منى الحسيني: أصحاب الفضائيات لا يهمهم سوى الربح سلمى الشماع: إفتقاد الأصالة أبعدنا عن الوصول للمنتج الجيد سهير شلبي: إفتقاد الخبرة جعل العمل الإعلامي هشًا جمال الشاعر: خلق التنوع مطلوب حسن علي: لا توجد معايير مهنية تحكم العمل الإعلامي لم تعد الفضائيات تكتفي ببرامج التوك شو التي أصبحت مملة بالنسبة للبعض كما لم تعد برامج المسابقات واللعب بأحلام البسطاء تؤتي ثمارها لتظهر نوعية جديدة من البرامج الشبابية التي يقدمها إعلاميون شباب حاولوا خلق حالة من الإختلاف تميزوا بها لجذب الجمهور لكن الشباب منهم لكن هل نجحت تلك البرامج في مهمتها وتقديم مشاكل الشباب ومعالجتها أم أنها فورمات جلبت من الخارج وحاولت لفت النظر، وفي السطور القادمة نرصد هذه البرامج الشبابية ورأي الخبراء فيها. يأتي برنامج "ما يصحش كده"، على رأس هذه البرامج ويقدمه الإعلامي الشاب عمرو راضي، الملقب بنجم السوشيال ميديا وبدأت شهرته من خلال عمل فيديوهات للتقليد والتعليق على الأحداث الرياضية والفنية، كما يقدم الإعلامي الشاب أحمد أمين، برنامج "البلاتوه"، ويقدم فيه مزيجا من الكوميديا والمنوعات، وكذلك تقدم الإعلامية سالي عبد السلام، برنامج "المتوحشة" في أول تجربة إعلامية لها وتعرض العديد من المشكلات وتستضيف نجوم الفن والأدب. ويأتي برنامج "خلاصة الكلام" من تلك التجارب التي يقدمها الفائزان بلقب مذيع العرب والمعروفان بخليل وشناوي حيث يعرض تجارب من الشارع ويناقش أفكارا شبابية مطروحة عبر السوشيال ميديا، وأخيرًا تأتي الإعلامية دعاء صلاح، لتثير ضجة من خلال برنامجها "دودي شو"، والذي يندرج تحت نوعية البرامج ذات الأفكار الشبابية الجريئة. وفي هذا الصدد يتحدث الإعلامي جمال الشاعر، قائلًا: إن وجود شباب يقدمون برامج لأول مرة تهتم بمعالجة قضايا شباب في نفس عمرهم لهو أمر محمود، مؤكدًا أن الجميع ضاق ذرعا بسبب الجرعات السياسية الزائدة في برامج التوك شو وكلام من يطلق عليهم النخبة وهذه البرامج الشبابية إذا تم حصرها سنجدها لا تتعدى 10 برامج يتم عرضها أسبوعيًا وهو عدد قليل إذا قورن بعدد الفضائيات ورغم الإنتقادات الموجهة لتلك البرامج بأنها ضعيفة المضمون أحيانًا وبها مجموعة من الإسكتشات أو الاستاند آب كوميدي والتقليد فإن ذلك مطلوبًا لخلق حالة من التنوع ومثلما نجد جمهورا للقامات الإعلامية وخبراء التوك شو سنجد أيضًا لهؤلاء جمهورا وإلا لما سمح لهم أصحاب القنوات بمساحة من الوقت على الشاشة. وأضاف قائلًا: الإعلانات أصبحت ترمومترا حساسا يعكس ما وصلت إليه نسبة المشاهدة وهو ما يعني أن جذب هؤلاء للإعلانات ربما يفوق أحيانًا ما يجلبه صناديد الإعلام وأصحاب الجمهور العريض، ويجب فتح المجال للجميع وصاحب الموهبة سيثبت نفسه بغض النظر عن عمره أو طبيعية ما يتم تقديمه والأهم هو "السيد" الجمهور لأن مهمة الإعلام ليس تثقيف وتقديم الخبر وتحليله فقط ولكن إشاعة روح البهجة والفرح بعيدًا عن جو سرادقات العزاء ومصمصة الشفاه التي صنعها إعلاميو التوك شو. أما دكتور حسن علي، أستاذ الإعلام بجامعة المنيا ورئيس جمعية حماية المشاهد فكان له رأي آخر حيث قال: شاهدت بعضًا من تلك الأعمال وللأسف لا توجد أي معايير مهنية تحكمها ولا نستطيع حتى أن نصنفها وهذا أمر طبيعي في هذه الفترة التي تسودها حالة من الإنحطاط الإعلامي والتي غالبًا ما تأتي نتيجة للمشاكل الإقتصادية والسياسية ونتج عن ذلك وجود عمل بدون قواعد أو أخلاقيات مهنية للإعلاميين وهو ما ساعد أيضًا في خلق حالة من اللا مبالاة بالإضافة إلى إنتشار البطالة بين الشباب مما أسهم في مشاهدة هذا الكم من الهراءات وببساطة يجد الشاب نفسه بدون عمل وبجواره كل أساليب التكنولوجيا من إنترنت وفضاء مفتوح دون أن يفعل شيء وهذه الطريقة هي التي صنعت مقدمي هذه البرامج على