واصلت الصحف الدولية شنّ هجماتها ضد توسيع صلاحيات الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، فى ضوء استفتاء التعديلات الدستورية الأحد الماضى، وحقق أردوغان الفوز الضيق بنسبة 51.4%. وقالت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية "رجب طيب أردوغان فاز باللتصويت لكنه خسر نصف تركيا"، كما وصفت الاستفتاء بأنه منافسة من جانب واحد يعطى الرئيس سلطات كاسحة، ولن تًصيغ طريقاً واضحاً لمستقبل تركيا.
وأضافت الصحيفة البريطانية أن أردوغان لم يحقق الفوز المبين والمدو، لكن تلك التعديلات تمنحه سلطات كاسحة لم تسبق لأى حاكم بتركيا منذ عهد مصطفى كمال أتاتورك، مؤسس الجمهورية الحديثة، التى يسعى السلطان الجديد "أردوغان" للقضاء عليها.
كما أشارت إلى أن المشهد السياسى بتركيا أصبح خالياً أمام أردوغان وحزبه الإسلامى "العدالة والتنمية" منذ فشل محاولة الانقلاب الفاشلة يوليو من العام الماضى، وحكم فى ظل قانون الطواريء، حيث يحتكر مؤيديه الشوارع ومواقع التواصل ووسائل الإعلام والمناصب القيادية والخدمية، وغلق منابر المعارضة.
بينما عنونت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية اليوم "تركيا تقود النزعة الديكتاتورية بالعالم"، وقالت "اليوم أردوغان.. وغداً فيكتور أوربان بالمجر، وماذا عن اليوم التالى؟.
كما وصفت الصحيفة الأمريكية الأسبوع الجارى بالأسوأ للديموقراطية الليبرالية، ففى فرنسا طالب مرشحو الرئاسة "اليمين المتشدد، واليسار المتوحش" بالانسحاب من حلف الأطلسى الناتو، والتوجّه نحو سياسة مؤيدة لروسيا، وبينما تتجّه تركيا بالتعديلات الدستورية نحو سلطة الفرد الواحد.
وأبرزت صحيفة "واشنطن تايمز" اليوم "نهاية التجربة الديموقراطية بتركيا، وصورة للرئيس التركى وهو يُسقط تمثال أتاتورك.
وقالت الصحيفة الأمريكية إن أردوغان يجعل بلده أكثر استبداداً وأكثر إسلامية، مبرزة تصريحات أردوغان ضد ناقديه الغرب بشأن شبهات طالت العملية الانتخابية والحملة الانتخابية غير المتكافئة "أن تركيا تتعرض لهجمات العقلية الصليبية فى الغرب وعبيدهم بالداخل"، وأضاف الرئيس التركى "اعرفوا حدودكم، ولن أبالى بتقاريركم، وسنواصل طريقنا".