أكد تقرير لمنظمة الأممالمتحدة أن أعداد الشباب الذين يلجأون للهجرة غير الشرعية من مصر وصلت لنحو 200 ألف شاب مصرى، كما أكد التقرير أن أعداد شباب الهجرة غير الشرعية تزايدت من 5804 شاب فى عام 2001 إلى 25523 ألف عام 2007 ، وأخر مبلغ كانت تحصل عليه مافيا تهريب المصريين إلى إيطاليا كان 80 ألف جنيه للفرد ، والغريب أن هذا يحدث فى بلد يحتل فيه مئات الأجانب وظائف كثيرة خاصة فى المدن السياحية بجنوبسيناء ، فهل اصبحت شرم الشيخ ملاذاً " للهجرة غير الشرعية " من شباب أوروبا إلى مصر ؟! أوروبا لم تعد الحلم الكبير،بهذا الوصف بدأت "كلوديا تشيريلو" 26 سنة إيطالية حديثها معنا ، وقالت : منذ 5 سنوات جئت إلى شرم الشيخ فى إجازة وأبهرتنى المدينة بجمالها وسحر طبيعتها، ولاحظت الكثير من أبناء جنسيتى يعملون هنا وبدأت أسالهم كيف يستطيعون الحصول على فرصة عمل بهذه البلد،فكان ردهم لى بأن كل ما أفعله هو الذهاب إلى أى صاحب عمل وأطلب وظيفة .. ثم ينتهي الأمر ،وفي أثناء قيامى برحلة سفارى بالجبل لم يكن معنا مصور ليلتقط صوراً تذكارية للسائحين مقابل مبلغ مالى ، وبعد العودة من الجبل طلبت مقابلة مدير الشركة التى كانت تنظم الرحلة، وكان إنجليزياً ، فسألتة لماذا لاترسلون مع رحلاتكم الجبلية مصوراً محترفأً ؟ وطلبت منه أن أعمل بالشركة لأنني أجيد التصوير ، وحصلت على العديد من الدورات التدريبية فى روما وأمتلك كاميرا تصوير فوتغرافى ومعدات حديثة، وعملت معه مقابل الحصول على نسبة من كل عميل ،وافق المدير وبدأت العمل ولكنه طلب منى أن أترك جواز سفرى معه تحسبا لاى شئ لأنه لايعرفنى جيدا ، ووافقت وبدأت العمل وكنت أكسب مايقرب من 300 دولاراً شهريا ،هذا بالطبع ليس مبلغاً كبيراً ولكنه يضمن لى العيش بشكل كريم حتى أخر الشهر، لكن فى بلدى كنت أعمل نفس المهنة عند الأماكن والمزارات السياحية وكنت أتقاضى أضعاف ما أحصل عليه هنا ولكنه لم يكن يكفينى ، فالمعيشة فى أوروبا قاسية ،والمشكلة الوحيدة التى كانت تقابلنى فى شرم الشيخ هى مطاردة شرطة السياحة لى ، فالتأشيرة التى أدخل بها إلى مصر هي تأشيرة سياحة لمدة ثلاثة شهور وليست للعمل ، وهي تجدد كل 6 شهور من مصلحة الجوازات المصرية، وهذا كان يتطلب منى أن أعود إلى بلدى لأكرر لعبة تأشيرات السياحة من جديد، وفي أثناء كل هذا يكون هناك مخاطرة أتعرض لها وهى أن لو الشرطة المصرية علمت بأننى أمارس أى عمل هنا فى شرم ستقوم بترحيلى إلى بلدى . اما "إلينا سابتشى" 22 سنة روسية فتقول : الحكومة المصرية لا تعطينا تأشيرة السياحة بسهولة كما تعطيها للإنجليز والأيطاليين والفرنسييين والأمريكان، فهم يحصلون عند وصولهم إلى مطار مصرى على تأشيرة سياحة لمدة شهر ثم يجددونها من الجوازت إلى 3 شهور ثم إلى 6 شهور وفى أحيان يمكن أن يحصلوا على عام كامل، أما نحن فيجب أن تعرض طلباتنا على أجهزة الأمن المصرية وكثيرا مايرفضون ، فلذلك يجب علينا الدخول بشكل رسمى وبتأشيرة عمل مرسلة من صاحب المكان التى سوف أعمل به، وهذه التأشيرة تكون مقابل 200 دولار تقريبا كل 3 شهور، وهذا المبلغ من المفترض أن يدفعه صاحب العمل لكن هذا يكون على الورق فقط ، فالحقيقة أنا الذى أدفعه فهو يخصم من عمولتى عن عملى الذى أقوم به فى إحدى