المستودعات تهرب إسطوانات الغاز لبيعها بثلاثة أضعاف في السوق السوداء "توليد الأنبوبة" لمضاعافة الأرباح محررة "الفجر" تشتري إسطوانة غاز ب80 جنيه أزمات تتوالى ما بين اختفاء السلع التموينية من الأسواق، بداية من الأرز يليه السكر، نهايةً بأزمة إختفاء إسطوانات الغاز وارتفاع أسعارها ليصل إلى 80 جنية، وفي محاولة لكشف الأسباب الحقيقية وراء ارتفاع أسعار أسطوانات الغاز وهل هي أزمة مفتعلة أم حقيقية، ذهبنا لرصد حقيقة ما يحدث. وبجولة استقصائية وفي عملية رصد وتوثيق لبعض مستودعات البوتوجاز على مستوى القاهرة الكبرى، ثبت إلينا مما لا يدع مجالاً للشك أن تلك الأزمة وكافة الأزمات في الأونة الأخيرة، جميعها أزمات مفتعلة المتهم الحقيقي فيها هو جشع التجار، وأصحاب النفوس الضعيفة في ظل غياب الرقابة الحقيقة للدولة. تهريب إسطوانات الغاز لبيعها بالسوق السوداء وقد اكتشفنا توافر الغاز بكمياتٍ كبيرة بجميع شركات التعبئة بالقطامية، وطموه، وأن عملية التعبئة والإنتاج تسير بالشكل المعتاد، وعلى الرغم من ذلك فإن هناك أدلة تؤكد أن هناك نقص في كميات إسطوانات الغاز، طبقًا لجميع التقارير الرسمية وغير الرسمية، فذهبنا لرصد رحلة المواطن في البحث والحصول على "الأنبوبة"، والتي تبدأ بالانتظار لساعات طويلة بداية من الساعة الخامسة صباحا أمام المستودعات المغلقة، في انتظار وصول سيارة الأنابيب، حيث رصدنا تكدس المواطنين، لاسيما النساء وطابور من "التكاتك"، والدراجات البخارية، المُحملة بالإسطوانات الفارغة في انتظار تغييريها، وعند حضور السيارة تحدث حالة من الهرج والمرج والمشادات لدى أصحاب المستودع والمواطنين من جهه و"السريحة" من جهة أخرى، وتتصاعد حتى تصل إلى حد الاشتباك بالأيدي ليستغل أصحاب المستودعات والسريحة تلك المشاجرات في تهريب أكثر من نصف الكمية في غفلة المواطنين؛ لبيعها في السوق السوداء بثلاث أضعاف سعرها الحقيقي، في غياب تام لدور الجهات الرقابية التي تقف موقف المتفرج. مرحلة "توليد الأنبوبة" وفي ذات السياق قد رصدنا تلاعب أصحاب المستودعات بالإسطوانات وذلك عن طريق ما يسمى بعملية "توليد الأنوبة"، حيث يقوم صاحب المستودع بتفريغ نصف كمية " الأنبوبة" المملوئه في أنبوبة أخرى فارغة لتصبح الإسطونة الواحدة إسطونتين، وذلك من أجل أرباح ومكاسب أعلى، كما يتم أيضا تفريغ الإسطوانات في مجموعة إسطوانات أصغر، وذلك في إطار ما يسمى بعملية التوليد، ولتوثيق المعلومات فقد توجهنا أيضا لأحد مستودعات الغاز وتحديدا بمنطقة "عين الصيرة"، وتعاملنا كمواطنين نسعى للحصول على الأنبوبة لنكتشف أنها تباع ب(80) جنيهًا. ارتفاع الأسعار وقد توجهنا إلى عدد من المواطنين المتواجدين أمام المستودع، وبسؤالهم أكدت السيدة" لمياء محمود"، أنها منذ الصباح تبحث عن اسطوانة غاز بسعر يناسبها، قائلة: "هناك تلاعب في الأسعار، وتلاعب في وزن الإسطوانة لا نعرف من المتسبب في ذلك، فكل "أنبوبة" يختلف وزنها عن الأخرى حتى ما نشتريه من الباعة