بسبب سفريات "سراج الدين" المستمرة منذ سنوات طويلة، ربما من قبل ثورة 25 يناير، وأنا فى عزلة.. امتنعت عن الذهاب لمتابعة نشاطات مكتبة الإسكندرية، ربما لأن الدكتور إسماعيل سراج الدين مديرها الطيب يسافر كثيرًا، تاركا إدارة المكتبة لبعض العاملين بها، الذين استوحش أحدهم لدرجة التوغل، فحول المكتبة لعزبة يديرها.. ظاهرها المصلحة العامة وباطنها المصلحة الخاصة قبل كل شىء. الكل يعرف شخصية هذا الموظف الحقيقية: الوصولية الطامعة للنفوذ، والسيطرة مستغلاً توظيف ملامح «البراءة» التى تبدو عليه لإعطاء انطباع أنه راض بما هو فيه، مستغلا ذلك فى إبعاد أى شخص -مهما كان- عن دائرة مدير المكتبة الدكتور إسماعيل سراج الدين، أتذكر قبل 12 عاماً كنت أدير سلسلة حوارات مع الدكتور «سراج الدين»، فخشى ذلك الموظف القادم من كفر الشيخ أن أدلى برأيى الحقيقى حول شخصيته. فأوعز ذلك الموظف ل«سراج الدين» بإبعادى حتى عن حضور الندوات، ولست أنا تحديداً.. فهناك قائمة طويلة أعدها هذا الشخص الذى يستخدم أسلوب المصاطب لإزاحة أى مشكلات عن طريقه، وتحويل مكتبة الإسكندرية لإقطاعية خاصة به غالبيتها من أهل محافظته؛ لعمل قاعدة له داخل المكتبة حتى يكونوا «عصافير» لحضرته وللتخديم على أغراضه، ولرغبته فى خوض انتخابات الشعب بمسقط رأسه، فأصبح من الضرورى أن يخدم على نفسه بذلك. استغل هذا الموظف أسماء الشخصيات العامة التى كانت تحضر للمكتبة فى بداياته، والآن وصل الأمر إلى أنه هو الذى يحدد الأسماء التى ستحضر المؤتمرات والندوات، والتى ترتبطه بهم العديد من المصالح، فيقوم بحجز أفخر الفنادق لهم حتى يضمن توفير الخدمة الخمسة نجوم لهم، الغريب فى هذا الموظف أنه كلما علم أن «سراج الدين» ممكن الإطاحة به يهرول مسرعًا إلى الشخصية العامة المرشحة لشغل منصب مدير المكتبة، فيستضيفه ويتقرب إليه حتى يضمن البقاء فى إمبراطوريته التى هى من قوت الشعب الغلبان، التى «يهبُر» منها بالأصول والقانون، ومع الأسف لا سراج الدين موجود معظم الوقت بالمكتبة ليعرف ألاعيبه، ولا أجهزة الدولة المراقبة تنظر بالأمر، ولا سيطرة للمركزى للمحاسبات عليه، لكن عرفت من مصادرى الخاصة أن وضع مكتبة الإسكندرية أصبح تحت النظر. صاحبنا يستضيف مسئولى صفحات الرأى بالصحف القومية الكبرى فى المكتبة، ضيوف وفنادق ودلع على نفقة المكتبة تحت أى شعار رسمى، مؤتمر أو ندوة، ثم يوفر بعد ذلك كل أساليب «الدلع» للزبون، ويرسل مقالاته «الفنكوشية» المنقولة من الكتب مزيلة باسمه وصورته لتتصدر صفحات تلك الصحف القومية المميزة، معطياً انطباعاً أنه توفيق الحكيم الجديد، وأنه الوحيد الذى يعمل ويقوم ب«كافة شىء»، فى حين أن العاملين الصغار بالمكتبة هم من يقومون بالعمل حقًا، وتحولت المكتبة إلى تكتلات وبقرة حلوب يتم استنزاف خيراتها باستمرار. تكفى فقط الإشارة إلى أن إحدى مذيعات تليفزيون الإسكندرية كانت تغطى نشاطات المكتبة، فتقدمت باستقالتها من المحطة وتولت إدارة الاستوديو بالمكتبة، الذى كان «تحت إيد صاحبنا»، فعلت المذيعة المستحيل حتى استفردت به، وأصبح راتبها فقط 25 ألف جنيه، بخلاف الحوافز والسفر، يعنى أنها تتقاضى ما يزيد على 70 ألفاً بالعلاوات والحوافز فى الشهر تقريباً، زمان أيام سوزان مبارك كان ممنوع الاقتراب من المكتبة وميزانيتها، حيث كانت هى شخصيًا رئيس المكتبة المباشر، الآن من يشرف على المكتبة بجد؟!. المهم.. ذهبت إلى حضور معرض فاتن حمامة بمكتبة الإسكندرية الذى حضرته نادية ذوالفقار بنت الفنانة الراحلة وزوج الراحلة الدكتور محمد عبدالوهاب، اللذان كانا قد قررا العودة فى نفس اليوم للقاهرة، إلا أنهما غيرا رأيهما فقررا المبيت، وأصبح لزامًا على المكتبة توفير حجرتين بأحد الفنادق، وهو أمر صعب لأن «صاحبنا» الموظف إياه كان عازم أغلب أهل الرأى لمؤتمر الإرهاب بالمكتبة، طبعًا على نفقة المكتبة، وكل حجرات الفنادق مشغولة، ولا أدرى كم من المؤتمرات عن التعليم والبطالة والإرهاب أقيمت بالمكتبة، ومن المستفيد منها؟. الإجابة لا يعرفها أحد، والمستفيد الأوحد هو الأخ المنظم من مرتب فخم وعلاوات وطباعة كتاب عليه اسمه وتنقلات واقلب، المهم.. نعود لمعرض فاتن حمامة الذى كان بالمصادفة موجوداً به أحد ضيوف مؤتمر الإرهاب الدكتور مصطفى الفقى الذى تحدث عن فاتن حمامة فى الندوة الرئيسية، وجلس على منصة الندوة واحد من خارج المكتبة، وهو الذراع اليمنى ل«صاحبنا» الوصولى، ثم أقيم حفل توقيع كتاب فاتن حمامة لزينب عبدالرازق، والذى كان حواراً مطولاً مع الفنانة الراحلة، تحدثت خلاله عن نوادرها بالإضافة إلى شهادة لم تنشر من قبل، وطلبت هى بنفسها من الكاتبة نشرها بعد رحيلها. بالمناسبة.. مصطفى الفقى ضرب ثلاثة عصافير بحجر واحد، حضور مؤتمر الإرهاب، وندوة فاتن حمامة، كما حل ضيفاً على جمعية مبدعى الإسكندرية بفندق تيوليب، وسافر بعدها للحاق بجنازة والد السياحى عمرو بدر وتكريم سمير خفاجى ليلا.