمل عنوان "أضواء على السنة المحمدية"، جمع به كل الشبهات المبعثرة في الكتب السابقة، واستند في آرائه على الشيخ أحمد أمين الذي أظهرت كتاباته دحضًا للسنن النبوية. وبسؤاله عن كيفية الرد على الحملات المنكرة لحجية السنة، شدد شيخ الأزهر، على أنه لا توجد فرقة مسلمة واحدة أنكرت حجية السنة، بل من فعل ذلك مجموعات فردية أرادت أن تخلط الأمور، لافتًا إلى حديث للرسول صلى الله عليه وسلم، أجاب عن هذا الأمر في حديث صحيح هو نبراس للأمة منذ ما يزيد عن ألف وأربعمائة سنة، حين أكد: "من قال لا احتج إلا بالقرآن فاعلموا أنه ضال مضل".