ما زال مسلسل الإهمال الطبي في المستشفيات الحكومية المختلفة بمحافظة سوهاج والتشخيص الخاطئ من الأطباء يطارد المرضي، بسبب عدم اهتمامهم بالعمل الحكومي، والتركيز فقط في العيادات الخارجية والمستشفيات والمراكز الطبية الخاصة، حيث تسبب الإهمال الطبي بمستشفى طهطا العام "الفجر" عايشت أسرة الطفل المتوفى في منزلهم بحوض المريج بناحية نجع وحشي بجهينة الشرقية بمركز جهينة وحاورت والد الطفل المتوفي وأقاربه. في البداية قال "محمد عبد العال عبد الكريم - 35 عامًا - عامل يومية"، إن زوجتي "بخيتة قبيصي عبد الله محمد - 38 عامًا - ربة منزل"، قد شعرت بآلام الوضع وتوجهت بها في الصباح الباكر لمستشفي طهطا العام ودخلت قسم النساء والتوليد في حوالي السابعة صباحًا، وظلت دون أن يسأل فيها أحد حتى الساعة الثانية عشر ظهرًا، وذلك لعدم وجود طبيبة التخدير، وبعدها حاولت طبيبة التخدير أن تقنع زوجتي بأن ذلك الألم ليس ألم وضع حتى تذهب زوجتي من المستشفى ولا تضع بداخلها لانشغال الأطباء بالعيادات الخارجية. وأضاف أن زوجتي رفضت أن تمشي من المستشفى وأصرت أن ذلك الألم ألم وضع، وعندها لم يجد طاقم الأطباء والتمريض بقسم النساء مفرًا من إدخالها قسم الولادات القيصرية وذلك عندما كانت عقارب الساعة تشير للساعة الثانية والنصف مساءًا. وأوضح والد الطفل، أنه بعد عدة ساعات داخل حجرة العمليات القيصرية خرج الطبيب يخبره بأن ابنه ولد متوفى، وواساه في وفاة ابنه، فتقبل والد الطفل قضاء الله بصبر وإيمان، وتابع أن الأطباء داخل العمليات منعوا زوجتي بعد إفاقتها من البنج من رؤية ابنها المتوفى بحجة أن السيدة " الأم " إذا رأت الطفل المتوفى لا تستطيع الحمل والإنجاب مرة أخرى. واستلم الأب جثة ابنه المتوفي وذهب به لمحل إقامته بجهينة لتغسيله ودفنه بعد ذلك، وعندها انكشفت الحقيقة وظهرت الجريمة التي ارتكبها – ملائكة الرحمة – "الأطباء والتمريض" وهي أن الطفل لم يولد متوفي، ولكن الحقيقة أن سبب الوفاة هو الإهمال الطبي الجسيم داخل أروقة وحجرات قسم النساء والتوليد بمستشفى طهطا العام، وهو قطع العضو الذكري للطفل أثناء قطع الحبل السري له. وعندها عاد والد الطفل وأقاربه للمستشفى مرة أخرى، وتوجهوا به للمستشفى ليتهموا القائمين علي عملية توليد زوجته وهم كلًا من "أ.م.م.أ - 45 عامًا - أخصائي النساء والتوليد بالمستشفى، أ.ص.ا.ح - 30 عامًا - طبيبة بالمستشفى، ه.ن.ا.أ - 22 عامًا - ممرضة بالمستشفى، ف.ر.ع.إ - 27 عامًا - ممرضة بالمستشفى، ن.ن.ي.ح - 44 عامًا - مشرفة تمريض بالمستشفى" ويقيمون جميعًا ببندر طهطا، بالإهمال الجسيم أثناء التوليد مما أدي إلي قطع بالعضو الذكري للمولود ووفاته. ويتابع والد الطفل الذي يعمل عامل أجري بعينان تملئهما الدموع ووجه يتوسطه شارب كثيف وتعلوه تجاعيد الشقاء والتعب في الحياة لدي ابن واحد اسمه "نبيل" عمره 3 سنوات، وكان منتظر الطفل الذي توفى حتى يساند أخيه في المستقبل علي نوبات الحياة، ولكن تقصير أطباء مستشفى طهطا العام والممرضات حرمني من ابني الثاني الذي كنت في اشتياق شديد لرؤياه علي قيد الحياة وهو يلعب مع أخيه. وأضاف "جمال السيد" خال الطفل المتوفى، أنه يجب أن تتم محاكمة الأطباء والممرضين الذين تسببوا في وفاة ابن شقيقتي، وأن يتم فصلهم من العمل حتى يكونوا عبرة لزملائهم الأخريين، مؤكدًا أننا لم يهدأ لنا بال حتى نأتي بحق الطفل المتوفى، مهما كلفنا الأمر، وطالب وزيري العدل والصحة بالتدخل في الواقعة حتى يأخذوا حقهم علي أكمل وجه وتتم محاسبة المقصرين، مشيرًا