لم يتعدى سنها الثالثة عشرة، ببراءتها المرسومة على وجهها وملامحها الطفولية التي تظهر مدى حداثة سنها، وسط ضيق الحياة التي يعاني منها أهلها مع إخوتها الصغار، بعد أن أخرجها والدها من مرحلة تعليمية مبكرة، حيث انهكته المصاريف الاي يدفعها لتعليمهم، ليتخذوا من الزوج سبيلا للخلاص من الفقر والموت جوعا. تبدأ رحلة هذا الزواج الباطل، بتزويج فتياتهن القصّر، قبل السن القانونية، بعد توقيع العريس على شيكات بمبالغ مالية كبيرة، لا يستردها إلا عندما يعقد قرانه عليها عند بلوغها الثامنة عشرة، حتى لا يتنصل من زوجته وأولاده، وفي حال تهربه من مسؤولياته، يقومون بتسليمها إلى النيابة العامة. الفجر تحاور إحدى الضحايا ر. ع، إحدى ضحايا زواج القصر، لمركز الوقف شمال محافظة قنا، التي دفع بها والدها للزواج من أحد أقاربها للتخفيف من مصاريف الأسرة، والتي تقول والدتها في حديثها إلى "الفجر"،" إحنا مش قادرين على المصاريف ولا اي حاجة عشان كدا جوزناها بدري"، مشيرة إلى أنها عقب الزواج بفترة حدث خلاف بين العائلتين أدى إلى لجوءهم إلى الطلاق. وتابعت، أن الزوج كان أيضا في سن مبكرة، ولم يستطيعوا العيش سويا في تفاهم، مشيرة إلى أنه لم يتم تحرير عقد للزواج، بل تم على طريق زواج السنة، وتم التوقيع على إيصال أمانة قيمته 80 ألف جنيه، من اجل حفظ حقوق ابنتي. وتابع والد الحالة، أن هناك مشكلات كبيرة نتجت بسبب زواج الفتاة، ونحن نعلم أن هذا مخالف للقانون، ولكن تلك كانت الطريقة الوحيدة للنجاة من الموت جوعا، مؤكدا عدم استطاعته رفع قضية للطلاق نظرًا لأنه لا يوجد عقد زواج في الأصل، حتى أنه لا يستطيع المطالبة بحقوق ابنته. رواسب وتقاليد المجتمع القروي ويقول أيمن الوكيل باحث، إن ظاهرة الزواج المبكر، أو زواج القاصرات، ليست جديدة وإنما هي من رواسب تقاليد وعادات المجتمع القروي والبدوي وحتى بعض النواحي في المدينة. وأوضح الوكيل، أن سببه في عائد إلى غياب المستوى التعليمي وغلاء المعيشة ونظرة المجتمع للمرأة، التي تعتقد أن من لديه طفلة وكأن لدية "مشكلة" يريد التخلص منها وسترها ولا يهم إن كان الزوج صغيرا أم كبيرًا أو متزوجا. فيزوجونها شرط أن يتم توثيق الزواج بعقد قانوني بمجرد أن تبلغ الفتاة السن القانونية. مخاطر صحية ونفسية وأوضح الدكتور أدهم الشافعي، أخصائي النساء والتوليد، أن هناك العديد من المخاطر الصحية لهذا الزواج على القاصرات، مشيرًا إلى أن الولادة في سن مبكرة أشبه بكثير من الولادة في سن اليأس بالنسبة للمرأة، حيث تسبب ارتفاعًا في ضغط الدم ومشاكل في الرحم. وأضاف أنعدم اكتمال جسم الحامل قد يقتل مولودوها في بطنها أو يسبب له تأخرًا عقليًا أو عدم اكتمال جسمه، بالإضافة إلى المشاكل النفسية التي تصاب بها الفتاة القاصر كالاكتئاب والهستريا القلق. تجريم القانون لزواج القاصر وقال الدكتور عادل عامر، إن القانون يجرم توثيق عقد الزواج قبل السن القانوني وهو 18 سنه وبالرغم من ذلك يقوم رب الأسرة بزواج ابنته دون الخوف عليها من مخاطر جسيمه. "كيف لمأذون إن يوثق عقد قران أو مايعرف "ورقة عرفي "مع الإشهار لفتاه لم تبلغ السن القانوني وهو يعرف إضرار ذلك ،وقالت "الناس مابقاش عندها ضمير. سبب في ارتفاع حالات الطلاق ويشير إلى ان حالات الطلاق في المجتمع المصري معظمها ناتج عن زواج صغار السن الذين لا يعرفون المعنى الحقيقي للأسرة وتحمل المسئولية. وتنص المادة رقم 31 مكرر من قانون الطفل رقم 126 لعام 2008، على أنه «لا يجوز توثيق عقد زواج لمن لم يبلغ من الجنسين ثماني عشرة سنة ميلادية كاملة، ويشترط للتوثيق أن يتم الفحص الطبي للراغبين في الزواج للتحقق من خلوهما من الأمراض التي تؤثر على حياة أو صحة كل منهما أو على صحة نسلهما، ويعاقب تأديبيًا كل من وثق زواجًا بالمخالفة لأحكام هذه المادة». أكد محافظ قنا، اللواء عبدالحميد الهجان، ان المحافظة بالتعاون مع الجمعيات الأهلية لا تألو جهدا في تسليط الضوء علي قضايا المرأة والفتاة القنائية لتحقيق كافة حقوقها التى كفلتها لها الأديان السماوية. فالمحافظة تبذل جهودا كبيرة لتمكين المرأة اقتصاديا ومساعدتها في أستخراج الأوراق الثبوتية والمشاركة في الحياة السياسية والسعي للقضاء علي كافة مظاهر العنف ضد المرأة. وأضاف أننا نبذل أقصي جهودنا لانقاذ الفتيات الصغيرات من الممارسات الضارة وعلى رأسها قضية ختان الأناث التي تأتي علي رأس أجندة العمل الحكومي والأهلي مؤكدا على ضرورة رفع الوعي الثقافي للمواطنين لمواجهة هذه القضية الهامة داعيا إلي تضافر كافة الجهود الحكومية والأهلية ورجال الدين والأجتماع والصحة والجامعة للقضاء علي المعوقات التي تواجه تنفيذ البرنامج القومي لتمكين الأسرة ومناهضة قضية ختان الأناث التى بدأت بالفعل تنحصر نتيجة لجهود المبذولة وارتفاع مستوي الوعي داخل المجتمع. انتحار طفلة لإجبارها على الزواج ولقد شهدت محافظة قنا، حادث غريبة، بعد مصرع الطفلة "دعاء. ا. ع"، (16 عامًا)، مشنوقة، وتبين قيامها بتعليق رقبتها في حبل بحوش المواشي بالمنزل. وأشارت التحريات، إلى أن الطفلة أقدمت على الانتحار لمحاولة أسرتها إجبارها على الزواج من أحد أبناء عمومتها، وعقب وقوع مشاجرات عديدة مع أسرتها ساءت حالتها النفسية وانتحرت.