على الرغم من تقديم النظام الإيرانى نفسه على أنه جمهورية إسلامية محافظة تطبق الدين وتحافظ عليه، إلا أن سلسلة جرائم الاغتصاب وهتك العرض والتحرش لم تنقطع وكشفت عن الوجه القبيح لدولة الملالي الممتلئه بالمسئولين الذين تفننوا في فضائحهم الجنسية بين التحرشات وممارسة الشذوذ. قارئ ببيت خامنئي سعيد طوسي، قارئ إيراني مقرب من المرشد الإيراني خامنئي عمره 46 عاما، اتهم من قبل بعض تلاميذه أنه اعتدى جنسيا عليهم عندما كانوا قاصرين، أثارت القضية اهتماما خاصا بسبب مكانة طوسي الذي يعتبر مقربا من قيادة النظام وعلى رأسها المرشد الأعلى، علي خامنئي.
نُشرت الاتهامات ضدّ طوسي، ولكنها لم تحظ باهتمام شعبي واسع، ولكن حدثت نقطةُ التحوّل بعد أن نشرت شبكة "صوت أمريكا" بالفارسية شهادات الشبان مقدّمي الشكوى، ادعى ثلاثة منهم، لم يتم الكشف عن هويّتهم، أنّ لديهم شهادات تدين طوسي وتشتمل على تسجيلات، يعترف فيها كما يُزعم بأفعاله ويعرب عن ندمه. يوثّق أحد التسجيلات طوسي وهو يقول إنّ المرشد الأعلى يعلم بالقضية وأمر بإغلاق الملف لئلا يمسّ بمكانة قرّاء القرآن.
أعرب مقدّمو الشكوى في رسالة إلى رئيس السلطة القضائية، صادق لاريجاني، عن استعدادهم لنقل كل الشهادات التي بحوزتهم إلى السلطة القضائية للتحقيق في القضية.
هيئة الإذاعة والتلفزيون أيضًا من القضايا التى أثارت جدل كبير، قضية مدير قسم الأخبار في تلفزيون Press TV الإيراني الرسمي الناطق بالإنجليزية، حميد رضا عمادي، ومدير الاستوديو، بيام افشار، اللذين تمت إقالتهما، بعد فضيحة التحرش بالمذيعة شينا شيراني، والتي قامت بنشر تسجيل صوتي ورسائل نصية، عبر شبكات التواصل الاجتماعي، تثبت تورط المسؤولين المذكورين بالتحرش بها. وكشفت المذيعة شينا شيراني، خلال مقابلات تلفزيونية وكذلك تسجيلات ومقاطع صوتية ورسائل نصية نشرتها عبر شبكات التواصل الاجتماعي، عن تورط حميد رضا عمادي، مدير قسم الأخبار في برس تي في، وكذلك مدير الاستوديو في نفس المحطة، بيام افشار، بالتحرش بها جنسيا ولفظيا مرات عديدة، مما اضطرها لترك العمل والخروج من البلد وفضح مسؤوليها.
وزير التعليم ومديرة المتحف الوطني في يناير 2013، كشفت فضيحة من العيار الثقيل اكتشفها مسؤولون في إدارة المراقبة والأمن في مصعد بإحدى الهيئات الإيرانية عندما دخل وزير التربية والتعليم الإيراني، كامران دانشجو، ومديرة المتحف الوطني، آزادة آردكاني، إلى المصعد وتبادلا الحب بصورة أدهشت الجميع، حيث ظهرا وهما في وضع مخل بالآداب، ويتبادلان القبل بشكل شديد الحميمة.
ولم يلاحظ المسؤولان الكبيران الكاميرا الصغيرة الموجودة أعلى المصعد وأخذا يتبادلان العناق والقبل بشكل عاطفي للغاية، مع حرصهما على ألا يراهما أحد، وتعمدا كذلك الخروج والدخول من وإلى المصعد أكثر من مرة لمتابعة فعلتهما.
