ألقت صحيفة "الجارديان" البريطانية الضوء على الانتخابات الهولندية التي ستعقد الأربعاء المقبل ويتابعها الغرب باعتبارها مؤشرا لكيفية أداء القوات الشعبوية في أوروبا في عام 2017. وشددت الصحيفة على أن نتيجة الانتخابات الهولندية ستؤثر على المشهد السياسي في فرنسا وألمانيا وربما أيضا إيطاليا، حيث توجد الكثير من الاختبارات التي تواجهها الديمقراطية الليبرالية والاتحاد الأوروبي ككل. فبعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وفوز الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، تعتبر الانتخابات الهولندية موعدا لصنع التاريخ أو الانفصال عنه بالنسبة للنظام اللليبرالي. فقد أكدت "الجارديان" أن فوز "حزب من أجل الحرية" برئاسة "خيرت فيلدرز"، اليميني المتطرف والذي يتبني سياسة معاداة الإسلام وكراهية الأجانب والمناهض للاتحاد الأوروبي من المتوقع أن يشجع الحركات التي تتبنى التفكير ذاته في أماكن أخرى. وأوضحت الصحيفة البريطانية أن هناك عنصر آخر يلقي بظلاله على الانتخابات الهولندية، ويتمثل في تدخل تركيا في السياسات الداخلية للبلاد، مما فرض تأثيرا شعبويا أكبر. ومن جانبه، اختار رئيس الوزراء الليبرالي مارك روته الاستفادة من الاصطدام مع أردوغان لتصوير نفسه على أنه حصن ضد أي شئ إسلامي بدلا من مواجهة أفكار فيلدرز. وحذّرت الصحيفة من وجود خطرين علي الساحة السياسية الهولندية، أولهما محاولة الأحزاب الرئيسية تجنيب فيلدرز والتي تسمح له بوضع جدول أعمال. أما الخطر الثاني، فهو الإصرار الصريح على إبعاد فيلدرز عن السلطة، بغض النظر عن عدد الأصوات التي قد يحصل عليها، قد يعزز شعور أتباعه بأنهم ضحايا ويقدم له السلطة دون مسؤولية. ولذلك، يتعين على الناخبين الهولندين أن يجنبو ساستهم هذا الاختيار.