يخوض منتخب بيرو الأول لكرة القدم بطولة كوباأمريكا المقبلة مفعما بمشاعر الإحباط وغياب الأمل، التي توارثها من عقود الفشل المستمر في الماضي. ولا يبدو منتخب بيرو بلاعبيه القدامى، الذين يعانون من انحدار واضح في المستوى الفني، ومع افتقاره لعناصر أخرى من الأجيال الجديدة، أنه يحمل أي آمال وخاصة عندما يضعه القدر في مجموعة تضم فريقين من العيار الثقيل مثل البرازيل والإكوادور، فيما تعتبر هايتي، الفريق الثالث، بمثابة الفريق الأسهل في هذه المجموعة.
وأشارت الصحافة البيروفية إلى أن الأرجنتيني ريكاردو جاريكا، المدير الفني للفريق، يشعر بالضجر لدرجة دفعته إلى السفر بشكل مفاجئ إلى بلاده عقب مباراتي بيرو الأخيرتين في تصفيات مونديال روسيا 2018 أمام فنزويلا في ليما (2 / 2) وأوروجواي في مونتفيديو (هزيمة 1 / صفر)، لقضاء عطلة.
وأصبحت التكهنات، التي كانت تتوقع استبعاد بعض اللاعبين الأساسيين من تشكيلة المنتخب بناء على قرار من ايدوين أوبيدو، رئيس اتحاد بيرو لكرة القدم أو من خوان كارلوس أوبليتاس، المدير الفني للاتحاد، حقيقة واقعة.
وتضم القائمة الطويلة للغائبين عن صفوف منتخب بيرو في كوباأمريكا الظهير الأيمن لويس أدبينكولا، الذي شوهد بإحدى الحفلات خلال زيارته الأخيرة لليما، والظهير الأيسر خوان مانويل بارجاس، الذي غرق مجددا في الفوضى وعدم الانضباط، والمدافع كارلوس زامبرانو، الذي أثار حنق الجهاز الفني بسبب كثرة حصوله على البطاقات الصفراء والحمراء.
بالإضافة إلى المهاجم كلاوديو بيتزارو، الذي تثور الشكوك حول مصيره مع المنتخب والمهاجم الآخر جيفرسون فارفان المنهك من تعاقب الإصابات عليه واحدة تلو أخرى.
وانتهت رحلة جاريكا لأوروبا للبحث عن لاعبين يمكن ضمهم لمنتخب بيرو بإحباط وخيبة أمل جديدين.
ولم يجد المدرب الأرجنتيني في تلك الرحلة سوى لاعب واحد فقط وهو الإيطالي لأم بيروفية جيانلوكا لابادولا، أحد هدافي دوري الدرجة الثانية في إيطاليا مع فريق بيسكارا.
بيد أن اللاعب لم يقبل عرض الانضمام لمنتخب بيرو، حيث يأمل، رغم وصوله إلى ال 26 من العمر، في اللعب لصالح منتخب بلاده ومسقط رأسه (إيطاليا).
وتكمن المشكلة في أنه عندما تقرر استبعاد بعض اللاعبين فعليك أن تفكر في هوية من سيحل بديلا لهم، والعدد ليس كثيرا.
ويعتبر زامبرانو بكل نواقصه وعيوبه أكثر المدافعين، الذين يمكن الوثوق بهم، حيث أن زميله كارلوس أسكويس لم يدخل في حسابات الجهاز الفني لأنه حتى لا يجلس على مقاعد البدلاء في فولفسبورج الألماني، فيما يعاني ألبرتو رودريجيز من تراجع المستوى الفني، إضافة إلى أن كريستيان راموس يعد لاعبا محدود القدرات.
ودفعت تلك الملابسات والظروف جاريكا لتجربة اللاعب ريناتو تابيا، نجم وسط ميدان فينورد الهولندي، خلال التدريبات في مركز قلب الدفاع.
وتنحصر آمال منتخب بيرو في اللاعبين أصحاب البنية الجسدية المتواضعة، الذين يتسمون بالنحافة ولا يملكون مسيرة قوية ولكن لديهم القدرة على إحداث المفاجآت بفضل قدراتهم الفنية مثل: كريستيان كويبا وراؤول رويديارز وايديسون فلوريس وأندي بولو.
وتطالب الجماهير البيروفية بمنح فرصة أكبر في اللعب لكريستيان بينافينتي، وهو لاعب أسباني حصل على جنسية بيرو كونه مولود لأم بيروفية، إلا أن جاريكا ورغم ضمه إياه يبدو غير مقتنع بقدرات لاعب سبورتنج تشارليوري البلجيكي.
وتحتل بيرو المركز الثامن في تصفيات المونديال برصيد أربع نقاط حصدتها من ست مباريات، حيث تقبع في قاع جدول الترتيب بجانب منتخبي بوليفياوفنزويلا بعيدا عن باقي المنتخبات الأخرى.
ولعب منتخب بيرو جميع مبارياته في التصفيات المؤهلة للمونديال بكامل نجومه وأفضل عناصره، حيث لم يشهد مشواره في هذه التصفيات سقوط العديد من لاعبيه فريسة للإصابات.
وفي ظل غياب العناصر الجديدة، يعتبر المخضرم بابلو جيريرو أحد أكثر اللاعبين القادرين على بث الثقة في نفوس الجماهير.
ولكن لم تعد اللحظة مناسبة، حيث أظهر جيريرو ضعفا كبيرا خلال في المباريات الأخيرة له مع ناديه فلامينجو البرازيلي، في السمات التي كانت تعتبر موطن قوته مثل عنصر الحسم أمام المرمى.
ورغم ذلك، يبدو جليا أن الجماهير على استعداد دائما لمنحه فرصة جديدة في كل مرة.
وتولى جاريكا58/ عاما/ الإدارة الفنية لبيرو في 2015، وكان يأمل في أن يغير من ملامح هذا الفريق، ولكن لم تتآمر ضده ندرة اللاعبين البارزين فحسب بل الأخطاء المتتالية أيضا، التي تتهمه الصحافة بأنه المتسبب فيها.
وفاض بجاريكا الكيل ولا يعرف إن كان هذا هو نفس الشعور الذي يسري أيضا في أروقة الاتحاد البيروفي، إلا أنه من المؤكد أصبح شعورا لصيقا بالدوائر الصحفية والجماهير.
وتستهل بيرو مشوارها في بطولة كوباأمريكا في الرابع من حزيران/يونيو أمام هايتي بمدينة سياتل ثم تواجه في الثامن من نفس الشهر منتخب الإكوادور بفونيكس، قبل أن تختتم مبارياتها في دور المجموعات أمام البرازيل في 12 حزيران/يونيو في فوكسبروه.
وحقق المنتخب البيروفي أفضل نتائجه بالتتويج بلقب كوباأمريكا عامي 1939 و1975، فيما كانت أفضل أزمنة الفريق خلال حقبتي السبعينيات والثمانينيات عندما شارك بقيادة لاعبين مثل تيوفيلو كوبياس في بطولات كأس العالم أعوام 1970 و1978 و1982.