صالات "الجيم " ، ورغم تحكم صاحب العمل فينا والمضايقات التى نتعرض لها من بعض الناس ، إلا أن هذا أرحم بكثير من الجلوس بدون عمل ودخل شهرى ثابت فى بلد غالى المعيشة مثل روسيا. "باتريتشيا كوبولا" 24 سنة إيطالية مندهشة من الشباب المصرى الذى يعرض نفسه للخطر و يستقل مركباً صغيراً تتلاطمه الأمواج ليل نهار لكى يصل فى النهاية إلى شواطئ إيطاليا أو اليونان أو مالطا وتقول: هؤلاء الشباب مخدوعون ، فكثير من الشباب الإيطالى واليونانى يبحث الآن عن فرص هجرة خارج بلادة،لإيجاد فرصة عمل وحتى الذى يعمل منهم لايكفيه مايكسبه أسبوعين كاملين فالمعيشة فى إيطاليا غالية ومكلفة،فهى بلد جميلة فقط للأثرياء والموظفين الكبار أما أصحاب المهن الحرة فليس لهم مكان هناك،أما هنا فى سيناء فالحياة بسيطة وجميلة وما أكسبه من شركتى يكفينى لأن أعيش بشكل مرفه حتى أخر الشهر. "جينو اندريا" 28 سنة إيطالى فهو يحسد الفتيات على وجود وسائل كثيرة يستطيعن التواجد بها فى مصر، فهي تعمل أيضا بدون خوف من مطاردة الشرطة المصرية ، كما يستطعن التزوج من الشباب المصرى مقابل مبلغ من المال يكون ما بين 3 و 5 آلاف دولار، وبهذا تكون إقامتهن قانونية، بل وتستطيع أن تحصل على الجنسية ايضا بعد عامين من الزواج إذا أرادت وأتفقت مع من تزوجته على ذلك هذا بشرط أن يكون الزواج موثق بالشهر العقارى ،اما بالنسبة للشباب فهو لكى يستطيع التواجد فى شرم الشيخ لكى يعمل فليس أمامه غير خيارين ، إما التواجد بتأشيرة سياحة والتى بعد أن تنتهى صلاحيتها والتى اقصى مدة لها 6 شهور يكون عليه الرجوع إلى بلده للحصول على تأشيرة جديدة ، أو يكون صاحب العمل مرسل له تأشيرة عمل، ويتمنى"جينو" العودة إلى وطنه لكنه كل ما يفكر فى هذا الأمر جديا يتذكر غلاء المعيشة فى بلاده،والمعناة التى يعانيها أصدقائه هناك الذين حاولوا الهجرة ولم ينجحوا فى إيجاد فرصة. "ميكيلى كابوتسى" 23سنة إيطالى فوضعه مختلف فهو محترف مهنة "animation " وهى تقديم العروض والمسابقات الضاحكة على شواطئ فنادق شرم الشيخ للأجانب فيقول : هذه المهنة يعمل بها الأن شباب مصرى بعد أن تعلم أصولها من الأوروبيين، فهم لم يعرفوها من قبل وأمهر من يحترفونها هم الإيطاليين يليهم الروس، فهذه الشركات منتشرة فى هاتين الدولتين بشكل كبير،فهى فى حقيقة الأمر مهنة لاتعجب الكثير من شباب البلدين ولاترضى طمحاتهم لكن لاطريق أخر الأن،ومايشجعنا للعمل بها عدم وجود فرص عمل فى أوروبا وغلاء المعيشة هناك وأن أغلبية هذه الشركات تعمل على سوق السياحى العربى وخاصة المصرى بشرم الشيخ، وهذا يضمن لنا أن نعمل فى بلد بلادنا ولايعرضنا للإحراج فى يوم من الأيام. " إلكسندر أريوس" 29 سنة روسى يقول : كنت أعمل فى ملاهى موسكو الليلية "بودى جارد" وكانت تزداد صعوبة العمل عندما يدخل فصل الشتاء وتبدأ درجة الحرارة فى الإنخفاض حتى تصل إلى تحت الصفر وتتساقط الثلوج ،هذا كله بالإضافة إلى طبيعة العمل خطيرة ،اما هنا فى شرم الشيخ فالوضع مختلف فأنا احصل على أجر يجعلنى أعيش بشكل محترم حتى أخر يوم فى الشهر، بالإضافة إلى أن عملى يكون تحت اشعة شمس في هذا البلد الجميل،فا انا أعمل مدرب للتمرينات الرياضية الصباحية التى يفضل الأجانب القيام بها مبكرا