يبدو أن الانتخابات الأمريكية التي تقدم فيها دونالد ترامب على هيلاري كلينتون، لم تحسم الفوز لترامب، إذ أنه يبقى خطوة أخرى، تسمى المجمع الانتخابي، المنوط به اختيار رئيس للولايات المتحدة، عبر مندوبيه، الذين يتكونون من 538 عضواً مندوبا، فيما يعرف بالانتخابات الغير مباشرة، وبرغم تقدم ترامب إلا أنه تحوط به العديد من التهديدات، قد تحرمه من أن يكون رئيسا، إذا أراد أعضاء المجمع الانتخابي الانقلاب عليه وإعطاءهم الأصوات لصالح منافسته، هيلاري كلينتون. ترامب ربما يخسر صحيفة "ديلي اكسبريس" البريطانية، أكدت اليوم أن ترامب ربما يواجه عقبة فوزه بالرئاسة، بسبب أصوات المجمع الانتخابي، لا سيما أنها أشارت، إلى أن نحو 6 مندوبين من أعضاء المجمع الانتخابي أعلنوا أنهم لن يصوتون لترامب، بالمخالفة لأصوات ولاياتهم، فيما أكدت أيضا أن مندوب ولاية كولورادو "ميشيل باكو" أعلن رغبته، التصويت لكلينتون، بل سيقود حركة تمرّد داخل المجمع الانتخابي، لإقناع مندوبين آخرين لعدم انتخاب ترامب. رؤساء أخفقوا ونجحوا بواسطة المجمع الانتخابي ويبدو أن الحالة التي يعيشها دونالد ترامب، حيث أنه مهددا من قبل المجمع الانتخابي، بعدم فوزه، ليس أول من يتعرض لها في تاريخ الولاياتالمتحدة، وإنما سبق وأن تعرض لها بعض الرؤساء، الذين حالفهم الحظ، وتم تنصيبهم رؤساء، بسبب تصويت المجمع الانتخابي لهم في آخر مراحل السباق والتصويت، كان من بين هؤلاء الرؤساء : جورج بوش الابن من بين الرؤساء القلائل الذين فازوا برئاسة الولاياتالمتحدةالأمريكية، عام 2000، عن طريق المجمع الانتخابي، الذي يحسم الأمور لصالح المرشح، وتعد الانتخابات التي فاز فيها جورج بوش هي الرابعة التي لم يحصل فيها الحاصل على الأغلبية الشعبية، وكان أمامه المرشح الديمقراطي الشهير آل غور، الذي فاز في الأصوات الشعبية بحوالي 50.999.897 صوتاً، فيما فاز بوش ب 50.465.062 صوتاً، لكن حصد بوش نحو 271 صوتاً، من خلال المجمع الانتخابي، الذي أخرج آل غور من السباق ب 266 صوتاً. بنجامين هاريسون تكررت قبل ذلك أيضا في العام 1888 أيضاً، حيث مكنه المجمع الانتخابي من الفوز برئاسة الولاياتالمتحدةالأمريكية، وهو الرئيس بنجامين هاريسون، الذي فاز ائنذاك رغم حصوله على أقل الأصوات في التصويت الشعبي، عن منافسه صامويل تيلدن وفعلها أيضا المجمع الانتخابي، عام 1876، وكانت المرة الثانية التي فاز فيها المرشح رذرفورد هايز رئيساً، بمجمل تصويت أعضاء المجمع الانتخابي، حيث فاز على منافسه صامويل تيلدن، الذي حصل على غالبية الأصوات في التصويت الشعبي لكنه خسر في تصويت المجمع الانتخابي. جون كوينسي آدامز وتكررت أيضا في عام 1824، حيث فاز جون كوينسي آدامز برئاسة الولاياتالمتحدة، رغم حصول منافسه على الأغلبية في التصويت الشعبي، لكن بسبب فوز آدامز بأغلبية أصوات المجمع الانتخابي أصبح رئيساً، بدلا من مشكلات المجمع الانتخابي وعلى هذا هناك الكثير من الانتقادات التي توجه للنظام الانتخابي الذي تأخذ به الولاياتالمتحدةالأمريكية، حيث يرى البعض ومنهم الدكتور محمد حسين أستاذ العلاقات الدولية بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية جامعة القاهرة، أن النظام الانتخابي خاصة المرتبط بجزئية المجمع الانتخابي، يسبب مشكلات للرئيس المنتخب والناجح على مستوى الولايات. وأوضح في تصريحات خاصة ل"الفجر"، أن دونالد ترامب ربما يواجه مشكلات في وصوله للرئاسة بسبب المجمع الانتخابي الذي سيصوت بين المرشحين في الأيام المقبلة. وأوضح أن تاريخ الولاياتالمتحدةالأمريكية، شهد قبل ذلك نجاح أربع رؤساء، من قبل المجمع الانتخابي، برغم عدم حصولهم على أغلبية الأصوات، في انتخابات الولايات. كما أكدت الدكتورة هدى راغب أستاذ العلوم السياسية، بالجامعة الأمريكية، أن خطوة المجمع الانتخابي، تعد أيضا من الخطوات الصعبة، التي ربما يلقاها المرشح، في أخر مراحل تنصيبه رئيسا. وأضافت في تصريحات خاصة ل"الفجر"، أن التاريخ الأمريكي شهد قبل ذلك نجاح أربع رؤساء أمريكيين، بفعل تصويت المجمع الانتخابي، إلا أن برغم أنهم خسروا في انتخابات الولايات. كما أكد الدكتور أكرام بدر الدين، أستاذ العلوم السياسية، أن المجمع الانتخابي أيضا، ربما يعد من الخطوات، التي تسبب مشكلة لدونالد ترامب، إذ أنه من الممكن التصويت لهيلاري كلينتون، كما حدث قبل ذلك وتم التصويت لجورج بوش الابن، برغم عدم نجاحه في الانتخابات الخاصة بالولايات. وأضاف في تصريحات خاصة ل"الفجر"، وبرغم هذه التهديدات التي تهدد ترامب، إلا أنه من الشاذ جدا، أن يحدث أمرا مثل نجاح هيلاري كلينتون، لكن أيضا التهديد موجود.