منها شوارع العزيز بالله والخليل وعزبة عثمان ■ تتمركز فيها عناصر إرهابية وتباع على أرصفتها كتب سيد قطب وابن باز وابن عثيمين.. وأغلب المترددين على شرائها من أعضاء الإخوان والسلفيين المتشددين لا تستغرب كثيراً حينما تسمع أن شاباً ما انضم لجماعة متطرفة، وتحول إلى مشروع «إرهابي»، بل وأصبح فى إمكانه تنفيذ عملية إرهابية بسبب امتلاء عقله بالكثير من الأفكار المتطرفة. ربما يكون أسباب عدم الاستغراب «منطقية»، حينما نجد كتباً تروج للتطرف والإرهاب تباع على الأرصفة بشكل علنى، بل وبسعر زهيد جداً، فى الوقت الذى تلجأ فيه الرقابة لحذف مشهد سينمائى ربما تقل خطورته كثيراً عن السموم التى تحويها هذه الكتب. وربما تكون أى من هذه الكتب أداة أساسية لتكوين «إرهابي» خاصة إذا ما كانت تشكل وتؤثر فى وجدان من يقرأها، فأغلب من يتردد على شرائها بحسب شهادة أغلب البائعين، أعضاء جماعة الإخوان والسلفيين المتشددين، لغرضين، الأول أنهم يعتبرون بعض النصوص الموجودة داخل هذه الكتب شفرات سرية لتنفيذ عملية إرهابية، وثانيهما: أن هذه الجماعات تجند مجموعات بعينها لشراء هذه الكتب وقراءتها وفهمها والترويج للأفكار المتطرفة داخلها لاستقطاب أكبر عدد من المواطنين إلى صفوفهم. 1- شارع العزيز بالله حينما تطأ قدمك شارع العزيز بالله الذى يقع فى حى جسر السويس، تجده مكتظاً بمحلات الإسدالات والجلباب والماكياج الإسلامى، لكن الأمر الأكثر خطورة أن هناك بعض الباعة يفترشون الأرصفة بسيديهات لبعض المشايخ أصحاب الفكر السلفى المتشدد أمثال ياسر برهامى وعبدالله بدر وحازم شومان وأبو إسحاق الحوينى، وسعر ال«سى دى» يتراوح ما بين ثلاثة إلى خمسة جنيهات. هؤلاء الباعة لا تجدهم إلا فى أزقة بعيدة داخل الشارع، تجدهم واضعين هذه الكتب وسط مجموعة من المؤلفات للمشايخ المعروفة أمثال محمد حسان ومحمد حسنين يعقوب حتى لا ينفضح أمرهم، وبعضهم لا يضع هذه الكتب على فرشته بل يخبئها فى مكان آخر، وحينما يقدم إليه شخص ما يريد شراء الكتاب، يسأله البائع بعض الأسئلة كى يتأكد أنه ليس مخبراً شرطياً يريد ضبطهم، وما أن تأكد له هوية الشخص حتى سارع بجلب الكتاب له. إلى جانب الباعة، هناك بعض المكتبات المنتشرة داخل الشارع – نحتفظ باسمها- يباع داخلها أغلب هذه المؤلفات، وبالأخص مجموعة فتاوى ابن «باز» المكونة من 29 مجلدا ويتراوح سعرها من 1550 إلى 1700 جنيه، وكذلك مجلدات لكل من محمد حسان ويعقوب والحوينى بأسعار تتراوح ما بين 20 إلى 30 جنيهاً، وهى أسعار زهيدة مقارنة بحجم هذه المجلدات، إلى جانب كتب محمد عبد الوهاب وابن تيمية وابن عثيمين بأسعار تبدأ من 10 جنيهات. 2- شارع الخليل بمجرد خروجك من محطة حلمية الزيتون بمترو الأنفاق، تجد أمامك شارع «الخليل»، وللوهلة الأولى تظنه سوقاً شعبية، فتجده مكتظاً بأكشاك البقالة ومحلات الجزارة والمقاهى، والتكاتك، ولكن رغم ذلك تجد فرشة كبيرة تباع به الكثير من الكتب التى تروج للفكر السلفى الوهابى المتشدد من بينها كتاب «حكايات عمو محمود» لمؤلفه محمود المصرى ويباع ب30 جنيها، وكتاب آخر له اسمه « رحلة للدار الآخرة» وسعره 35 جنيها. 3- ساحة الاستقامة ولا يختلف المشهد كثيراً فى ميدان الجيزة عن المنطقتين السابقتين، وتحديداً أمام مسجد الاستقامة الذى يفترش الباعة ساحته إلى جانب الأرصفة الموجودة أمامه، ويعرضون عليها كتب محمود المصرى ومحمد بن عبد الوهاب وابن العثيمين وابن تيمية وابن باز، إلى جانب كتب الولاء والبراء رغم اتهامات وجهت كثيراً من قبل علماء الدين لهذه المؤلفات بأنها تروج للتطرف والتشدد، بالإضافة إلى كتاب «محرمات استهان بها الناس» المليء بالأفكار الوهابية. وبسؤال أحد الباعة عن كتاب «معالم فى الطريق» لسيد قطب، بدت عليه علامات الدهشة من السؤال، متبرئاً من بيعه تماماً، قائلاً: « خلينا نأكل عيش إلا الكتاب ده»، متابعاً: « هناك كتب موازية له فى الفكر مثل سلسلة «التوحيد» لمحمد ابن عبد الوهاب وكتب ابن القيم وابن القيم الجوزى. 4- عزبة عثمان نفس المشهد أمام مسجد الفتح الكائن بشارع رقم 25 بعزبة عثمان بمنطقة شبرا الخيمة، وبمجرد أن توجهنا إلى هناك لم نجد أياً من بائعى الكتب الذين كانوا يفترشون ساحة المسجد. وحينما سألنا أحد العاملين بالمسجد عن سر ذلك، رد قائلاً:» الحمد لله إنهم مشيوا لأن أغلبهم كان يبيع كتبًا تشجع على التطرف»، متابعاً: لكن لا تزال بعض المكتبات تبيع هذه الكتب». ووصف لنا إحداها، وبمجرد أن توجهنا إليها وجدنا عبارة عن مكتبة صغيرة مليئة بالكتب الدينية، لكنها تبيع أيضاً كتباً مثيرة للجدل مثل «حقيقة التوحيد»، وكيف أتوب لمحمد حسنين يعقوب، وكتاب «شرح رياض الصالحين «لابن عثيمين»، وسير أعلام النبلاء للإمام الذهبى وسعره 520 جنيها، ومجموعة الفتاوى لابن تيمية ب500 جنيه، وكتاب «المنتقى» لأبو إسحاق الحوينى وسعره 30 جنيها.