جمهورية آيسلندا هي دولة جزرية أوروبية في شمال المحيط الأطلسي على الحافة وسط الأطلسي، ويبلغ تعداد سكانها 320,000 نسمة ومساحتها الكلية 103,000 كم2. عاصمتها هي ريكيافيك وهي أكبر مدن البلاد، حيث أنها والمناطق الجنوبية الغربية موطن لأكثر من ثلثي سكان البلاد. آيسلندا بلد نشط بركانياً وجيولوجياً. يتألف بر البلاد من هضبة تتميز بحقول الرمال والجبال والأنهار الجليدية، بينما تصب العديد من الأنهار الجليدية في البحار عبر الأراضي المنخفضة. يقوم تيار الخليج بتلطيف مناخ آيسلندا مما يجعله معتدلاً ومناسباً للحياة رغم موقعها على حدود الدائرة القطبية الشمالية.
استناداً إلى لانتاناومابوك (كتاب الاستيطان) كان الزعيم النرويجي انجولفر ارنارسون أول من استوطن آيسلندا بشكل دائم في 874م.
قام آخرون بزيارة الجزيرة قبل ذلك وبقوا فيها طوال الشتاء. خلال القرون التالية استوطن الجزيرة مهاجرون من الشعوب الشمالية والغالية. كانت الجزيرة منذ عام 1262 وحتى عام 1918 جزءاً من الملكية النرويجية والدانمركية بعد ذلك.
اعتمد شعب الجزيرة حتى القرن العشرين على الزراعة وصيد السمك بشكل كبير. في عام 1994 وقعت آيسلندا على اتفاقية التجارة الحرة الأوروبية وبالتالي دخل التنوع في الاقتصاد من صيد الأسماك حتى الخدمات الاقتصادية والمالية. وفقاً لتقرير حرية الصحافة تمتلك آيسلندا أكثر صحافة حرة في العالم.
الاقتصاد الآيسلندي هو اقتصاد سوق حر ذو ضرائب منخفضة مقارنة ببقية دول منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية، بينما تاحفظ على نظام الرعاية الاجتماعية في البلدان الشمالية موفرة بذلك الرعاية الصحية المجانية للجميع والتعليم وصولاً للتعليم الثالثي.
أصبحت آيسلندا في السنوات الأخيرة واحدة من أغنى وأكثر البلدان تقدماً في العالم. في عام 2010 صنفت في المرتبة 14 بين دول العالم المتقدمة وفقاً لتقرير التنمية البشرية الصادر عن الأممالمتحدة، ورابع أكبر بلد منتج حسب الفرد في العالم.
في عام 2008 انهار النظام المصرفي الآيسلندي، مما سبب انكماشاً اقتصادياً كبيراً واضطراباً سياسياً مرافقاً.
المجتمع الآيسلندي متقدم تقنياً. بينما تقوم الثقافة الآيسلندية على تراث شعوب الشمال، حيث أن معظم الآيسلنديين من أصل شمالي (خاصة غرب النرويج) ومن الشعوب الغاليكية. اللغة الآيسلندية من اللغات الجرمانية الشمالية وهي قريبة جداً للغة الفارو وبعض اللهجات النرويجيةالغربية. يشمل التراث الثقافي للبلاد الشعر والمطبخ التقليدي والساغا الآيسلندية القروسطية. آيسلندا حالياً أصغر بلدان الناتو من حيث تعداد السكان وهي الوحيدة من دون جيش حاضر.
الجغرافيا
تقع آيسلندا في شمال المحيط الأطلسي إلى الجنوب مباشرة من الدائرة القطبية الشمالية والتي تمر عبر جزيرة غريمسي الصغيرة والتي تقع قبالة الساحل الشمالي لآيسلندا. خلافاً للجزيرة المجاورة غرينلاند فإن آيسلندا تتبع أوروبا وليس أمريكا الشمالية، على الرغم من أنها تقع على الصفيحتين الجيولوجيتين لكلتا القارتين. أقرب كتل اليابسة منها هي غرينلاند (287 كم - 178 ميل) وجزر الفارو (420 كم - 261 ميل). أما أقرب مسافة بينها وبين أوروبا القارية فهي 970 كم (603 ميل) عن النرويج.
النظام السياسي
تعد آيسلندا جمهورية برلمانية ذات ديمقراطية تمثيلية. أنشئ البرلمان الآيسلندي ألثينغي عام 1845 كهيئة استشارية للملك الدنماركي، حيث كان ينظر إليه في ذلك الوقت بمثابة إعادة تأسيس للمجلس الذي تأسس في عام 930 في الفترة الكومنولث وعلق عام 1799. بالتالي يمكن القول أنها أقدم ديمقراطية برلمانية في العالم، ويضم البرلمان 63 عضواً ينتخبون لمدة أقصاها أربع سنوات.
ينتخب الرئيس من خلال التصويت الشعبي لمدة 4 سنوات، من دون تحديد فترات الرئاسة. تنتخب الحكومة والمجالس المحلية بشكل منفصل عن الانتخابات الرئاسية كل أربع سنوات.
منصب رئيس الدولة فخري بشكل كبير، إلا أن له القدرة على عرقلة القوانين التي يصادق عليها البرلمان وطرحها لاستفتاء وطني. رئيس الحكومة هو رئيس الوزراء والذي يشكل السلطة التنفيذية بالإضافة إلى طاقم وزرائه. يعين الرئيس مجلس الوزراء بعد الانتخابات البرلمانية، ويتم التعيين عادة عبر التفاوض بين زعماء الأحزاب السياسية في آيسلندا، كما يناقشون أيضاً تكوين مجلس الوزراء وتوزيع الحقائب الوزارية، شرط أن يكون للحكومة المشكلة أغلبية نيابية في البرلمان. عند عدم تمكن الأحزاب من تشكيل الحكومة في فترة زمنية معقولة يقوم رئيس آيسلندا بتعيين مجلس الوزراء، وهو الأمر الذي لم يحدث منذ تأسيس الجمهورية في 1944. إلا أنه في عام 1942 قام حاكم آيسلندا سفين بيورنسون (الذي عينه مجلس النواب عام 1941) بتشكيل حكومة غير برلمانية. امتلك حاكم آيسلندا عملياً صلاحيات الرئيس ومنصبه، كما أن سفين بيورنسون أصبح أول رئيس للبلاد عام 1944.