تتعامل وزارة البترول، باعتبارها الجنة الموعودة، بسبب ارتفاع رواتب موظفيها والعاملين فى الهيئات والشركات التابعة، التى تحولت إلى أماكن مخصصة لتوظيف أبناء قيادات الوزارة وكبار المسئولين وأصدقائهم، لذا يحرص مسئولو الوزارة وكبار قيادات الشركات على تعيين أبنائهم فى الوزارة التى تضرب بالقانون والأعراف عرض الحائط وكأنها جزيرة معزولة عن الدولة التى تحاول منح الشباب فرصة الحصول على تكافؤ للفرص فى التعيين. وتعتبر شركة «انبى» التى يترأسها المهندس إمام السعيد، أحد النماذج الصارخة، التى تكشف أن الوزارة لا تزال تمارس نفس السياسات التى سبقت قيام ثورة 25 يناير، حيث قام السعيد، بتعيين ابنة المهندس فخرى عيد، رئيس الشركة الأسبق، بقرار، ودون إجراء مسابقة، وبمميزات لم يحصل عليها أى موظف جديد فى الشركة. من المعروف أن تعين أى موظف جديد يحتاج لإجراء مسابقة والإعلان عنها قبل فترة كافية لتوفير فرص متكافئة بين الشباب، وهى تعليمات أصدرها الرئيس عبد الفتاح السيسى بأن الالتحاق بأى مؤسسة لا يتم إلا من خلال مسابقات يتم الإعلان عنها، لتعميم مبدأ العدالة الاجتماعية، إلا أن رئيس الشركة ضرب بالتعليمات عرض الحائط، وجعل نفسه الآمر الناهى بالمؤسسة. لم تقتصر قائمة تعيينات أبناء الكبار على ابنة رئيس سابق للشركة ولكنها امتدت لتعيين نجل، أحمد الصياد، العضو المنتدب لبنك الاستثمار القومى. وتضم قائمة المعينين الذين تمكنت «الفجر» من الحصول عليها أبناء عدد من قيادات وزارة البترول الذين تم إحالتهم للمعاش وهم: أبناء المهندس فخرى عيد، رئيس مجلس إدارة شركة «انبى» السابق، على بإدارة القياس والتحكم، ومى بالإدارة المدنية، والتى تم تعيينها منذ أيام، وشقيقيهما من جهة الأم شريف سالم، بإدارة تنمية الأعمال، ممدوح سالم بالمكتبة، كما تضم القائمة محمد السنباطى، زوج بنت فخرى عيد، بإدارة القياس والتحكم. أما سر قبول المهندس إمام السعيد، القيام بهذا التجاوز الفاضح والمخالف لأى أعراف أو قواعد، أنه يدين بالفضل لرئيسه السابق فخرى عيد، الذى أعاد تعيين الأول فى عام 2002، بعد استقالته ب5 سنوات، بنفس المميزات والعلاوات والدرجة الوظيفية وكأنه لم يترك «انبى» ساعة واحدة، وهو ما تم مع مى فخرى عيد التى تمت إعادة تعيينها فى الشركة التى تركتها، لمدة 6 سنوات بنفس المميزات وكأنها لم تترك الشركة يوماً واحداً. وتضم قائمة المتمتعين بجنة البترول ألفت، زوجة المهندس شريف سوسة، رئيس شركة جنوب الوادى القابضة للبترول، ومحمد وشريف، نجلى المهندس هانى ضاحى، وزير النقل السابق، الذى كان يشغل منصب رئيس هيئة البترول، وابنة المهندس محمد طاهر، وكيل أول وزارة البترول، وابن المهندس محمد عبد الحافظ، رئيس شركة صان مصر، وابنة الجيولوجى طاهر الزفزاف، رئيس الجمعية العامة للبترول، وابنة المهندس مدحت يوسف، رئيس شركة ميدور الأسبق، وابن طارق عاطف حسن، رئيس شركة بترول بلاعيم، وابنة المهندس سعيد مصطفى، محافظ الغربية الأسبق، رئيس شركة مصر للبترول السابق، ونجل المهندس محمد بيضون، رئيس شركة سوكو للزيت الأسبق. ويعتبر كبار موظفى وزارة البترول، أن تعيين أبنائهم حق مكتسب، ما يجعلهم يقدمون شكاوى يعترضون فيها على حرمان أبنائهم من «تكية» الوزارة، حيث قدم ماهر زكى بدر، مدير إدارة التدريب بشركة «انبى»، بشكوى تضرر فيها من عدم اعتماد قرار تعيين ابنته المهندسة مديحة، الحاصلة على بكالوريوس هندسة شعبة عمارة، بالشركة، رغم صدور قرار تعيينها فى 16 نوفمبر 2014، وإنهاء الإجراءات الخاصة تمهيداً لاستلام العمل بعد إجرائها الكشف الطبى فى 3 ديسمبر من نفس العام. وقال بدر فى شكوى أرسلها إلى محمد سعفان، وزير القوى العاملة، حين كان يشغل منصب، رئيس النقابة العامة للعاملين فى البترول، إنه حاول أكثر من مرة التواصل مع المهندس إمام السعيد، رئيس مجلس إدارة الشركة إلا أنه لم يستجب، حيث أرسل للأخير رسالتين إلكترونيتين فى 10 فبراير الماضى، و15 مارس لم يتم الرد عليه. وفجر مدير إدارة التدريب بالشركة، مفاجأة، حيث أكد أنه خلال هذه الفترة تم تعيين عدد من أبناء العاملين بالشركة وغير العاملين بها، ومنهم ابنة المهندس محمد طاهر، وكيل أول وزارة البترول، وابنة المهندس هشام بدوى، أحد مسئولى الشركة، وابنة إحدى العاملات بإدارة شئون العاملين بالشركة، وتدعى أمانى عبد العزيز، ونجل مصطفى حسين، مدير إدارة التوريدات بالشركة، وطالب بدر، سعفان بالتدخل لإنصافه وإنصاف نجلته من الظلم الواقع عليها، والذى تسبب فى إلحاق أذى نفسى لهما.