شاكلة ما تم مع باسم يوسف، الذي بدأ بفيديوهات لاقت إعجاب الكثيرين وبالتالي جاءت عروض القنوات حتى طالت سخريته الجميع بدون أي قواعد. ويختتم حديثه مقترحا روشتة علاج لهذه المشكلات فأضاف قائلًا: "علاج هذا الأمر بسيط ويتلخص في عمل منظومة للإعلام تشمل مجلسًا وطنيًا للإعلام وهيئة وطنية لتنظيم الصحافة والعمل الإعلامي وكذلك فإنه يجب النظر لقانون الصحافة والإعلام الموحد وتعديله لأنه غير كاف في شكله النهائي وهو ما ينظم العمل الإعلامي ككل". أما الإعلامية سهير شلبي، فتقول: "رغم دعم للشباب في حصولهم على كل حقوقهم المهنية وتواجدهم في كل المجالات فإن العمل دون رسالة واضحة شيء محزن وافتقاد الخبرة يجعل العمل الإعلامي هشا سواء كان من يقدمه شابا أو مخضرما ويجب أن يكون أي برنامج له هدف ومضمون مفهوم حتى وإن نظرنا لأبسط تلك الأهداف على أنها شيء بسيط فإن صناعها يكفيهم شرفًا أنهم يحملون هدفًا وكمثال برامج الطبخ، هدفها تقديم الأكلات الجديدة أو تعليم السيدات الطبخ وفنونه وهو هدف محترم حتى وإن كان بسيطًا". وأضافت قائلة: "معظم ما يقدم للأسف لم يعد يحمل رؤية او مضمون أو هدف وإذا كان الهدف الوحيد هو الهزار والتقليد والسخرية فهذا لا يجوز في العمل الإعلامي لأن رسالته الأولى هي التعليم والإخبار وتوصيل المعلومة أما الضحك والهزار والتسلية بشكل عام فلها مكان آخر غير الشاشة التلفزيونية". وإستكملت الإعلامية سلمى الشماع، قائلة:" إن إفتقاد الأصالة هو ما أبعدنا عن الوصول للمنتج الجيد فلم نعد نرى برامج لتغذية الروح نابعة من الثقافة المصرية كبرنامج الموسيقى العربية أو تلك الأعمال التي كانت تسمو بالروح والتوعيات الأخرى التي تستضيف أبناء الشارع المصري وتتعامل مع هؤلاء المقاهي وتقدم فكرهم وتعرضه على الشاشة وكلها برامج راقية إستطاعت أن تجعل الأسرة المصرية تلتف حولها دون الخوف من خروج لفظ خارج أو حركة مفاجئة من الإعلامي أو الضيف". وأضافت الشماع: "ما يقدم حاليًا هو فورمات أجنبية تم جلبها من الخارج وتمصيرها وهي في جوهرها لا تعبر عن الواقع ومشاكله الحقيقية وإبتعدت تلك البرامج عن أهدافها فبعد الثورة بدأت لهجة الجميع تتغير وزادت المطالبات بوجود الشباب وأهميتهم في صنع المستقبل وهذا جعل كل من يظهر يقدم برنامجًا بصفته ناشطًا سياسيًا أو ناشط سوشيال ميديا وظهر دخلاء المهنة مما جعل تلك البرامج تنجرف عن مسارها وأهدافها وتشدقها بوجود الشباب ويجب ان يكون هناك منتج راق يحمل هدفًا وقيمة حتى وإن كان المقدم شابًا فلا مانع من ذلك ولكن بشرط إجتياز الخبرات المهنية والعمل بقواعد إعلامية". وعلقت الإعلامية منى الحسيني، على هذه الظاهرة قائلةً: "المشكلة ليست في تقديم شباب لبرامج قد تلاقي إعجاب العض أو الكثيرين لكن المشكلة الحقيقية فيما يقدم ولا أستطيع إلقاء اللوم على الشباب فهؤلاء وجدوا طريقهم للظهور والنجاح بغض النظر عن الأهداف التي يقدمونها من خلال برامجهم لكن اللوم يكون على من يدير تلك القنوات الذي اعطى لنفسه الحق في تقديم أعمال إنحرفت عن مسارها". وتابعت: "مثلًا برومو أحد هذه البرامج يتحدث عن أنه موجه للشباب ويقدمه واحد منهم يعرف مشاكلهم وطريقتهم وإمكانياتهم ولكن للأسف فإن البرنامج مجموعة من الإسكتشات التي تحاول أن تكون كوميدية وبعد أن كان هدفهم طرح مشاكل الشباب ومناقشتها معهم من خلال مذيع اصبح الهدف هو إنتزاع محاولة الضحك غير الهادف والمشكلة في الإدارة التي لا يهما سوى إرضاء أصحاب الفضائيات ورجال الأعمال وهؤلاء لا يهمهم سوى الربح وتحقيق المصالح الشخصية لدرجة أن مقولة "لو مجبتش فلوس او إعلانات هتمشي"، باتت معروفة للجميع لكنها في النهاية برامج لا تكتب لها الإستمرارية لأنها إنحرفت عن أهدافها والجمهور يعي ذلك لأنهم يقدمون كوميديا بعيدة عن الواقع المرير".