قالت الدعوة السلفية، إنه منذ قامت الثورة الإيرانية في إيران والنظام السياسي هناك لا يفتأ يدّعي أنه ضد الشيطان الأكبر أمريكا؛ في محاولة لجذب تعاطف الشباب السني، ونجح بالفعل في هذا، وجذب إليه تعاطف الكثير من الشباب، بل وجذب إليه تعاطف كيانات إسلامية بأكملها. وأضافت الدعوة - في بيان لها اليوم - أنه مع مضي السنيين؛ وجدنا النظام الإيراني يتحالف مع الشيطان الأكبر، في صفقة أسلحة مشبوهة؛ لإبادة العراق، ثم يتحالف معه لالتهام آفغانستان، ثم يدخل العراق تحت لوائه، ويُصدر "آياته" الفتاوى؛ التي تحرم جهاد المحتلين، ثم يقومون بحركة تطهير عرقي لا مثيل لها، تحت حمايته، وهي الحملة التي ما زالت مستمرة حتى الآن. وتابعت: ثم يتحالفون مع القوى العظمى الثانية روسيا، في حدث سياسي نادر؛ بأن تجمع دولة بين حلف أمريكاوروسيا ولكن العجب يزول حينما تعلم أن كلا من الدولتين يريد هذا الذراع الشيعي الخارجي، الذي يقرر علماؤه أن الكفار أقرب إليهم من أهل السنة، وبالتالي فإذا أرادت دولة أن تبيد المسلمين في بلد سني فلا تجد أفضل من تلك الدولة الطائفية؛ لتستعين بها، ثم جاء الاتفاق النووي مع القوى العظمى لينزع آخر ما تبقى من أوراق "التقية"، في التعامل مع القوى الغربية. وواصلت: لم نعد نسمع مصطلح "الشيطان الأكبر"، وأصبحت إيران تسوق تفسها، وتقدم نفسها، على أنها الحارس الأمين للمصالح الغربية أمام الجماعات الصدامية، وتناسى هؤلاء أنهم مَن أنشأ كثيرا من هذه الجماعات، وموَّلها، وأن كثيرا من الشباب ذوي النفسية الخارجية، وأصحاب الطاقة التدمرية، قد انتحلوا النظريات الصدامية الإيرانية، حتى وإن كانوا فى الأصل من أهل السنة. وأوردت: ليس أدل على ذلك من الدعوات التي خرجت من شباب سني، في كثير من بقاع الأرض، يتنادون فيها إلى محاكاة الحرس الثوري الإيراني، وفي ظل هذا الاستخدام المتصاعد من الدول العظمى، كشفت إيران عن وجهها القبيح، وتدخلت بمنتهى الوضوح، في الدعم العسكري لميلشيات شيعية عسكرية في العراق واليمن وسوريا، وحاولوا نشر التشيع في مصر، وغيرها من بلدان العالم الإسلامي. وأردفت: استغل هؤلاء بعض حوادث الحج في الموسم الماضي لإثارة الفتن في موسم الحج هذا العام، والعجيب أن يستعيد خطابهم مصطلح "الشيطان الأكبر"، جنبا إلى جنب مع ادعاء أنهم يقفون أمام الإرهاب الداعشي، ونحن نقول لهم أنتم وداعش وجهان لعملة واحدة، بل تتحدث الكثير من التقارير عن التنسيق بينكما، و كلاكما يخرج على الأمة بالسيف، وكلاكما يتحالف مع أعداء الأمة الإسلامية ضد أبنائها، وتزيدون على داعش أنكم تعادون خيار هذه الأمة؛ صحابة رسول الله صلى الله عليه ووزراءه وزوجاته. وأكملت الدعوة أنه: بهذا الصدد، نذكر الحكومة السعودية، ومعها كل حكومات العالم الإسلامي، بالسياسة الرشيدة النابعة من عقيدة أهل السنة والجماعة، من أنهم لا يكفرون الفِرَق التي تكفرهم، بل يتحملون أذاهم، لا سيما وفيهم من العوام الجهال المغرر بهم، وما جرى عبر التاريخ من السماح لكل حاج، يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، بالحج إلى بيت الله الحرام مع عدم التفتيش في عقائد الناس، وهذا لا يمنع من اتخاذ كافة التدابير الأمنية الاحترازية، تجاه الحجيج القادمين من بعض البلاد التي يُخشى أن يثير بعضهم الاضطرابات، طالما لم يخل ذلك بأداء المناسك. واختتمت الدعوة بقولها: نسأل الله أن يحفظ بلاد المسلمين من كل سوء، وأن يرد الحجيج إلى بلادهم سالمين. اللهم آمين.