في الشهور الأخيرة الماضية، تداولت العديد من المعلومات التي تؤكد أن الرئيس الأمريكي دونالد ترمب سيصدر قرارًا بإعلان جماعة الإخوان المسلمين منظمة إرهابية وإخضاعها للعقوبات، وبالرغم من ما قدمه السناتور تيد كروز عضو مجلس النواب الأمريكي عن ولاية ماريو دياز بلارت بتشريع يطالب فيه إضافة الإخوان إلى قائمة الإرهاب، ألا أن القرار لم يصدر حتى الآن. وتزامنًا مع زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي للرئيس ترامب بالبيت الأبيض، طرحت "الفجر" تساؤلاً حول هل مباحثات الطرفين حول قضايا الإرهاب سيتم من خلالها إصدار "ترامب" بإرهابية الإخوان. القرار ليس سهلًا من جانبها، قالت النائبة أنيسة حسونة، عضو لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب في تصريحات خاصة ل"الفجر"، إن قضايا مكافحة الإرهاب ستكون من أهم المباحثات التي ستكون على طاولة النقاش بين الرئيس عبدالفتاح السيسي والرئيس الأمريكي ترامب بالبيت الأبيض. وأضافت حسونة، أن قرار إعلان الرئيس الأمريكي "ترامب" جماعة الإخوان إرهابية ليس سهلاً على الإطلاق، مؤكدة أن رئاسة مصر للجنة مكافحة الإرهاب بمجلس الأمن لها دور قيادي في إعلان الجماعة إرهابية بالوقائع في مختلف دول العالم بإيضاح عملياتهم الإجرامية للرأي العام الدولي. كما أكدت النائبة البرلمانية، أن الرئيس الأمريكي يثمن دور مصر في مكافحة الإرهاب وبقوة في منطقة الشرق الأوسط، مُستبعدة أن يتم إعلان جماعة الإخوان إرهابية في أمريكا أثناء زيارة الرئيس السيسي، مشيرة إلى أن ترامب سيعلن الإخوان إرهابية ولكنه يخطط ما بعد تداعيات القرار خوفًا من إحداث عمليات إجرامية ببلاده. "السيسي" لن يضغط على "ترامب" وفي نفس السياق، قال السفير حسين هريدي مساعد وزير الخارجية الأسبق، في تصريحات خاصة ل"الفجر"، إن الرئيس عبد الفتاح السيسي لم ولن يبحث مع الرئيس الأمريكي إمكانية إصدار قرار بأن جماعة الإخوان إرهابية بأمريكا في لقاءاتهم لأن كل دولة لها أيدلوجيات سياسية فيما تصدره من قرارات. وأضاف هريدي، أن المباحثات بين الرئيسين ستكون ذات محاور استثمارية اقتصادية تجارية في المقام الأول، مؤكدًا أنه لا يجوز أن نحكم على نجاح تلك الزيارة بإصدار الرئيس الأمريكي قرار بأن الإخوان إرهابية. كما أكد مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن قرار إعلان أمريكا بإرهابية الجماعة ليس سهل لأن الغرب يدعمون الإخوان المسلمين بالتمويل على مر العصور وخاصة المخابرات البريطانية والأمريكية. القرار سيكون على طاولة النقاش من جانبه، قال الدكتور سعيد صادق أستاذ علم الاجتماع السياسي بالجامعة الأمريكية، في تصريحات خاصة ل"الفجر"، إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إذا قرر إعلان جماعة الإخوان من ضمن المنظمات الإرهابية سيكون له تداعيات سياسية في المقام الأول من دول الاتحاد الأوربي. وأضاف صادق، أن تأخر الرئيس الأمريكي من إصدار قرار بإرهابية الإخوان لأنه يعلم علم اليقين أنه سيكون مُحاصر سياسيًا وخاصة في تلك الآونة في ظل عدم استقرار الأوضاع بالمنطقة. كما أكد أستاذ علم الاجتماع، أن الرئيس الأمريكي يثمن دائمًا بدور مصر الريادي في مكافحة الإرهابيين ورعاياه، مشيرًا إلى أن الرئيس السيسي يعلم أن لكل دولة ظروف سياسية خاصة بها ولم يقوم بالضغط على ترامب بإصدار قرار إرهابية الإخوان بل ستكون طاولة النقاش حول هذا الملف حول الانجازات التي حققتها مصر أخيرًا باعتبارها رئيس لجنة مكافحة الإرهاب بمجلس الأمن.