«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



هل يدعم ترامب السيسي في انتخابات 2018؟

توافق بين الرئيسين حول موقفهما من «الإخوان» ووضعها على قوائم المنظمات الإرهابية
الاقتصاد المصري الغارق ينتظر مساعدات ومعونات من الإدارة الأمريكية الجديدة
منذ إعلان الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، ترشحه للانتخابات الرئاسية, كان الرئيس عبدالفتاح السيسى أول الزعماء المؤيدين له، حيث جمع بينهما لقاء فى نيويورك فى ظل احتدام معركة الرئاسة على أشدها فى ذلك الوقت, كما أنه أول رئيس فى العالم العربى أرسل تهنئة له بعد فوزه بانتخابات الرئاسة الأمريكية، ليس هذا فحسب بل حوّل الإعلام الموالى للنظام إلى داعم كبير للمرشح الرئاسى الأمريكى ترامب.
وعلى الرغم من تصريحات ترامب العنصرية المستمرة، وهجومه على الإسلام والمسلمين, تأتى تصريحات الرئيس الدبلوماسية محملة بكلمات طيبة تجاه الرئيس الأمريكى كوصفه بالقائد العظيم، معربًا عن أمله فى ضخ "روح جديدة" فى العلاقات بين البلدين, ويرجع ذلك إلى أن ترامب يبدو ورقة رابحة ل"السيسى"، وذلك لأن لديهما الأرضية المشتركة وهى محاربة تنظيم داعش الإرهابي، خاصة أن السيسى قدم نفسه كقائد فى الحرب ضد التشدد وهذا ما يمثل أولوية لترامب.
كما أن الرئيس السيسى يسعى لتوطيد العلاقات الأمريكية المصرية بعد فتور بينه وبين أوباما، والذى كان الأخير دائما ما يلوح بملف حقوق الإنسان فى وجه مصر، فى حين لم يهتم ترامب بهذا الملف، الأمر الذى ترتب عليه قيام السيسى بتجميد أموال منظمات المجتمع المدنى وغلق الملف نهائيًا، بعدما كان شوكة فى ظهره أمام المجتمع الدولى يهدد استمرار المعونة من عدمها, ثالثا وعود ترامب بأنه سيقدم جميع سبل الدعم فى الحرب ضد المتطرفين فى سيناء وليبيا.
ومع اقتراب انتخابات الرئاسة المصرية 2018, وما تشهده البلاد من أزمات اقتصادية واجتماعية وسياسية, عملت على زعزعة شعبية السيسى, يبقى السؤال هل سيرد ترامب الجميل للسيسى بدعمه ومساندته خلال الانتخابات أم ستتفوق المصالح الغربية وتقود النزعة اليهودية الرئيس الأمريكى لدعم مرشح آخر سواء كان مدنيًا أو عسكريًا.
خبراء سياسيون، أكدوا لمصر أن احتمالية تأييد ترامب للسيسى كبيرة جدًا، نظرًا لالتقاء مصالح مشتركة بين الطريفين, خاصة أن السيسى يتوافق بنسبة كبيرة مع رؤى ترامب، خاصة بعد المكالمة الهاتفية التى تمت بين الرئيسين والتى تحمل "رمزية"، وتحتوى على رسالة سياسية مهمة أكبر من البروتوكول المعتاد أو التهانى المتعارف عليها.
وتعليقًا على ذلك، توقع المحلل السياسى ستيفن كوك، الباحث المتخصص فى الشأن المصري، بمعهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، ومجلس العلاقات الخارجية الأمريكية، دعم ترامب للسيسى خلال انتخابات 2018، ولكنه تساءل إلى أى مدى سيلتزم ترامب بوعوده للسيسى؟ وهل هذا سيحسن أوضاع الدول؟ مؤكدا أن المصريين باتوا مقتنعين بإدارة ترامب، اعتقادًا منهم أنها ستقدم دعمًا غير مشروط للرئيس عبدالفتاح السيسي، وتسقط من أجندتها اعتراضات إدارتى الرئيسين السابقين جورج بوش الابن، وباراك أوباما، بخصوص ملف حقوق الإنسان.
وطالب كوك، السيسى بضرورة توخى الحذر خلال الفترة المقبلة, خاصة أن الذى يعنى ترامب من المنطقة كلها قصف معاقل داعش فقط, متوقعا أن تؤدى إدارة ترامب لمزيد من سوء الأوضاع.
وقال طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية، إن الدعم بين السيسى وترامب لن يدوم كثيرًا، وذلك لاختلاف وجهات النظر بين سياسة الرئيسين، حول العديد من الأزمات، وعلى رأسها الأزمة السورية، حيث توجد العديد من الرؤى المتضاربة بين الرئيسين بشأن هذه الأزمة.
وأضاف فهمي، فى تصريحات ل"المصريون"، أن الخلافات الأخرى التى ستقع بين مصر وأمريكا، ستكون بسبب صدور قرار بخصوص الإرهاب، حيث إن اختلاف المفهوم الأمريكى عن المصرى بشأن الإرهاب سيكون بمثابة خلاف بين الدولتين.
وأشار إلى أن الخلاف الأخطر المتوقع حدوثه بين مصر والولايات المتحدة الأمريكية سيكون بسبب إعادة بناء مؤسسات التعاون المشترك بينهما، حيث إن أمريكا تصمم على ملفى المساعدات العسكرية، وتحويل تلك المساعدات إلى صور وبرامج، وهو الإطار الذى ترفضه مصر.
من جانبه، قال شريف عبد الخالق، الخبير السياسي، إن دعم ترامب خلال الانتخابات مفرغ منه, وذلك نتيجة ل 3 عناصر تجمع بين الرئيسين، هي: كلاهما ضد الإرهاب التكفيري، ويؤمنان بلغة المصالح البعيدة عن الشعارات, وأيضا الاثنان على علاقة جيدة بالرئيس الروسى فلاديمير بوتين، ويؤمنان بضرورة التنسيق والتعاون مع موسكو بدلاً من الصراع معها، لو دامت هذه العلاقة وتم تنميتها بين السيسى وترامب قد ترى مصر والمنطقة خيرًا كثيرًا.
وأضاف فى تصريح خاص ل"المصريون"، أن ترامب سيكون له دور كبير فى المنطقة العربية، وسيحدث تواصل فعلى بين المنطقتين.
وقال مختار غباشى، نائب رئيس المركز العربى للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن سياسة الرئيس الأمريكى المنتخب دونالد ترامب مع مصر لا نأمن لها، فى ظل سياسته الثابتة مع فلسطين والعالم العربى ودعمه الدائم لإسرائيل.
وأضاف "غباشي"، فى تصريحات ل«المصريون»، أن سياسة ترامب مع إسرائيل وتصريحاته بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس والعلاقات الأولوية لأمريكا مع إسرائيل؛ تمثل تحذيرًا قويًا يجب الانتباه له، مشيرًا إلى أن علاقته مع السعودية ودول الخليج تعتمد على استيراد النفط، لافتًا إلى أنها ستؤثر على علاقتها مع مصر؛ لأن أمريكا ليس من مصلحتها تصدير النفط إليها.

