مجلس الإدارة أوقف الحفيد 14 يوما وحوله للتحقيق بسبب سيارته المرسيدس ■ الحفيد عمره 19 سنة ركن سيارة عليها شعار مجلس النواب فى مدخل النادى مانعا الجميع من الدخول والخروج ■ عضو نواب آخر بالنادى بعد ثورة الأعضاء: «مش سيارتى ومش أنا اللى أعمل كده» لا حديث فى نادى اسبورتنج الملقب بنادى الإيليت، إلا عن واقعة حدثت مساء الأربعاء الماضى، ففى الوقت الذى كان الغالبية العظمى من الأعضاء متجهين لأداء صلاة العشاء والتراويح، والبعض الآخر ذاهب لأداء التمرينات الرياضية الليلية، تزامن ذلك مع الزحام الشديد كون النادى فى العشر سنوات الأخيرة أصابته حالة فوضى مرورية غريبة، لدرجة أن المطلب الأهم لأعضاء النادى أصبح إيجاد أرض أخرى لتوسعة النادى، وهو مطلب يستغله كل متقدم لانتخابات النادى على الرئاسة أو العضوية حتى يدغدغ به مشاعر الأعضاء ويستدر عطفهم به للفوز بالمعقد وبعد ذلك لا يحدث أى شىء. السطور السابقة ما هى إلا وصف لمدى الزحام الشديد الذى يعانى منه النادى حتى أصبحت الجملة المتداولة هى «نادى اسبورتنج ما هو إلا باركينج كبير». وهذه هى الحقيقة فما بالنا فى لحظة الذروة عند صلاة العشاء فى العشر الأواخر من رمضان ليلة والدنيا فوق بعضها وإذا بشاب فرحان بنفسه وشبابه ومستقوى حبتين يستقل سيارة مرسيدس ويركنها فى دخلة الباركينج امام إسعاف النادى الرئيسى يعنى لا سيارة تخرج ولا سيارة تطلع وكمان بدون ترك مفتاحها للسايس أو «تمويرها» واللى مش عاجبه، مشيرا لبادج على السيارة «مجلس النواب» يعنى محدش يقدر يقرب منه ابن مين فى البلد. قوم الأعضاء استفزوا فصوروا السيارة والبادج ملصق عليها، ووضعوا الصورة على موقع التواصل الاجتماعى فيس بوك، وتسببت الصورة فى أزمة ضخمة مساء الأربعاء الماضى، وأشار البعض إلى أنها ربما لعضو مجلس الشعب سمير البطيخى ابن النادى المتواجد دائما فيه وإذا بالبطيخى يخرج بيان على الفيس بوك فورا أن السيارة لا تخصه وتحرك مدير النادى وهو ضابط كبير قديم ومدير أمن النادى وكلموا إدارة المرور فى لحظتها وتم وضع رقم السيارة وصاحبها فى جدول أعمال مجلس الإدارة، وبالمصادفة كان سيعقد فى اليوم التالى ليتبين أنها لعمرو ابن أشرف رشاد عثمان عضو مجلس الشعب يعنى حفيد رشاد عثمان. الخلاصة أن ولد عنده 19 سنة يركب المرسيدس عليها بادج مجلس النواب ويتركها بالنادى بطريقة تحدث أزمة تستدعى مخاطبة إدارة المرور ومجلس إدارة النادى، فهل عمرو أبوه دخل المجلس وأعطى الحق لأولاده وعائلته بالحصانة ليتفرعنوا بها على خلق االله؟! وعلى مين.. على طبقة الإيليت بالإسكندرية، وكلهم من أولاد الأصول والأطباء ورجال الأعمال وأصحاب الشركات الكبرى. الحقيقة مجلس الإدارة أصدر بيانا ونشره على صفحته الرسمية لتهدئة ثورة الأعضاء بإيقاف الحفيد ابن السيد عضو مجلس النواب الذى أخذ العضوية وجميعنا يشهد إزاى 14 يوما لحين التحقيق ومثول الشاب للتحقيق وطبعا إذا تدخلت المعارف والحبايب ممكن لا يحدث شىء ويتم الاكتفاء بالإيقاف المؤقت 14 يوما على العموم هنشوف والأيام القادمة ستورينا ما يحدث. ألم أقل لكم فى أعداد سابقة أن رشاد عثمان الذى منعه مبارك من الظهور وممارسة الحياة السياسية بعد القبض عليه فى آخر عهد السادات بعد قضيته الأشهر التى وكل لها وزراء عدل سابقين ليترافعوا عنه فيها، وظل سنوات يتمنى الانضمام للحزب الوطنى حتى وجد ثغرة فى آخر حكم مبارك ليدخل ابنه محمد وليس هو الحزب الوطنى ويدخل الانتخابات ويتم تغيير صفة الابن من فئات لعمال رغم أنه خريج هندسة ويفوز فى آخر انتخابات التى جابت ضلف البلد. يعنى سبحان االله يمنعه مبارك فى أول حكمه كأن قلبه حاسس ولما تركه يمارس الحياة السياسية وأدخل أولاده مجلس الشعب قامت الثورة ودفع رشاد عثمان ملايين كثيرة على مرشحى الحزب الوطنى من الوزراء الذين كانوا يمثلونه فى محافظات أخرى وليس الإسكندرية فقط، ولما قامت الثورة وبعدها كان التفكير فى دخول الانتخابات فقرر الدفع بأحد أولاده ثم تراجع وقرر أنزال أشرف بدلا من محمد فى الانتخابات الأخيرة. وبدخول أشرف فيها تحقق حلمه الذى كان يراوده طوال حياته بأن يكون عضوا حتى لو من الباطن فى سياسة حكومة مصر، ويعزم أعضاء الشعب ووكلاءه ويصاحبهم ويصاحب مسئولى البلد الذين كان مجرد السلام عليهم حلما يصعب تحقيقه، ويظهر من جديد فى الكادر بيلعب مع أولاده سياسة ليخرج أحفاده بالسطوة والجبروت والمال و«اركن السيارة فى وسط الباركينج» طب لو بره النادى اللى فيه الناس مفتحة شويا بيعملوا إيه؟!. ما حدث ليس حادث سيارة بسيط وإنما ترجمة لأشياء وأشياء وأخشى أن يضيع موقف نادى اسبورتنج هباء، فالموقف صفق له الجميع وتعاملوا مع السيارة ولا همهم بادچ مجلس شعب ولاغيره.. إذا كانت سيارة عليها بادچ تغلق النادى العاشرة مساء لحين اليوم التالى يبقى بقية الأعضاء الآخرين اللى أهاليهم مش من ممثلى الشعب الذين من المفترض حسب الورق يجيبوا حقوق الناس وأول من يطبق عليهم القانون يعملوا إيه!!