تملك 17 ألف فدان قيمتها مليارات والعائد صفر ■ جابر نصار: لدينا قصور ومبان وأراضى بناء وآخر عقد إيجار وقعه سعد زغلول فور تسلم الدكتور جابر نصار، رئاسة جامعة القاهرة، أحضر أحد الموظفين مظروفاً مختوماً بالشمع الأحمر، بداخله مفاتيح خزينة، مختومة هى الأخرى، وعلم نصار أن الأمر يتكرر مع كل من شغل المنصب دون أن يعرف أحدهم ما الذى تحتويه هذه الخزينة، لكن نصار قام بتشكيل لجنة للإجابة عن هذا السر الذى توارثه رؤساء الجامعة. المفاجأة أن الخزينة تضم مظروفاً بنياً وبداخله مجموعة من حجج الأوقاف التابعة للجامعة، وتم جرد محتويات الخزينة بمحضر رسمى، وتشكيل لجنة أخرى لحصر الممتلكات ومقارنتها على أرض الواقع، للوقوف على أماكن الممتلكات وحالتها القانونية الحالية. تتنوع أملاك الجامعة بين عقارات وأراض زراعية وأراضى مبان وقصور، وهناك مجموعة مميزة من العقارات تديرها وزارة الأوقاف، والتى كانت تدفع للجامعة فى عام 1912، طبقاً للمستندات الموجودة 15 ألفًا و673 جنيهاً، ما يعادل 1.5 مليار جنيه حالياً، أى أكثر من الموازنة التى تحصل عليها من الدولة والتى لا تتجاوز 1.4 مليار، ثم توقفت وزارة الأوقاف عن دفع العائد منذ عام 1968. ومن بين أملاك الجامعة عقارات كان عائدها مخصصا لصالح الطلاب الأوائل فى كلية الآداب والحقوق بواقع 50 جنيهاً لكل طالب ما يعادل حالياً مليون جنيه. وتواجه الجامعة ورئيسها جابر نصار صعوبات كبيرة لحصر أملاك الجامعة، لكن نصار بدأ بالفعل ماراثون استرداد كنز الجامعة رغم صعوبة تتبع عقود بيع بعض الممتلكات لاستردادها بسبب تحرير عدة عقود متتالية على مدار ال100 سنة الماضية، أما الأملاك التى تديرها وزارة الأوقاف فعقد نصار عدة لقاءات مع الوزير الدكتور محمد مختار جمعة، حيث أبدى الأخير استعداداً كبيراً لمساعدة الجامعة فى الحصول على أملاكها وتقنين أوضاعها، حيث اتفق الطرفان على أن تدير الوزارة هذه الممتلكات مقابل 15٪. جهود جابر نصار أثمرت بالفعل عن استرداد بعض أملاك الجامعة منها 60 فداناً بمحافظة المنوفية كان بعض الموطنين قد وضعوا أيديهم عليها، حيث تم تحرير عقود إيجار لهم والحصول على المستحقات لمدة 3 سنوات مقدماً، وهى خطوة غير مسبوقة خاصة أن أخر عقد إيجار لهذه الأراضى كان عام 1928 وحرره سعد باشا زغلول، رئيس مجلس أمناء الجامعة وقتئذ، كما أن صلة الجامعة انقطعت بهذه الممتلكات منذ هذا التاريخ. واستردت الجامعة 40 ألف متر، أراضى مبان بمحافظة الأقصر، تجاور أراضى الإسكان الاجتماعى الذى تنفذه الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، بمدينة الأقصر الجديدة، حيث تم تسجيل هذه المساحة ووضع لافتة بتبعية الأرض للجامعة، ومن المقرر إنشاء معاهد وكليات تكنولوجيا فى المنطقة كهدية لأهالى الصعيد. وتحاول الجامعة استرداد 17 ألفا و767 فدانا موجودة تحت سيطرة الهيئة العامة للإصلاح الزراعى، التابعة لوزارة الزراعة، وموجودة فى عدة محافظات وذلك بالتعاون بين الجامعة ووزارة الرزاعة ولجنة استرداد الأراضى، برئاسة المهندس إبراهيم محلب، رئيس مجلس الوزراء السابق. وحسب جابر نصار رئيس الجامعة، تصل أراضى الجامعة فى محافظة المنوفية، لأكثر من 400 فدان أراضى زراعية، و3355 فداناً فى محافظ قنا، 612 فدانا فى الإسكندرية، و19 فدانا زراعى و1755 فدانا آراضى مبانى فى الجيزة، و100 فدان زراعيا و125 فدانًا أراضى مبان فى البحيرة و72 فدانا فى بنى سويف و125 فدانا فى القاهرة، و4427 فدانا فى الدقهلية. وهناك مئات العقارات والمبانى المملوكة للجامعة فى العديد من المحافظات منها أسيوط والمنيا والقاهرة إضافة إلى محافظات وسط الدلتا ومحافظتى الإسكندرية ومرسى مطروح والتى تقدر قيمتها بمليارات الجنيهات، ويتم حالياً تقنين أوضاعها، خصوصاً مع صعوبة إثبات حق الجامعة لوجود عقارات تم بيعها أكثر من مرة ولأشخاص متعددين. ويؤكد الدكتور جابر نصار، أن حصول الجامعة على أملاكها على مستوى الجمهورية يجعلها قادرة على تمويل نفسها ذاتياً خلال عامين، ولن تكون فى حاجة إلى الحصول على تمويل من الدولة ممثلة فى وزارة التعليم العالى.