"الإخوان" و"ترامب".. المواجهة المرتقبة
يشى الخطاب الإعلامى الرسمى لجماعة الإخوان المسلمين، بتخوفات من التضييق عليها دوليًا، إثر تولى المرشح الجمهورى دونالد ترامب، رئاسة الولايات المتحدة الأمريكية، التى تعد أكبر دولة فى العالم، والذى توعد فى أكثر من مناسبة، التنظيمات الإسلامية ومن بينها جماعات الإسلام السياسي، مع محاولات حثيثة من نواب جمهوريين لإدراج الإخوان على قوائم المنظمات الإرهابية الأجنبية.
وتتخوف الجماعة من مشاريع قرارات أمريكية تطالب بإدراجها على "قوائم الإرهاب"، وكان آخرها مشروع تقدم به السيناتور الجمهورى فى الكونجرس الأمريكى تيد كروز، المعروف بعدائه للمسلمين، يطالب بإدراج "الإخوان" على قائمة المنظمات الأجنبية الإرهابية.
إبراهيم منير، نائب المرشد العام للإخوان، أكد أن إدارة ترامب، ودعوات مقربين منه لوصف الإخوان بالإرهابية، لا تخشاها الجماعة.
وقال منير، وهو قيادى بالتنظيم الدولى للجماعة، فى تصريحات صحفية، إن "دعوات بعض رجال ترامب أو بعض مناصريه، دسائس من بعض أنظمتنا (يقصد مصر وغيرها من الدول العربية) وافتراء حول الجماعة وتاريخها".
فيما حذَّر طلعت فهمي، المتحدث باسم الإخوان، من مطالب مقربين من إدارة ترامب، بإدراج الإخوان على قوائم الإرهاب.
وقال، فى بيان اطلعت عليه "المصريون"، إن "محاولات وضع أكبر جماعة إسلامية معتدلة فى العالم فى خانة الإرهاب من شأنه أن يزيد من التوتر ويقلل من مساحة الاعتدال".
وفى السياق، حذَّر أشرف عبدالغفار، القيادى بالتنظيم الدولى للإخوان، من مساعى إدارة ترامب للتضييق على الإسلام السياسى فى المنطقة، وعلى رأسه "الإخوان المسلمين".
وأوضح فى تصريحات ل"المصريون"، أن "مشاريع القوانين الأمريكية التى تطالب بإدراج الإخوان منظمة إرهابية، لها صلة بإدارة الرئيس دونالد ترامب، وتوجهاته فى هذه المرحلة".
عبدالغفار أشار أيضا إلى دور يقوم به اللوبى الصهيونى داخل الولايات المتحدة، فى دفع إدارة ترامب للتضييق على الجماعة، وذلك لدور الإخوان الكبير فى الدفاع عن فلسطين، وفق قوله.
وأكد: "إذا أدانت إدارة ترامب الإخوان بالإرهاب أو سعت للتضييق عليها، لها ما تريد، وهو ما لن يضيف أو ينقص من الإخوان".
واستنكر محمد سودان، الأمين العام لحزب الحرية والعدالة، الذراع السياسية للإخوان المسلمين، توجه إدارة ترامب فى التضييق على "الجماعة".
وقال سودان، فى تصريحات ل"المصريون"، إن "توجه إدارة ترامب فى ملاحقة الإخوان أمر نخشاه ولا نرجوه".
وأضاف القيادى الإخوانى "إن محاولات إدراج الجماعة على قوائم الإرهاب، من قبل مقربين من الإدارة الأمريكية مؤخرًا أمر لا يعد الأول من نوعه، لكننا فى النهاية سنقف ندافع عن تاريخنا ومستقبل الجماعة بكل الوسائل الشرعية والقانونية الممكنة".
فى المقابل، توقع المفكر السياسى مصطفى الفقي، أنه فى حالة تصنيف الكونجرس ل"الإخوان" ك"إرهابية" سيمثل ضربة عنيفة للجماعة.
وقال الفقي، فى تصريحات تليفزيونية مع الإعلامى شريف عامر، قبل أيام، إن "فى حال وصف الكونجرس الأمريكى جماعة الإخوان بأنها إرهابية ستكون ضربة عنيفة لها".
وأضاف "الفقي" أن تصنيف الكونجرس لجماعة الإخوان ك"إرهابية" يعنى ملاحقة قيادتها فى الولايات المتحدة الأمريكية.
وفى وقت سابق من الشهر الجاري، وقبل توليه منصبه رسميًا، بدأ ترامب هجوماً مبكرا على الإخوان، حيث أكد ريكس تيلرسون، وزير الخارجية الأمريكى الجديد المعين من قبل ترامب، ضرورة محاربة التنظيمات الإسلامية الراديكالية المتطرفة، ويجب تدمير داعش تدميرًا كليًا من أجل التفرغ إلى تنظيمات أخرى مثل القاعدة والإخوان المسلمين.

