في انتصار جديد لجبهة عواجيز الإخوان على شبابها، قدم قيادي الجبهة الشبابية محمد كمال، استقالته بالأمس، داعيا أخواته إلى اتخاذ إجراء مشابه، والدعوة لانتخابات شاملة لمؤسسات الإخوان واختيار قيادة جديدة، والالتزام بخارطة الطريق التي أعلنتها اللجنة الإدارية العليا في "السبت 30 من رجب 1437 ه 7 مايو 2016". جذور الأزمة لم تكن الاستقالة وليدة اللحظة، بل ترجع جذورها إلى نهايات العام الماضي ديسمبر 2015 حينما خرج محمود حسين، أحد القيادات التاريخية ليؤكد أنه مازال نائبًا لمرشد الجماعة المحبوس محمد بديع.. الأمر الذي رفضته القيادات الشبابية وطالبوا العواجيز بالتنحي أو انتخابات جديدة بالجماعة. فريقا الإخوان على أثر هذه الخلافات انقسمت الجماعة إلى فريقين العواجيز وتضم الجبهة كل من "محمود عزت نائب المرشد والقائم فعلياً بعمل المرشد بتعليمات من محمد بديع مرشد عام الجماعة المحبوس، ومعه محمود حسين أمين عام الجماعة ويعاونهما محمد عبد الرحمن المسؤول عن الجماعة في الخارج".
أما الفريق الثاني يقوده عضو مكتب الإرشاد محمد كمال الذي يعتبره الشباب بمثابة المرشد حالياً في مصر، والذي أعلن استقالته أمس 10 مايو، وتعاونه مجموعة كبيرة من الشباب وقيادات الصف الثاني، ويتولى مسؤولية التنسيق الإعلامي لهم محمد منتصر المتحدث السابق باسم الجماعة، ويضم الدكتور أحمد عبد الرحمن، وعمرو دراج، ويحيى حامد، وحسين القزاز، وجمال حشمت، وأسامة سليمان، وطاهر عبد المحسن، وأيمن عبد الغني، ومحمد البشلاوي.
ويرى البعض أن الجماعة تواجه الآن واحدة من أشد أزماتها منذ عهد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، ويراها البعض أنها أشد وطأة في عهد الرئيس عبدالفتاح السيسي، في ظل تشتت قياداتها بين "معتقل وهارب خارج البلاد". الحل في المراجعات الفكرية في هذا الإطار يرى الدكتور خالد الزعفراني، الخبير في شؤون الحركات الإسلامية وأحد قيادات الإخوان المشق، أن الجبهة الشبابية بقيادة "كمال" تود الكيانات التقليدية المسيطرة على الإخوان مثل "محمود عزت ومحمود حسين وإبراهيم منير". وأشار عزت أن هذه الاستقالة لن يكون لها آثار على الجماعة ولن تحيد "العواجيز" عن السيطرة على أركان الجماعة. وحذر الزعفراني من تنامي الأفكار الجهادية، التي تلوث بها عقول غالبية الشباب، موضحًا أن الحل هو التراجع عن الفكر "القطبي" والقيام بمراجعات فكرية. انشقاقات ضربت الجماعة وشهدت الجماعة عدة انشقاقات داخلية، بدأت مع قيام الرجل الثاني في الجماعة بعد مؤسسها الشيخ حسن البنا، وهو أحمد السكري الذي كان من مؤسسي الجماعة قبل أن يختلف مع مرشدها ويخرج عليه.
ثم تلاها واقعة خروج أحمد السكري الوحيدة في حياة مؤسس الجماعة ومرشدها الأول، بل شهدت الجماعة خروج مجموعة صغيرة كان أبرزها مجموعة محمد رفعت، وجماعة شباب سيدنا محمد.
أما أكبر حركة انشقاق حقيقي ومؤثر شهدتها الجماعة في عهد مرشدها الثاني حسن الهضيبي، وقد بدأت بخروج عدد من قادة النظام الخاص رفضوا قيادة المرشد ودبّروا لإقالته، وكان منهم قائد النظام الخاص عبدالرحمن السندي وعدد من كبار مساعديه.
كما تصاعد الانشقاق وانضم إليه عدد من الرافضين للهضيبي والمعترضين علي سياسته في العلاقة مع ثورة يوليو، وانضم لهذا الانشقاق عدد كبير من شيوخ الجماعة الأزهريين ومنهم محمد الغزالي وسيد سابق وعبدالمعز عبدالستار، والتحق كثير من المنشقين بنظام ثورة يوليو وتولي عدد منهم مناصب مهمة في مؤسسات الدولة المختلفة ليست الدينية فقط (سيد سابق والغزالي) ولا حتي المؤسسات السياسية (عبدالعزيز كامل) بل والمؤسسات الأمنية أيضا(نجيب جويفل).
وأخيرا وصلت الخلاف بين أفراد الجماعة لعام 2016، حيث بدأ الخلاف يظهر بين الجماعة عقب الضربات الأمنية التي شنتها الدولة بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي تجاه أفراد الجماعة والتي طالت الصفوف الأولي والثانية.