في الوقت الذي تشتعل فيه الأزمات بين تركيا وعدد من الدول الأوروبية، تستمر المفاجآت لا سيما في مجال العلاقات الدولية التي تبعث على الانبهار في الغالب، وفي خضم هذه المشكلات، تطرح بريطانيا تقريرا تناقلته وسائل الإعلام، يطرح في طياته العديد من الأسئلة، حول العلاقات التركية البريطانية من جهة، وماذا وراء الإشادة البريطانية بأنقرة في هذا التوقيت؟ تركيا طرف فاعل في تحقيق الاستقرار بالمنطقة هذا أكد تقرير نشرته لجنة الشؤون الخارجية في مجلس العموم البريطاني، فجر اليوم السبت، على الإمكانيات التي تحملها العلاقات الثنائية بين بريطانياوتركيا، وعلى دور أنقرة الفاعل في تحقيق الاستقرار بالمنطقة، مشيرا إلى أن تركيا لديها أهمية كبيرة حيث تعد شريكا دوليا هاما لبريطانيا. تعاون استراتيجي ما بين أنقرةوبريطانيا وليس هذا فحسب بل طالب التقرير المؤلف من 79 صفحة، دعم وإنشاء تعاون استراتيجي بين بريطانياوتركيا، وأهمية الاستفادة من الفرص التي تنطوي عليها العلاقات بين البلدين في مجالات التجارة والصناعات الدفاعية والأمن. ملفات في يد تركيا وأوضح التقرير أن تركيا تعد قوة إقليمية ذات أهمية مركزية، وأن قراراتها التي تتخذها أنقرة ستحدد مصير المنطقة، فضلا عن أهميتها ودورها البارز بخصوص مكافحة تنظيم "داعش"، ومسألة اللاجئين، بما يؤكد أن الدور التركي هام لضمان استقرار المنطقة. بريطانيا والانقلاب التركي الفاشل وكشف التقرير أيضا عن نظرة بريطانيا إلى الانقلاب التركي الفاشل، حيث بيّن أن محاولة الانقلاب استهدفت الديمقراطية التركية، مشيرا إلى أن الدعم البريطاني لتركيا بالوقوف أمام هذا الانقلاب كان في محله، وأن الدعم السريع الذي قدمته وزارة الخارجية البريطانية لتركيا عقب محاولة الانقلاب الفاشلة، ساهم في خلق انطباع لدى أنقرة بأن بريطانيا حليف وصديق مقرب لها، . وبخصوص منظمة "فتح الله غولن"، تضمن التقرير عبارات حذرة، موضحا أن وزارة الخارجية البريطانية مؤمنة بما تقوله تركيا بخصوص علاقة منظمة فتح الله غولن بمحاولة الانقلاب، إلا أنها لا تمتلك معلومات كافية بخصوص المنظمة ذاتها، حسبما أفاد التقرير. العمل على التقرير وتم العمل على التقرير من خلال لجنة قامت بإعدادهن وكانت تتكون من 11 نائبا من بينهم 6 من حزب المحافظين الحاكم، و4 من حزب العمال المعارض، وبرلماني من حزب الاستقلال الاسكتلندي، حيث تناول العلاقات البريطانية مع تركيا، وقدم سلسلة من التوصيات للحكومة البريطانية حول علاقاتها مع أنقرة، وقد شرعت اللجنة المذكورة في إعداده اعتبارًا من شهر يوليو 2016. وفي مراحل إعداد التقرير، زار أعضاء اللجنة البريطانية تركيا، وأجروا سلسلة من الاتصالات والمباحثات، وفي هذا الإطار استقبل الرئيس رجب طيب أردوغان، ورئيس الوزراء بن علي يلدريم، ووزير الخارجية مولود جاويش أوغلو، رئيس اللجنة، "كريسبن بلونت"، والوفد المرافق له في يناير الماضي، لتخلص إلى ما رأته وما قصته خلال التقرير. بريطانيا تريد إقامة علاقات قوية مع تركيا من جانبه يؤكد كرم سعيد، الباحث بالشئون التركية في المركز الإقليمي للدراسات الإستراتيجية، أن التقرير البريطاني يدلل دلالات واضحة على نظر بريطانيا إلى بناء علاقات متميزة خلال السنوات المقبلة، نظرا لما يعتريها هي الأخرى من مشكلات وأزمات تأتي تباعا لا سيما بعد خروجها من الاتحاد الأوروبي. بعيدا عن الاتحاد الأوروبي وأضاف في تصريحات خاصة ل"الفجر"، أن بريطانيا تفكر تماما بعيدا عن الاتحاد الأوروبي، ومدى المشكلات الواقعة حاليا بين الرئيس التركي أردوغان وبين بعض الدول الأوروبية، قائلا أن المصالح تحتم الآن إيجاد علاقات ثنائية بين بريطانيا وبين أنقرة. تركيا تتحكم في الكثير من الملفات وأوضح أن تركيا تلعب دورا كبيرا في الكثير من الملفات، حيث موقعها الاستراتيجي الذي يؤهلها لأن تتحكم في ملفات هامة، وقضايا أساسية ومنها قضية اللاجئين، فضلا عن المراكز المتقدمة التي تحتلها تركيا في الاقتصاد القوي، وغير ذلك من الملفات السياسية في المنطقة، مما يجعلها نقطة انجذاب قوية لتلك الدول. الإخوان وعن مدى تأثر الإخوان بتلك العلاقات، قال إن جماعة الإخوان لن تستفيد كثيرا، لا سيما أن ذلك، لا يأتي في صالحها، على اعتبار الوضع الإقليمي الدولي، الذي يتولاه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والذي سيحجم كثيرا دور الإخوان في المنطقة.