عانى العديد من نجوم الفن في أواخر حياتهم، من المرض وربما من الفقر أيضا، وزاد الأمر ثقلا على أنفسهم، تجاهل الدولة لهم، وعدم تقديم يد العون في مرضهم، وعاش هؤلاء حياة تعيسة بائسة قبل وفاتهم، بالرغم من إفناء حياتهم في سبيل الفن، حتى تقدم بهم العمر، وأصابتهم الشيخوخة، التي أطفأت أضواء الشهرة حولهم، وأصبحت الذكرى الوحيدة لهم، هي وفاتهم ونهاياتهم الحزينة. سعاد حسني "السندريلا" كما لقبها جمهورها الكبير في مصر والوطن العربي، وقدمت العديد من الأعمال الفنية الناجحة طوال مشوارها الفني، وبعد تقدم العمر بها، عانت سعاد حسني، من تجاهل الدولة لها في فترة مرضها، الأمر الذي تسبب في إصابتها بالاكتئاب، أثناء تواجدها في لندن، وانتهى الأمر بوفاتها على إثر سقوطها من شرفة منزلها في 21 يونيو عام 2001.
سيد زيان عانى الفنان الراحل سيد زيان، من تجاهل الدولة ونقابة المهن التمثيلية له، وذلك بعد إصابته بجلطة في المخ، أدت إلى شلل نصفي، عام 2003، واستمر الأمر لعدة سنوات حتى وفاته في شهر إبريل هذا العام، وأوضحت "إيمان" ابنة الفنان الراحل، أن المرض أبعد والدها عن الأضواء، ولكنه عانى من تجاهل النقابة للسؤال عنه في مرضه، بالرغم من مشواره الفني الطويل، بحسب تصريحات لها.
يونس شلبي أصيب الفنان الراحل يونس شلبي، بأزمة نفسية حادة، قبل وفاته في 12 نوفمبر عام 2007، كما عانت أسرته من تحمل جميع تكاليف علاجه، بعد تجاهل الدولة له، الأمر الذي أدى إلى القيام ببيع آخر ما يملك في بلدته بالدقهلية، للإنفاق على علاجه، قبل أن تتكفل وزارة الصحة بذلك، وعانى "شلبي" أيضا في أواخر حياته من تجاهل الفنانين له، سوى عدد قليلا منهم اطمأنوا عليه هاتفيا.
طلعت زين "لا أريد أموالكم.. فقط اسألوا عني" كانت آخر كلمات الفنان الراحل طلعت زين، قبل وفاته في 14 أغسطس عام"" 2011، بعد إصابته بمرض سرطان الرئة، وصراعه مع المرض لعدة سنوات، وخضوعه للعلاج الكيميائي، وقبل وفاته عتب "زين" بشدة على نقابتي الموسيقيين والمهن التمثيلية، اللتين لم يهتما به على الإطلاق، فضلا عن تحمله نفقات العلاج ورفضه المساعدة المالية من النقابتين بالرغم من أنه عضو قديم بهما.
سعيد صالح نوعا آخر من المعاناة أصاب النجم الراحل سعيد صالح، قبل وفاته في أغسطس عام 2011، بعد صراع شديد مع المرض، وهو تجاهل أصدقائه داخل الوسط الفني للاهتمام به في مرضه، وشمل الأمر الفنان عادل إمام، الذي ربطته الصداقة القوية ب "صالح" طوال مشوارهما الفني، كما اشتكى "صالح" من تجاهل الدولة ونقابة المهن التمثيلية له، وانتهى الأمر بدخوله في غيبوبة لم يستفق منها إلا دقائق معدودة، قبل وفاته ورحيله عن عالمنا.