على شواطئ هذه المدينة الساحرة. أما "ايدا سافريزى" 18 سنة فهي إيطالية كانت تدرس بمدرسة لفنون التصوير فى إيطاليا،وفى العطلة الدراسية كانت تأتى فى رحلات سياحية إلى شرم الشيخ التى تبهرها بمناظرها الطبيعية فى جبالها وبحرها،وحتى تستطيع الحصول على قضاء وقت أكثر فى ميدنتها المفضلة كان يتطلب منها أن تعمل أثناء فترة تواجدها فى شرم الشيخ،وبالفعل كانت تأتى فى شهور الأجازة وتعمل كمصورة فوتغرافية وتحصل على نسبة من كل عميل تأتى به لشركة تنظيم الرحلات السياحية التى كانت تعمل بها،وهذا كان يساعدها ايضا للتنزهه فالشركة التى كانت تعمل بها كانت تنظم رحلات بحرية وسفارى،وظلت على هذا الحال تذهب وتأتى لجنوبسيناء فى لتعمل وتتنزه فى وقت واحد، حتى أنتهت من دراستها وعملت لفترة فى بلدها لكن كانت نفس المشكلة التى كانت تقابل من تحدثنا معهم تقابلها وهى غلاء المعيشة فى كل بلدان أوروبا وعدم توفير فرص عمل مناسبة بدخل كبير،لذلك فكرت أن تأتى إلى شرم الشيخ لتستقر وتعمل بها،وفى المرة الأخيرة حدثت مشكلة بينها وبين صاحب المكان التى كانت تعمل فيه كمصورة فتركتة وذهبت لتعمل فى "animation " بشركة إيطالية وهى الأن تحصل على مايقرب من ال 200 دولار شهريا، وترى أن هذا المبلغ ليس بكبير ولكنه يكفى للمعيشة هنا فى مصر. " أعلم أن بعض المصريين لا يحبوننا بهذه الجملة " بدأ " روبرت أدم 27"سنة إنجليزى حديثه معنا ويكمل.. هذا من حقهم فنحن بالنسبة لهم أشخاص جئنا وحصلنا على حقهم فى بعض فرص العمل،خاصة وأن ظروفهم تشبه ظروفنا فى إرتفاع نسبة البطالة،ولكنى أعتقد أنهم يعلمون أننا لو توفرت لدينا فرص عمل بدخل كريم فى بلادنا سوف نعود على الفور،ولكن الحال لدينا يتازم كل يوم وحكوماتنا تحاول فعل كل مابوسعها،لذلك نطر إلى الهجرة حيث فرصة العمل والعيشة الكريمة وهذا مايفعله ايضا الكثير من الشباب المصرى الذى يقف بالألف أمام أبواب سفارتنا بالقاهرة للحصول على فرصة هجرة أو حتى تأشيرة سياحة،أو الهجرة بشكل غير شرعى عن طريق البحر ممايعرضهم للموت والتى تنتشر على شواطئ مدينة طرابلس الليبية والتى تعتبر من أقرب السواحل العربية من إيطاليا. اما عن الإجراءات الأمنية التى تتخذ ضد العمالة الأجنبية المتواجدة بشكل غير شرعى فى جنوبسيناء يحدثنا عنها اللواء محمود الحفناوى مدير أمن جنوبسيناء ويقول: تأشيرة الدخول التى يحصل عليها الأجانب نوعان تأشيرة عمل والأخرى سياحة،والمفروض أن كل أجنبى يريد العمل هنا على صاحب العمل الذى سيعمل عنده أن يرسل له تأشيرة عمل لكى يكون تواجده وعمله بشكل رسمى وقانونى،لكن هناك بعض الأجانب يعملون بدون تراخيص عمل ويدخولن عن طريق تأشيرات السياحة،ومكتب العمل بالمحافظة هو المسئول الأول عن البحث عن هؤلاء وإيقافهم عن العمل وتوقيع الغرامات المنصوص عليها على صاحب العمل،ويعاونهم فى ذلك شرطة السياحة لأن كل العمالة الأجنبية التى تعمل فى شرم يكون عملها داخل منشأت سياحية،اما الذين يكتشف أنهم يعملون بدون تراخيص ويكون حدث هذا خارج المنشأة التى يعمل بها فيتم التعامل معه على أنه مواطن أجنبى مقيم فى مصر بعد إنتهاء مدة تأشيرته،فتتخذ الإجراءات المتبعة فى كل دول العالم وهى التحفظ عليه وإخطار سفارته وترحيله بعد ذلك إلى بلده.