المصريون حولوها لمهنة سيئة السمعة لا تندهش إذا رأيت خلال زيارتك إحدى المدن السياحية سواء شرم الشيخ أو الغردقة، فتاة ترتدى مايوه بكينى، دون أن تكون من النزلاء، إذ إن هذه الفتاة تعمل فى مهنة "الأنيميشن"، ومهمتها استقبال نزلاء الفنادق، وتقديم أوجه وسائل الراحة لهم، وأغلب العاملات فى هذه المهنة من الأجانب حيث يشترط العمل ارتداء شورت ساخن أو بادى يكشف مفاتنها. أول من نشر هذه المهنة فى مصر هن الفتيات الإيطاليات، ثم دخلت الروسيات على الخط، سرعان ما لحقت بهن المصريات، رغم سوء سمعة المهنة لدى المصريين، حيث اعتبروها باباً من أبواب الدعارة بسبب اشتغال بعض الفتيات المنحرفات بها، حيث يشكل العقد المبرم بينها وبين الفندق على العمل أنيميشن، حماية لها. خلال إحدى الرحلات شاهدت «الفجر» إحدى الفتيات المصريات العاملات كأنيميشن، والتى كانت تغازل بوضوح أحد الأطباء، وتبادلت معه أرقام الهواتف لتقدم له المتعة دون مقابل، إذ إن الفندق يدفع لها الأتعاب مقابل عودة الزبائن مرة أخرى، هذه الطريقة لا تمارسها الأجنبيات لأنهن يفهمن طبيعة العمل، حتى لا يسئن لسمعة الفنادق والمهنة نفسها. جسكا، إيطالية الجنسية، 26 سنة، درست فنون التصوير فى بلادها وزارت شرم الشيخ منذ 8 سنوات وحاولت البحث عن وظيفة واتفقت مع الشركة السياحية التى سافرت من خلالها على العمل كمصورة للمجموعات الإيطالية التى تزور المدينة مقابل 300 دولار شهرياً، وتعرفت خلال إقامتها على بعض مواطنيها وكان أغلبهم يعملون فى مجال الانيميشن ولديهم خبرة كبيرة فى المجال لكن الشرطة المصرية لم تسمح لها بالاستمرار فى العمل دون عقد، فعادت إلى إيطاليا وحصلت على تأشيرة سياحية تتيح لها البقاء بمصر 3 أشهر، ثم تزوجت من إيطالى يعمل مديراً لإحدى فرق الأنيميشن بالغردقة، لكنها لا تزال تشعر بالخطر لأنها تعمل بشكل غير رسمى ويمكن للشرطة ترحيلها. أما الينا ليونيد، روسية، 28 سنة، فتعمل أنيميشن مقابل 400 دولار شهرياً ويتم تجديد عقدها كل 6 شهور، خاصة أنها تعشق مدينة الغردقة الساهرة طيلة ال24 ساعة بعكس بلادها وأوروبا بشكل عام التى تغلق أبواب الحياة فيها من الساعة 8 مساء، إذ إنها كانت تعمل فى ملهى ليلى فى موسكو، حيث تدربت هناك على الأنيميشن فى مدرسة، والأمر يستحق لأن راتبها يمكنها من الحياة بشكل جيد، كما تعمل مدربة للتمرينات الرياضية الصباحية التى يفضل الأجانب القيام بها مبكراً على الشواطئ. وتقول بندريا، 25 سنة، المتخصصة فى تقديم عروض ومسابقات ضاحكة على شواطئ فنادق شرم الشيخ للأجانب فقط، إن بعض الفتيات يلجأن للزواج من الشباب المصرى للحصول على الإقامة مقابل من 3 ل5 آلاف دولار، بالإضافة إلى الجنسية المصرية بعد عامين من الزواج، بشرط أن يكون الزواج موثقا بالشهر العقارى، رغم أن مهنة الانيميشن لاتعجب كثيرا من هؤلاء الشباب إلا أنهم يوافقون بسبب المصلحة المشتركة. مستر سمارة أحد متعهدى تشغيل فرق الانيميشن فى شرم الشيخ، قال إن الانيميشن مهنة ترفيهية لا تعرف العناء، يعمل بها أصحاب المواهب والذين يتمتعون بخبرة كبيرة بالمجال، ويجب أن يتمتعوا بخفة الدم والقبول والجسم الرشيق، والهدف من تواجدهم بالفنادق هُوَ جذب النزيل للعودة، ومهمتهم أيضاً تتلخص بين الألعاب الرياضية والرقص ضمن الفريق فى السهرات الليلية، أكد سمارة أن الأجانب يفهمون طبيعة المهنة ومن المستحيل أن يتحرش نزيل أجنبى بإحدى العاملات بالمهنة، عكس النزلاء العرب والمصريين، ولذلك بدأت الأجنبيات الابتعاد عن العمل، خاصة مع تراجع السياحة، وفى حال زيادة الحركة يتم الاتفاق مع بعض شركات الأنيميشن أو مع الفتاة نفسها إذا كانت لديها الرغبة بالعمل وذلك خلال وجودها بالمدينة.