أنهم سوف يصعدوا القضية علي كل المستويات حتى لا يهضم حقهم. ورصدت "الفجر" حالة الحزن واليأس التي تجتاح أسرة الطفل والمنازل المجاورة، حزنًا على فقد شخص كان الجميع في انتظار صرخاته رضيعًا وخطواته طفلًا ومواقفه رجلًا، ولكن إرادة الله منعت كل تلك الأحلام. وقال مصدر طبي مطلع بمستشفى طهطا العام - فضل عدم ذكر اسمه، إن التقرير المبدئي الظاهري للطبيب الشرعي الذي قام بتشريح جثة الطفل أن الجثة بها كدمات بالجمجمة نتج عنها نزيف داخلي بالمخ، وكذلك بتر كامل للعضو الذكري للطفل، مضيفًا أن كدمات الجمجمة الموجودة برأس الطفل بسبب عدم ضمير الذين قاموا بعملية الولادة للسيدة، موضحًا أن بعد عملية الولادة يتم قبض الطفل من قدميه ولفه عدة لفات حتى يتم إفاقته خاصة إذا كانت عملية الولادة قيصرية. ولفت "المصدر" في تصريحات خاصة ل"الفجر"، أن طبيب النساء والتوليد المتهم في بلاغ والد الطفل يحاول الهروب والتملق من الاتهام بإلقاء التهمة علي الممرضات المرفقات له في غرفة العمليات بقوله إن عملية قطع الحبل السري للطفل مهمة الممرضات والحكيمات وليست مهمة الطبيب، لأن قطع العضو الذكري للطفل كان أثناء قطع الحبل السري له. وأكد "المصدر" أن مدير مستشفى طهطا العام، الدكتور محمد السيد فراج اجتمع أمس الجمعة في بعض القاعات المغلقة ببعض نوابه ومساعديه ورئيس قسم النساء والتوليد والأطباء والتمريض المتهمين في وفاة الطفل لمحاولة إيجاد حجة مقنعة أن الطفل مولود متوفى وليس بسبب خطأ وإهمال طبي، وكذلك أن الطفل مولود بعيب خلقي في العضو الذكري، وأشار المصدر أن الاجتماع تم اختيار يوم الجمعة له لغياب غالبية الموظفين والعاملين بسبب العطلة، وأنه استمر أكثر من ساعة. كما نفى الدكتور "محمد السيد فراج" مدير مستشفى طهطا العام وجود تقصير أو إهمال طبي من جانب أطباء المستشفى القائمين علي قسم النساء والتوليد وتحديدًا طاقم الأطباء والتمريض الذين قاموا بإجراء عملية الولادة للسيدة، مضيفًا أن أهلية الطفل المتوفى استلموا جثته وبعدها ب4 ساعات عادوا للمستشفى يدعون أن الأطباء الذين أجروا عملية الولادة للسيدة قطعوا العضو الذكري للطفل أثناء قطعهم الحبل السري له. وأشار "فراج" في تصريحات خاصة ل"الفجر"، إلى أن الأطباء والممرضين الذين ذكر أسمائهم أبو الطفل المتوفى يمارسون عملهم بشكل طبيعي داخل المستشفى، مؤكدًا أن الطفل تم تشريحه بمعرفة الطب الشرعي، الذي سوف يفصل في الواقعة إن كانت إهمال طبي من عدمه، مضيفًا أنه إذا ثبت إدانة الأطباء والتمريض فسوف يتم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة حيالهم. من جهتها ضبطت وحدة مباحث قسم طهطا برئاسة المقدم محمد عبد الصبور، المتهمين، وبمواجهتهم أنكروا أن يكون سبب وفاة الطفل ناتج عن تقصيرهم أو إهمالهم الطبي، وإنما سبب الوفاة طبيعي وليس فيه شبهة جنائية، وهو ما أثبتت عكسه تحريات المباحث الجنائية وهو أن سبب الوفاة تقصير طبي. وبدورها أخلت نيابة قسم طهطا سبيل المتهمين بعد تحقيقات بدأت معهم منذ بداية الفترة المسائية واستمرت معهم حتى الساعة الرابعة من فجر اليوم السبت، وأخذت النيابة التعهدات اللازمة علي المتهمين بالحضور والمثول أمام النيابة عند الحاجة لجلسات تحقيق أخرى، وعلمت " الفجر " أن إدارة المستشفى حتى الآن لا تريد التصريح بالخروج للسيدة والدة الطفل لتدهور حالتها الصحية والنفسية بسبب الواقعة، خاصة وأنها دخلت أكثر من مرة في نوبات غيبوبة ويتم إفاقتها. وتبقى مستشفى طهطا العام تحمل شعار "الداخل مفقود والخارج مولود".