وكانت آردكاني تحرص في كل مرة يقبلها فيها الوزير على مسح موضع القبل حتى لا ينكشف أمرهما، ويذكر أن وزير التعليم الإيراني ومديرة المتحف الوطني، شديدا الصلة بالمرشد الأعلى للجمهورية الإيرانية الإسلامية، علي خامنئي، ومن الدائرة المقربة من الرئيس أحمدي نجاد.
التحرش في السينما الإيرانية أيضًا لم تخلو السينما الإيرانية من ظاهرة التحرش في دولة الملالي، حيث قالت الممثلة الإيرانية "شهر زاد كمال زاده" 31 عاما، إن الفساد الأخلاقي أصبح ظاهرة منتشرة في العمل السينمائي داخل إيران، مشيرة إلى أنها "رفضت الكثير من العروض السينمائية بسبب تصاعد عمليات الفساد الأخلاقي أثناء العمل السينمائي".
وأضافت الفنانة في مقابلة صحفية "أعتقد أن المشكلة التي تواجها السينما الإيرانية اليوم هي الفساد الأخلاقي، الذي تسبب بغياب العديد من الممثلات وجلوسهن في المنزل".
وتابعت "للأسف الشديد تحدث الكثير من المواقف المحزنة والمخجلة على هامش التمثيل في السينما الإيرانية، وهذه المواقف لا يمكن تجاهلها".
وأوضحت إنها "لا تزال غير متزوجة ورغم ذلك تتعرض للإحراج والتحرش من قبل بعض الممثلين، وهناك ممثلات متزوجات يتعرضن لمضايقات أكثر مني".
زيادة التحرش رغم الحجاب وبسبب البطالة الزائدة والفقر الشديد وعدم القدرة على الزواج، زاد التحرش داخل الشارع الإيراني، ونشرت صحيفة الغارديان موضوعا بعنوان "كيف تزايد التحرش الجنسي في إيران بسبب الحجاب؟".
وأشارت الصحيفة من خلال الموضوع عن تزايد ظاهرة التحرش الجنسي بالنساء والفتيات في إيران وفشل الحجاب في توفير الحماية الكافية لهن.وتقدم الصحيفة مجموعة شهادات لفتيات وسيدات يتعرضن للتحرش بشكل مستمر.
وتقول إحداهن إنها تتعرض لتحرش متنوع دوما في طريقها من منزلها للعمل في قلب العاصمة طهران وتقدم وصفا تفصيليا للمواقع التي تشهد أكثر حالات التحرش في شوارع شمال طهران مثل شارع غاندي وشارع الأردن.
وتنقل الصحيفة عن أخرى قولها إن التحرش هو الواقع اليويم في حياة أغلب الفتيات الإيرانيات موضحة أن التحرش ليس نوعا من الغزل لكنه أقرب إلى نوع من الصيد.
وتضيف إن العاصمة طهران بشوارعها تتحول إلى ساحة صيد يتم استخدام أسلحة من نوع العبارات والكلمات أو النظرات والإشارات والصافرات.
وتشرح بعض المتحدثات كيفية تتبعهن من قبل بعض الشباب عبر الشوارع مع إطلاق الصافرات أو كيف يقوم الشاب بالنظر إليهن أثناء مرورهن بالقرب منه ويقوم بتقبيل الهواء بصوت مرتفع.
وتتابع الصحيفة، إن بعض الفتيات قلن لها إنهن يتعرضن لمطاردات من قبل بعض الشباب الذين يمتلكون سيارات ويطلبن منهن ركوب السيارة.
وتوضح الصحيفة أن هذه الممارسات لاتقتصر على الفتيات أصحاب المظهر الغربي أو الأكثر تحررا لكنه يشمل فتيات كثيرات يرتدين الحجاب والمانتو أو الشادور "رداء تقليدي إيراني".