تفاؤل نحو تطور العلاقات الاقتصادية والعسكرية
ملامح وعلاقات مثمرة تنبأ بها العديد من الخبراء الدبلوماسيين، بعد فوز الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بحكم الولايات المتحدة الأمريكية، خاصة أن العلاقات بينه وبين الرئيس عبد الفتاح السيسي، تعززت منذ بدء ترامب حملته الانتخابية ولقائه برؤساء الدول المختلفة.
فمصر تطلعت إلى أن تتنفس الصعداء بعد معاناة دامت لسنوات فى عهد الرئيس السابق باراك أوباما، وخاصة تدهورها بعد ثورة ال 30 من يونيو، حيث لم يدع الرئيس السيسى إلى زيارة الولايات المتحدة بشكل رسمى وبروتوكولى إطلاقًا، واتخذت الولايات المتحدة منهج الرفض التام لأى تعاون مشترك بين البلدين، وصل الأمر إلى خفض المعونة العسكرية التى تقدمها الولايات المتحدة إلى مصر فى العامين الماضيين.
ولكن بعد قدوم ترامب اختلف الوضع نسبيًا، والدليل على ذلك المكالمة الأخيرة التى دارت بين الرئيسين المصرى والأمريكي، والذى أكد فيها الأخير، ضرورة وجود تعاون اقتصادى وسياسى وعسكرى بين البلدين انطلاقاً من مبدأ المصالح المشتركة، ولكن مع كل ذلك لا يستطع أى طرف أن ينكر أن أى منحة يتم توجيهها بالتأكيد لها مقابل.. فماذا ستقدم مصر من تنازلات للقيادة الأمريكية الجديدة، تطلعًا للتعاون؟!..

