أرقام وزارة الأوقاف تقول إن فى مصر 61 ألف وقف، ما بين أراضٍ وعقارات، منها 36 ألف وقف أهلى، و25 ألف وقف خيرى.. أراضى الوقف وحدها مساحتها 450 ألف فدان من أجود الأراضى الزراعية، قيمتها بسعر السوق تبلغ حوالى 160 مليار جنيه، أما العقارات فلم أجد أحداً يمكنه تقدير قيمتها، ورجحت بعض المصادر أن تكون قيمتها بين 50 ملياراً و70 مليار جنيه. أملاك الأوقاف موزعة بين 25 منطقة أوقاف، وتتعرض هذه الأملاك حالياً ل37 ألف حالة تعدٍ على أراضى. والتعدى على أملاك الأوقاف يتم ب6 طرق رئيسة، أشهرها تزوير حجج الأراضى، واستغلال تلك الحجج المزورة فى الاستيلاء على أراضى، وفى هذه الطريقة يتعاون موظفون داخل الهيئة لإتمام تلك العملية التى تتم عبر عملية ظاهرها إعادة الحقوق لأصحابها ولكنها فى الحقيقة تكون عملية نهب صارخ لأملاك الأوقاف. والطريقة الثانية فيقوم بها مستأجرو أملاك الأوقاف أنفسهم، وهؤلاء إما يرفضون سداد ما عليهم من إيجارات للهيئة، وتبلغ قيمة الإيجارات التى لا يسددها مستأجرو أملاك الأوقاف حوالى 40 مليون جنيه سنوياً. وفى أحيان كثيرة لا يكتفى هؤلاء بسداد الإيجارات، ويقومون بالبناء على أراضى الأوقاف، وكل ما تقوم به الهيئة فى مواجهة مثل هذه التعديات هى تحرير محاضر للمخالفين، وحتى لو صدرت أحكام قضائية نهائية بإزالة التعديات فإنها تظل حبراً على ورق، خاصة وأن المخالفين يسرعون بالسكن فى تلك المساكن، ويرفضون مغادرتها مهما حاولت جهات تنفيذ الأحكام وهو ما يجعل تنفيذ أحكام إزالة المبانى المخالفة من المستحيلات. الطريقة الثالثة فى نهب أملاك الأوقاف تتم بتزوير أوراق بشراء تلك الأراضى وبيعها لشخص آخر، ثم يحصل الأخير على أحكام قضائية بتملكه الأرض بعد إقرار البائع المزور أمام القاضى بأنه باع له الأرض، وبعدها يستحيل استرداد تلك الأراضى. الطريقة الرابعة تتم من خلال تواطؤ الأجهزة الرسمية بتبديل أراضى الإصلاح الزراعية بأراضى الأوقاف على الورق وعندها يمكن بسهولة بيعها والتصرف فيها بعيداً عن أية رقابة أو محاسبة الطريقة الخامسة تتم عبر المحليات التى تستولى على أراضى الأوقاف أنها أملاك أميرية وملك للدولة ثم تفعل بها وفيها ما تريد، وحدث فى محافظة الشرقية مثلاً أن استولت بعض المصالح الحكومية على مساحات كبيرة من أملاك الأوقاف ووضعت المحافظة يدها على مساحات مميزة من أراضى الأوقاف فحولت بعضها لموقف للسيارات وباعت جزءاً لشركة غاز وأقامت على جزء ثالث مساكن وباعتها للأهالى! وفى المنوفية تم بناء 35 عمارة سكنية فوق 5 أفدنة من أراضى الأوقاف. الطريقة السادسة تتم من خلال مزادات بيع أراض وزارة الأوقاف حيث تنظم مزادات وهمية لبيع أراضى الأوقاف لمافيا متخصصة فى السطو على أراض الأوقاف بأبخس الأثمان وبثمن يقل عشرة أمثال عن قيمتها الحقيقية.