يبدو أن الهجمات الإرهابية علي شرم الشيخ لم تؤثر سلبا علي عملية الجذب السياحي - والحمد لله- فمازالت شعوب العالم تحلم بدخول شرم الشيخ كما لو أنها ستدخل إلي الجنة ونعيمها! ففي جريدة (ليجّو) الإيطالية، وفي صفحة الحوادث، خبر عن القبض علي أربعة مجرمين ايطاليين قاموا بعدة جرائم سرقة متتالية في ميلانو، وأثناء إجراء التحقيق معهم أعلنوا انهم ما فعلوا ذلك إلا حباً في شرم الشيخ حيث أصبح حلمهم الأول قضاء أجازة الصيف القادم في شرم. لم يعد حلم الشعب الإيطالي الذهاب فقط للتنزه بها.. بل للعمل هناك! ففي إحدي جروبات الفيس بوك كَتبت (أنّاليسا جامبوزي) - وحروفها ترقص مِن الفرحة: " لقد نجحت في الحصول علي عمل بإحدي القري السياحية وسأغادر ايطاليا الشهر المقبل". وكتب أحد المدونين: (benedusi.it/blog بعد ان قضيت في شرم فترة طويلة علي أن أعترف أننا-أي الغرب- بداخلنا عنصرية إلي حد كبير؛ فنحن-مثلا- ننظر إلي المصريين في ايطاليا علي انهم أقل منا تحضرا وعلما ورقيا وأحيانا نعاملهم بتعسف وخشونة.. لكن عندما جئت إلي شرم شعرت بأنهم السادة مقارنة بنا! فثيابهم أنيقة وعقولهم متفتحة حتي أنك تجد الواحد يجيد التحدث بأكثر من لغة وبعضهم يتحدث الإيطالية بطلاقة مدهشة وأفضل من الإيطاليين أنفسهم." بينما في مدونة (federicomaccadanza.blogspot.com) أراد المدون أن يستعرض بعض المواقف السيئة التي حدثت معه في شرم ومعظمها نبعت من استغلال التجار وباعة التماثيل والسجاد وورق البردي وغيرهم من المتواجدين في الأسواق السياحية. وفي نهاية جولتنا البحثية، أود أن أطمئنكم علي مستقبل السياحة في مصر؛ فالشعوب الاخري بدأت تسرق وتنهب كي تأتي إلي بلادنا.. وبالمثل نحن أيضا نقترض ونبيع من أجل الهجرة إلي بلادهم! صحيح أنهم يجيئون -غالبا- للتنزه، ونحن نذهب للعمل أو الدراسة، ولكن تظل المأساة الاعتقادية قائمة، فكل مواطن يتصور ان الجنة تحت أقدام الأوطان الأخري. وما من إيطالي رآني وعرف اني مصرية إلا وضرب كفاً علي كف قائلاً في تعجب: "أتتركين مصر بثرواتها وجمالها وحضارتها، وتأتين إلي بلد كإيطاليا هذه! "وهو معذور فلم ير من مصر سوي شرم وأخواتها كما أنه لم يجرب سوي معاملة السائح المدلل.