تعاون اقتصادي
نظرًا لأهمية دونالد ترامب باعتباره أحد أهم رجال الأعمال فى الوقت الحالي، فتطلعات مصر والتعاون الاقتصادى بين البلدين باتت أمرًا ملحًا، ويجب على السلطة المصرية دارسة كيفية الاستفادة منه، فهو ما أكده الخبير الاقتصادى وائل النحاس، قائلًا إن العلاقات الطيبة بين البلدين ستنعكس بالضرورة على العلاقات الاقتصادية بما يعزز من حجم الاستثمارات الأمريكية فى السوق المصرية.
وأشار النحاس ل"المصريون"، إلى أن توجهات ترامب لتحسين مستوى الاقتصاد الأمريكى والارتقاء بمعدلات النمو بعد التهديدات الاقتصادية للصين لمكانة الولايات المتحدة الأمريكية فى العالم، هو أمر هام وسيعود بالإيجاب على مصر نظرًا لاجتياح الصين للسوق المصرية، موضحًا أن سياسات الرئيس الأمريكى الجديد تجاه الشرق الأوسط مغايرة لما كان عليه الرئيس الأمريكى السابق أوباما.

ملف الاستيطان
وسط مخاوف فلسطينية وترقب إسرائيلي، يقع الجانبان المصرى والأمريكي، فى جدال حول ملف الاستيطان، حيث شكل هذا الملف أزمة حقيقية، بين البلدان الثلاث، خاصة لما حدث من مصر منذ شهر تقريبًا بسحبها المشروع الذى تقدمت به لمجلس الأمن بوقف الاستيطان فى فلسطين، وهو ما رفضت أمريكا استخدام حق الفيتو فى وقفه، ولكن تدخل عدد من الدول الأفريقية لتمريره بشكل سريع والموافقة عليه.
فمن جانبه، قال حسين هريدى، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن «ترامب» يقدر دور مصر فى منطقة الشرق الأوسط فى مكافحة الإرهاب، فضلًا عن إدراكه لكل الجهود الدولية والإقليمية لاستعادة السلام بين إسرائيل وفلسطين.
وأشار هريدى ل"المصريون" إلى أن المكالمة التى أجريت بين الطرفين نهاية الأسبوع الماضي، ستفتح آفاقًا أوسع لتعزيز العلاقات الثنائية لمختلف المجالات المحلية والإقليمية خاصة القضيتين السورية والفلسطينية.
وعن تقديم مصر تنازلات بشأن الملف الفلسطيني، أكد هريدي، أن مصر، لن تسمح بأى حال من الأحوال أن يتم نسيان القضية الفلسطينية أو التهاون معها، مشيرًا إلى أن الرئيس السيسي، يسعى دائمًا إلى محاولة طرح مسألة السلام بما يفيد الجانب الفلسطيني، ومنع الاستيطان قدر المستطاع، وإيجاد حلول لتقارب وجهات النظر.

المعونات العسكرية
ظلت مصر طوال عامين تعانى من مسألة المعونات التى اتخذتها الولايات المتحدة، ملفًا لإذلال الجانب المصري، خاصة بشأن المعونات العسكرية، حيث اتخذت إدارة الرئيس السابق باراك أوباما، قرارًا بتقليص نسبة المعونات العسكرية إلى مصر، حيث قلصت الإدارة الأمريكية هذه المساعدات لأكثر من مرة، لتصل فى النهاية إلى 400 مليون دولار فقط من أصل 800 مليون، وانتقدت الإدارة المصرية حينها قرار الكونجرس، ولم تلتفت لمناقشة الأمر مع مصر قبل اتخاذ القرار، ولم تأخذ بعين الاعتبار الطبيعة الرمزية لبرنامج المساعدات.
ومن جانبه، قال سعيد اللاوندي، الخبير فى العلاقات الدولية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن علاقات مصر الخارجية عليها غبار كثيف منذ الإطاحة بالرئيس الأسبق محمد مرسي، كما شهدت العلاقات انتقادات وتدخلات حادة من قبل الولايات المتحدة فى السياسة المصرية، وحول التعامل مع منظمات المجتمع المدني، حيث ادعت أمريكا تقييد الحريات داخل مصر، وهو ما ظهر مع منظمات المجتمع المدني، وبرغم ذلك فمازالت هناك علاقات بين البلدين، ولكنها تحتاج إلى التطوير.
وأضاف اللاوندي، أن الإدارة الأمريكية الجديدة أكدت أن المعونات ستعود إلى طبيعتها مرة أخرى، وهو ما أكده ترامب خلال حديثه التليفونى مع الرئيس السيسي، مشيرًا إلى أن الانتعاشة الاقتصادية التى ستكون فى عهد ترامب باعتباره رجلًا اقتصاديًا فى المقام الأول، ستنعكس على مصر بشكل جيد، خاصة فى ظل محاربة مصر للإرهاب وإعلان «ترامب» مساندته لها فى ذلك.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.