الشعب فى مصحة.. أستاذ الأمراض النفسية والعصبية ل «الفجر» ■ الأشخاص قليلو النوم أكثر عرضة لمرض «الزهايمر».. والإصابة بالاكتئاب تؤدى للموت المفاجئ ■ المشى والأكل والكلام أثناء النوم أغرب الأعراض.. ونسبة «الأرق» بين كبار السن وصلت ل60% ■ البعد عن الموبايلات والأخبار السلبية قبل النوم .. أفضل وسائل العلاج جنون الأسعار الذى تعانى منه الأسواق حالياً، أثر بالسلب على نفسية المصريين، وجعلهم أكثر عرضة لاضطرابات النوم وما يصاحبها من أمراض مثل الأرق والاكتئاب، والنعاس النهارى الذى يجعلك تنام فجأة أثناء سيرك فى الشارع أو قيادتك للسيارة .. وهو ما فسره الدكتور طارق أسعد أستاذ الأمراض النفسية والعصبية ومدير وحدة القياسات الفسيولوجية ومعمل النوم بمركز الطب النفسى فى جامعة عين شمس. أسعد فى حواره ل «الفجر» كشف عن كثير من الأنواع المختلفة لاضطرابات النوم، والظواهر المرتبطة بها مثل المشى والأكل والكلام أثناء النوم، لافتاً إلى أن التفكير الشديد ينعكس على نفسية الإنسان وإصابته بالأرق، ناصحاً بالنوم الكافى لأن الأشخاص قليلى النوم أكثر عرضة لمرض الزهايمر.. ■ فى البداية،، ماذا تعنى اضطرابات النوم؟ - اضطرابات النوم تعنى ببساطة جميع الأمراض المتعلقة بالنوم، وهى ليست وليدة العصر الحالى، بل يعانى منها الإنسان منذ القدم، ولكنها زادت فى الوقت الراهن لأسباب عديدة منها اختلال الساعة البيولوجية، وزيادة الضغوط العصبية والنفسية، وسوء استخدام العقاقير والتوسع فى استخدام المنبهات كالشاى والقهوة والتدخين. ■ ما أنواع اضطرابات النوم؟ بصفة عامة تنقسم هذه الاضطرابات إلى أربع مجموعات رئيسية، الأولى منها تشمل الأرق بأنواعه «أى صعوبة النوم»، وثانيها «النعاس» النوم الكثير، وثالثها: الظواهر المرتبطة بالنوم مثل المشى أو الكلام أثناء النوم أو الكوابيس، وآخرها اضطرابات دورة النوم أى اختلال الساعة البيولوجية. ■ ما حقيقة ما يتردد عن أن أغلبية الأشخاص يعانون من الأرق؟ - الأرق كما عرفناه هو صعوبة الوصول لمرحلة النوم، وهو من أكثر الأمراض انتشاراً فى الوقت الحالى مثل الصداع والقولون، ونسبة انتشاره فى المجتمع 30% بمعنى أن كل 10 أفراد منهم ثلاثة أفراد يعانون من الأرق، لأسباب عديدة منها القلق والاكتئاب. ■ ما أكثر الفئات تعرضاً للأرق؟ - السيدات أكثر عرضة للأرق من الرجال، وتزداد نسب انتشاره مع التقدم فى السن لتصل ما بين 50 إلى 60 % عند الكبار، وتزيد النسبة مع تغيير الفصول حيث يؤثر على الحالة المزاجية ويسبب الاكتئاب أحيانا، وبالتالى الأرق، الذى يؤثر بدوره على التركيز والوظائف الحيوية والنمو وجهاز المناعة. ■ ذكرت أن للأرق أنواعاً.. فما هى؟ - هناك نوعان من الأرق، الأول تصاب به الشخصيات « الحساسة» شديدة الوسواس والتفكير، فعندما يدخل الشخص لينام فى موعده، يظل يفكر حتى يخرج المخ مواد كيميائية تعاكس النوم، فيدخل هذا الشخص فى حلقة مفرغة، ويكون السرير بالنسبة له مثل الامتحان بمعنى «أنا مش داخل أنام.. أنا داخل اختبر نفسى هنام ولا لأ».. تلك الحالة تصيب أشخاصاً كثيرين بالفزع، لدرجة تجعلهم يكرهون قدوم الليل. وهناك نوع آخر يسمى « الأرق الزائف» ويصيب عادة الأشخاص الذين ينامون كثيراً دون أن يشعروا بذلك. ■ ماذا عن العلاقة بين الساعة البيولوجية للجسم والإصابة بالأرق؟ - بالتأكيد هناك علاقة قوية بين المتغيرين، كلما كانت الساعة البيولوجية شغالة كويس وبتنام كويس ومواعيد النوم والصحيان مضبوطة، فلن تصاب بالأرق، لكن فى ظل ضغوط الحياة وقلة النوم، والشغل فى أكثر من مكان نتيجة تردى الأوضاع الاقتصادية، بالإضافة إلى شرب الكافيين، خاصة إذا ما زاد على 200 مل فى اليوم. ■ معنى كلامك.. أن الظروف الاقتصادية الصعبة التى يعيشها المواطنون سبب رئيسى فى اضطرابات النوم؟ - بالتأكيد، فالارتفاع الرهيب فى الأسعار أصاب الناس بالاكتئاب والحيرة والتفكير ، وعشان كده الناس مش بتعرف تنام من شدة التفكير، وهذا ما جعل الناس ينامون دون أن يشعروا بنومهم وهو ما أطلقنا عليه « الأرق الزائف»، لكن الأخطر من ذلك مرض «النعاس النهارى - أى النوم بكثرة فى أوقات النهار-فى ناس بتنام وهى شغالة أو وهى سايقة فى الشوارع أو فى الشغل أو فى المحاضرات، وهذا المرض قد يصيب المرضى الذين يعانون من نقص فى «هرمون الغدة الدرقية»، أو المصابين بالأنيميا والكبد. ■ الإصابة بالاكتئاب قد تؤدى إلى الموت المفاجئ.. ما حقيقة ذلك؟ - يوجد نوعان من الاكتئاب، أولهما الاكتئاب التفاعلى ويعنى عدم القدرة على التكيف فى ظروف معينة وصعوبة المعيشة والحياة، وهذا النمط لا يحتاج لأدوية بل الترفيه خير علاج له بالسفر إلى أى مكان مثلاً، وثانيهما «الاكتئاب الداخلي» الناتج عن خلل فى أماكن معينة بالمخ، ما يجعل الإنسان غير قادر على الاستمتاع، وهو مرض مثل أى مرض عضوى، وعندما يصاب الإنسان بجلطات معينة بالمخ تكون معدلات الاكتئاب لديه «مرتفعة» ذلك لأن الجلطات تؤثر على الحركة والكلام والمواد الكيماوية المسئولة عن المزاج، ونسبة الاكتئاب بعد الجلطات تتراوح ما بين 30 إلى 35 % ، ولابد من علاج الاكتئاب خاصة أن احتمالية موتهم فجأة واردة. ■ ما أغرب الظواهر المرتبطة بالنوم؟ - من أغرب الظواهر المرتبطة بالنوم الأكل أو الكلام أثناء النوم، والكوابيس نتيجة الفزع الليلى الذى ينتاب بعض الأشخاص أثناء نومهم، فضلاً عن المشى أثناء النوم وهو نمط من الاضطرابات « الهستيرية» مثل المشهد الذى ظهر فيه فؤاد المهندس فى مسلسل « حيرم» عندما كان غير متقبل زواج ابنته، وهذا المرض منتشر بين 15% من الأطفال، ولو رأت الأم طفلها يستيقظ من النوم ويمشى ولا يتذكر، فلابد أن تذهب لطبيب أمراض نفسية وعصبية. ■ أخيراً.. ما روشتة الوقاية من اضطرابات النوم؟ - «أولاً النوم عامل زى البنك بيسلفك ومش هتشعر به غير متأخر».. معنى كلامى إن النوم هو أساس جميع وظائف الجسم الحيوية، وبالتالى لابد من منح الجسم النوم الكافى، ولا يجوز أن يشغل الإنسان باله بالتفكير قبل النوم، وكذلك البعد عن مشاهدة أو سماع أو قراءة الأخبار السلبية، مع ضرورة البعد عن «الموبايلات وسمارت فون» لأنه ثبت علمياً أنها تصدر «بلو لايت» يعاكس إفراز هرمون «ميلاتونين» الذى يؤدى للنوم العميق، وأخيراً يجب أن نعلم أن الأشخاص الذين لا ينامون أكثر عرضة لمرض «الزهايمر» بسبب اختلال وظائف المخ نتيجة قلة النوم.