المتجولين تكون "الأنبوبة" ناقصة أكثر و لاتكفي إلا بضعة أيام وتنتهي، حتى وصل سعرها إلى 70 جنيها"، متسائلة أين وعود الحكومة في توفير السلع للمواطنين وتنشيط الرقابة على الأسواق؟. فيما اشتكى الرجل الخمسيني أحمد حسين، من انعدام "الغاز" معلقًا: " أصبحت مشكلة غاز البوتاجاز أو بالأصح افتعال الأزمة عبء على المواطن، لاسيما في غياب الرقابة من قبل المسئولين وإعطاء الفرص للتجارو السريحة للتحكم في البلد بهذا الشكل"، مضيفًا: " السريحة بتشتري كميات كبيرة من الأنابيب والمستودعات بتديهم وكأنهم متفقين علينا، ومظبطينها مع بعض وأهو كلو بيستنفع، والضحية المواطن المطحون". سوء توزيع ومن جانبه قال الدكتور حسام عرفات، رئيس شعبة تجارة المواد البترولية، إن أزمة اختفاء إسطوانة الغاز ترجع إلى سوء التوزيع، والتداول الخاص بالمواد البترولية ، مشيرًا إلى أن وزارة البترول تقوم بتوزيع الغاز بشكل عشوائي على حساب بعض المستودعات؛ مما ينتج عنه قصورا في بعض المستودعات؛ نتيجة عدم توفير المعروض، فبتالي سيساعد في ظهور الأزمة بشكل واضح. وأوضح "عرفات"في تصريحات خاصة ل"الفجر"، أن الأزمة الحقيقة في قلة المعروض وزيادة الطلب، مدللا على ذلك بأن الأزمة ظهرت فقط في هذه الفترة قبل قدوم عيد الأضحى، ولم تظهر في شهر رمضان وعيد الفطر، فضلا عن فصل الشتاء الماضي بالرغم من كثرة الإستهلاك، وذلك لوفرة المعروض. وأشار "عرفات"، إلى أن الشائعات أيضا أحد أسباب ظهور أزمة إسطونة الغاز، موضحًا أن الحديث عن اختفائها أو تطبيق القيمة المضافة عليها، وارتفاع سعر الإسطونة ساعد بنسبة كبيرة في شراء التجار لها من قبل المستودعات وتخزينها لإعادة بيعها من جديد بالسوق السوداء. لا توجد أزمة وعلى جانب آخر أكد عماد الأزهري، مدير شركة بوتاجاسكو لتعبئة وتوزيع البوتاجاز بمنطقة عين الصيرة، أنه "لا توجد أزمة في توزيع إسطوانات الغاز، حتى بعد المواعيد الرسمية للشركة التي نصت عليها وزارة التموين فيتم غلق التوزيع والتغير في تمام الساعة السادسة مساءًا. وبسؤاله عن سعر إسطونة الغاز داخل الشركة، يضيف "الأزهري"، في تصريحات خاصة ل"الفجر"، أن سعر إسطونة الغاز (8) جنيهات، والإقبال متوسطًا، معللاً أن ظهور الأزمة ترجع لعدم ذهاب المواطنين إلى شركات التعئبة والاعتماد على "السريحة"، أو الوقوف أمام المستودعات الصغيرة القريبة منهم، لذا هم السبب الرئيسي في ظهور الأزمة، ولن يلوموا سوى أنفسهم. أما عن الرقابة فيقول "الأزهري"، إن الشركة تقوم دائما بالمتابعة المستمرة على المخازن وسيارات التوزيع، لضمان وصلها للمواطنيين. والحقيقة التي خرجنا بها من هذه الرحلة ربما تكون صادمة للرأي العام حيث أننا نؤكد بما لا يدع مجلا للشك أن الأزمات سوف تتوالى ما دام الصراع مستمر بين جشع وطمع أصحاب النفوس الضعيفة المتاجرين بإحتياجات المواطن البسيط وحكومة عاجزة مكبلة الأيدي لا تستطيع تطبيق أبسط قواعد الرقابة والسيطرة على الأسواق من أجل حماية المواطنين البسطاء.