الثأر فى الصعيد من أبشع المورثات التى لا تزال موجودة حتى الآن فى أغلب القرى والنجوع، والأبشع من ذلك هو أن أغلب العائلات تستخدم أسلحة مدفعية فى صراعاتهم. ما ذكرناه يجسد حادثة شهدها مركز البدارى فى محافظة أسيوط، حينما تحركت قوات الأمن الجنائى برئاسة العقيد محمد عصامى، والعميد منتصر عويض رئيس المباحث الجنائية، لمداهمة منازل عائلتين بينهما خصومة ثأرية، وضبطت داخلها أسلحة مدفعية مضادة للطائرات، ومدافع «آر بى جي»، وثلاث بنادق « جيرانوف»، وست قطع بنادق آلية، و3500 طلقة. الغريب، أن هذه العائلات كانت تستخدم أيضاً عددا من أبراج «الدشم» فى تبادل إطلاق النار بينهما، ما دفع قوات الأمن لإزالة 25 برجا ، فى إطار جهود المديرية لمواجهة واستهداف جميع صور الجريمة وضرب أوكارها. سبب آخر دفع قوات الأمن لهدم هذه الأبراج، يتعلق بموقعها فى قرى قاو النواورة التى تقع بالقرب من طرق التهريب بالمدقات الجبلية لحدود البحر الأحمر. مصدر أمنى كشف ل» الفجر» عن أن السبب الحقيقى وراء هدم هذه الأبراج، معلومات وصلت إليهم باختباء قطاع الطرق داخلها، وكذلك استغلالها من قبل العائلات التى بينها خصومات ثأرية فى إطلاق النار، فضلاً عن اختباء عدد من العناصر المتطرفة التى تخطط لتنفيذ العمليات الإرهابية فى قرى أسيوط.