يعرف بشموخه وتحديه ورفع هاماته ضد الاحتلال والظلم، فهو أشهر مساجد العالم الإسلامي وأهمها في مصر، فُتح على يد جوهر الصقلي قائد المعز لدين الله أول الخلفاء الفاطميين بمصر، في مثل هذا اليوم 4 إبريل 970م، وهو أول جامع أنشئ في مدينة القاهرة وهو أقدم أثر فاطمي قائم بمصر، واسموه بالأزهر، تيمنًا بفاطمة الزهراء بنت الرسول محمد - صلى الله عليه وسلم - وإشادة بذكراها. العصر المملوكي ويعد العصر المملوكي من أزهى وأفضل العصور التي عاشها الأزهر الشريف حيث تسابق حكام المماليك في الاهتمام بالأزهر طلابًا وشيوخًا وعمارةً وتوسعوا في الإنفاق عليه. وكان للأزهر مواقفه المشهودة في التصدي لظلم الحكام والسلاطين المماليك لأن علماءه كانوا أهل الحل والعقد أيام المماليك، ففي سنة 1795م، اعتدى أمراء المماليك على بعض فلاحي مدينة بلبيس فحضر وفد منهم إلى الشيخ عبد الله الشرقاوي وكان شيخًا للأزهر وقتها، وقدموا شكواهم له ليرفع عنهم الظلم، فغضب وتوجه إلى الأزهر، وجمع المشايخ، وأغلقوا أبواب الجامع، واحتشدت الجموع الغاضبة من الشعب. فأرسل إبراهيم بك شيخ البلد لهم أيوب بك الدفتردار، فسألهم عن أمرهم، فقالوا: نريد العدل ورفع الظلم والجور وإقامة الشرع وإبطال الحوادث والضرائب، فاستسلم مراد بك ورد ما اغتصبه من أموال، وأرضى نفوس المظلومين، لكن العلماء طالبوا بوضع نظام يمنع الظلم ويرد العدوان، فاجتمع الأمراء مع العلماء، وأعلن الظالمون أنهم تابوا والتزموا بما اشترطه عليهم العلماء. وكان قاضي القضاة حاضرًا، فكتب على الأمراء وثيقة أمضاها الوالي العثماني وإبراهيم بك ومراد بك شيخا البلد.
العصر العثماني وأما في العصر العثماني، فقد أبدى سلاطين آل عثمان احترامًا كبيرًا للجامع وأهله بالرغم من مقاومته لهم ووقوفه مع المماليك خلال حربهم مع العثمانيين، إلا أن هذا الاحترام لم يترجم عمليًا في صورة الرعاية والاهتمام بعمارته أو الإنفاق على شيوخه وطلابه.
إلا أن الجامع خلال تلك الفترة قد أصبح المكان الأفضل لدى عموم المصريين والأولى بتلقي العلوم والتفقه في الدين من خلاله وأصبح مركزًا لأكبر تجمع لعلماء مصر كما بدأ في تدريس بعض علوم الفلسفة والمنطق لأول مرة.
الاحتلال الفرنسي لمصر وعندما غزا الفرنسيون مصر بقيادة نابوليون بونابارت عام 1798م، أشعل علماء الأزهر الثورة ضدهم من داخل الأزهر الشريف والتي عرفت بثورتي القاهرة الأولى والثانية بعدما دخلت قواته بالخيول صحن الأزهر. وألقت بالمصاحف وعاثت فيه إفسادًا، وضرب الجامع بالمدافع من فوق القلعة، وكانت هذه الواقعة قد عجلت بانسحاب الفرنسيين من مصر.
الأسرة العلوية وفي عام 1805م استطاع علماء الأزهر أن يفرضوا على الخليفة العثماني الوالي محمد على باشا ليكون واليًا على مصر العثمانية, بعد أن أخذوا عليه المواثيق والعهود بأن يقيم العدل بين الرعية.
وسعى محمد علي، إلى توطيد حكمه من خلال التقرّب إلى علماء الأزهر، وسار على نهجه أبناؤه وأحفاده، والذي كان آخرهم الملك فاروق الذي تنازل عن العرش الملكي بسبب ثورة 1952، وفي أعقاب ذلك وفي عام 1961 ووفقًا للقانون الصادر في نفس العام تمّ إعلان قيام جامعة الأزهر رسميًا وإنشاء العديد من الكليات.
العدوان الثلاثي وفي عام 1956م قام الرئيس جمال عبد الناصر فوق منبر الأزهر ليعلن القتال ضد العدوان الثلاثي؛ بريطانيا وفرنسا وإسرائيل.
مشايخه كان النظام المتبع لمشيخة الأزهر أن ينتخب من بين كبار العلماء ناظر يشرف على شئونه منذ إنشائه إلى آخر القرن الحادي عشر الهجري. فقد أنشىء منصب شيخ الجامع الأزهر في عهد الحكم العثماني ليتولى رئاسة علمائه، ويشرف على شئونه الإدارية، ويحافظ على الأمن والنظام بالأزهر. وأول شيوخ الأزهر الشيخ محمد عبد الله الخرشي المالكي، وشيخ الأزهر الحالي د. أحمد محمد الطيب. ومن أشهر العلماء الذين ارتبطت أسماؤهم بالأزهر؛ ابن خلدون، وابن حجر العسقلاني، والسخاوي، وابن تغري بردي، والقلقشندي، وغيرهم من العلماء.