وصف الخبير الاقتصادي د.محمد بن دليم القحطاني أستاذ إدارة الأعمال الدولية بجامعة الملك فيصل، ميزانية المملكة 2017 بأنها نضجت بعد مرور عقود من الزمن وهي تواجه كافة أشكال التحديات والتغيرات والعقبات الداخلية والخارجية المفتعلة وغير المفتعلة ليتجدد معها أدوات الميزانيات الحديثة بل وتتفوق عليها لتصل إلى امتلاك مفاتيح الاقتصاد الحر الموجه. "وقال القحطاني" إن الميزانية 2017 تضاعفت قوتها أكثر من 5 مرات من حيث الشفافية والأداء والكفاءة متى ما قورنت بالميزانيات السابقة التي شهدتها المملكة منذ عقود ونحن نقصد بذلك تقنينها للمصروفات وإيقافها للهدر الشنيع ومحاربتها للفساد ووضوح الرؤية التي بنيت على أساسها.
وأضاف أستاذ إدارة الأعمال الدولية: إن المتابع لمراحل حياة الميزانيات السعودية منذ تأسيس الدولة لأكثر من 80 عاماً يكاد يجزم بأن السعودية العظمى تسير بخطى ثابتة نحو بناء الإنسان السعودي للوصول به إلى عالم الازدهار وتخلق جيلاً من المبتكرين والمبدعين في قطاعات متعددة تضيف للاقتصاد قيمة نسبية في قطاعات بكر ترى فيها الرؤية السعودية، قطاعات يمكن تحويلها إلى كيانات تنافسية قبل وصولنا لعام2030 تخلق معها آلاف الوظائف لأبناء هذا الوطن.
وقال: إن ميزانية المملكة 2017 تحمل معها خمس رسائل متنوعة هي مفاتيح النجاح والمتمثلة في إطلاق ميزانية ذكية تضع نصب عينيها التنمية الاجتماعية وتحطم معها أبواب الفساد وتقضي على العجز وتعزز من الإيرادات غير النفطية، استحداث برامج من شأنها الإسراع بوتيرة النمو الاقتصادي وبناء الإنسان السعودي المسلح بثقافة المعرفة والقيم التي من شأنها أن تواكب مسيرة العملاق الاقتصادي القادم، تبني سياسة الرقابة الذاتية على مؤسسات الدولة ومؤسسات القطاع الخاص في محاربة كافة أشكال الفساد المالي والإداري وانعكاس ذلك على المواطن السعودي، قتل الفكر الانهزامي وتشجيع المبادرات الشعبية التي تضيف قيمة حقيقية للاقتصاد السعودي، المراقبة الآلية للإنتاجية على مستوى الأفراد والمؤسسات.
"وأضاف" كل ذلك سيجعل أيضاً من ميزانية 2018 مضاعفة انخفاض العجز بنسبة 16٪ وزيادة الإيرادات غير النفطية بأكثر من 400 مليار ريال والمفاجأة التي ستحدثها ميزانية 2018 هو تدفق إيرادات غير متوقعة لخزينة الدولة.