لافتة محفورة باسماء مشاهير الزمن الجميل، على أحد أعمدة شارع شريف تلفت انتباه كل من رآها وتخفي كواليس وحكايات عن نجوم أحبهم أغلب المصريين، "الإيموبيليا" هكذا تعرف أضخم عمارة سكنية في القاهرة الكبري. بمساحة كبيرة جداً شيدت عمارة الإيموبيليا بواسطة عبود باشا خلال عام 1940، وتتكون العمارة من برجين يطلق على الأول البرج القلبي وعلى الآخر البحري ويتكون كل منهما من 13 طابق.
وصممت العمارة على يد المهندسين المعماريين ماكس اذرعى، وجاستون روسيو، عند نقطة التقاء شارعي شريف وقصر النيل، ونالت إعجاب مشاهير المجتمع من السياسيين والفنانين والرياضيين فى الأربعينيات والخمسينيات من القرن الماضي.
"الفجر" أخذت جولة داخل عمارة الإيموبيليا، وكشفت الكثير عن حياة المشاهير داخلها، وهو ما نوضحه من خلال السطور التالية.
"قائمة فخمة من أسماء المشاهير" قائمة طويلة على أحد أعمدة عمارة الإيموبيليا، محفور عليها باللون الأحمر "هنا عاش الفنانين نجيب الريحاني –محمد فوزي – أنور وجدي- ليلى مراد- محمد عبد الوهاب- ماجدة الصباحي- فكري أباظة- كاميليا- هنري بركات- أسمهان- أحمج سالم- أسياد النمر_ توفيق الحكيم – حلمي حليم- كمال الشيخ".
الكل يلفت انتباه اللافتة المدون عليها الأسماء باللون الأحمر، ويشرد بذهنه مع الأسماء وحكايات الزمن الجميل.
"فنانين زمان غير دلوقتي خالص" أكد عم حسن، عامل الأسانسير بعمارة الإيموبيليا، أنه يعمل بها منذ أكثر من عشرين عاماً، مشيراً أن الفنانين بالعمارة كانوا يتحدثون معهم ولا يضعون فروق بين أحد.
وأضاف أنه رأى كل الفنانين، من بينهم أنور وجدي ونجيب الريحاني الذي كان في أواخر عمره ويسكن في الدور الثالث.
وأوضح أن الفنانة ماجدة الصباحي لا يزال لديها مكتب بالدور السادس بالعمارة وتردد عليه بين الحين والآخر.
وأشار عم حسن بيديه ليوضح معالم العمارة الضخمة وكيف كان الفنانون يضعون سياراتهم، متابعًا: "بس الفنانيين زمان غير دلوقتي خالص".
شهرة العمارة تدفع رضا للعمل بها وأوضح رضا، أحد حراس عمارة الإيموبيليا، أنه على الرغم من قصر فترة عمله بها، إلا أنه كان يسمع عنها ويعلم أن الفنانين كانوا يسكنون بها. وأضاف أنه يرى الفنانة ماجدة الصباحي، بين الحين والآخر، مضيفاً أنها لا تأتي كثيراً الآن، موضحًا أن العمارة لازال لها قيمتها فالكل يعرفها ويقدر قيمتها العظيمة.
الفنانين في سيلفي مع الشباب وبين دقيقة وغيرها يقف الشباب حرصين على التقاط الصور بجانب أسماء الفنانين المدونة على إحدى أعمدة العمارة.
ويتباهي الشباب بمشاركة تلك الصور بين الأصدقاء، وكأنهم التقطوا الصور مع الفنانين أنفسهم ولكنهم يلتقوطنها مع رائحة زمن تلك الفنانين العظماء.
الزمن يحاول إخفاء معالم عمارة الإيموبيليا وعلى الرغم من تماسك عمارة الإيموبيليا بشكلها المميز، الذي يأخذ الطابع الدائري وبحجم مساحتها الضخم الذي يتخطى آلاف الأمتار، إلى أن الزمن يحاول إخفاء معالم العمارة، فتحولت لمكاتب للأطباء والمحامين وغيرهم من المهن المكتبية، بل ولأماكن لوضع بضائع محلات الملابس، ففي لحظات للانتظار أمامها يأخذ العمال بالمحلات في الصعود والنزول منها، وهو ما يخفي الطابع الهاديء لعمارة تحمل بين كل ركن بها تراث.