مصر تدفع 100 يورو لكل سائح ألمانى ليقضى إجازته فى «الجونة» شركة «FTI» المملوكة ل«ساويرس الصغير» تبتز السياحة بسبب استمرار رحلاتها لمصر تزعم عائلة ساويرس، دوماً أن الدولة لا تدعم الاستثمار، وتحمل تصريحات نجيب ساويرس أبرز أعضاء العائلة الأغنى فى مصر شكاوى من التضييق الذى تمارسه الحكومة على أعمال العائلة، ولكن الغريب أن الدولة تمنح سميح ساويرس أكثر من 4 مليارات جنيه دفعة واحدة، تحت بند دعم السياحة. يملك سميح شركة أوراسكوم للفنادق والتنمية، التى تمتلك بدورها منتجع الجونة بمدينة الغردقة، وتملك الشركة 30 % من أسهم «FTI» الألمانية المتخصصة فى طيران شارتر، والتى تنظم رحلات تسمى «El Gouna Express» لترويج السياحة من ألمانيا إلى الجونة، ورغم أن هذه العملية تفيد بشكل واضح عائلة ساويرس إلا أن الدولة تمنحها ربحاً إضافياً بدفع دعم لهذه الرحلات وكأنها تساند المنتجع على حساب بقية المنتجعات الأخرى فى الغردقة التى لا تحظى بمثل هذه المساندة. وتدفع هيئة تنشيط السياحة 100 يورو دعماً لكل مقعد فى الطائرة التى تضم 189 مقعداً رغم أنها تكمل رحلتها إلى مدينة صلالة، العمانية، فضلاً عن الدعم المقدم على رسوم التأشيرة التى يحصل عليها كل سائح، رغم أن عدد السائحين الألمان المستهدفين بالاتفاق 3 آلاف فقط، وعندما نعرف أن مليون سائح ألمانى كانوا يقضون إجازاتهم فى المقصد المصرى، ستكتشف أن شروط الاتفاق مجحفة لمصر ولا تمثل أى فائدة إلا لمنتجع ساويرس. حسب سميح ساويرس فإن FTIالألمانية، تنظيم 4 رحلات أسبوعية لشركة الطيران «صن إكسبريس»، أيام الأحد والأربعاء والخميس، للربط بين الغردقةوألمانيا فى محاولة لزيادة حركة السياحة الوافدة لمصر، بهدف نقل 3 آلاف سائح ألمانى إلى الجونة شهرياً، وأن الشعار الموجود على الطائرة الألمانية يُعد سفيراً لمنتجع الجونة خاصة مع تجولها فى مطارات أوروبا وغيرها بالدول المختلفة مما سيثير فضول السائحين لزيارة المنتجع والتعرف على إمكانياته المتميزة، خاصة أن السياحة الألمانية الوافدة لمصر، ضمن أكبر 5 أسواق مصدرة للسياحة إلى مصر وتشكل نحو 70% منها. القصة ببساطة أن أوراسكوم والشركة الألمانية استغلا دعم الدولة ووزارة السياحة، للطيران الشارتر لتنشيط منتجع الجونة فقط وليس لتنشيط السياحة. الأمر كان محل غضب يحيى راشد، وزير السياحة، الذى التقى مسئولى شركتى ميتينج بوينت» و «F T I» الألمانيتين، فى دبى لمدة 10 دقائق، حيث أنهى الوزير المقابلة غاضباً، وكان اللقاء مخصصًا لمناقشة حصول الشركتين على الدعم المتفق عليه من هيئة التنشيط السياحى، لرحلات الشارتر التى تنظمها الشركتان إلى مصر، ولكن الوزير رفض التباحث فى الموضوع لأنه يرى أن الشركتين لا تستحقان الدعم، الذى يصل ل450 مليون دولار، والذى تم التعاقد عليه لمدة 4 سنوات وعلى مرحلتين الأولى ب300 مليون، والثانية 150 مليونًا على أساس أن الشركتين تمتلكان 60 % من حجم السياحة الألمانية. وتقوم شركتا ميتينج بوينت و«FTI» بتسيير أسبوعياً 4 رحلات إلى مطار الأقصر، و7 رحلات أسبوعية إلى مطار مرسى علم، و16 رحلة إلى مطار مدينة الغردقة، بجانب امتلاكهما لنسبة 40 % من حجم السياحة الألمانية الوافدة للمقاصد السياحية المصرية، فضلاً عن تسيير 8 طائرات لشرم الشيخ توقفت بعد حادث سقوط الطائرة الروسية. محمود سامى رئيس هيئة تنشيط السياحة، كشف أن شركة « f t i»، الألمانية حصلت على حافز من الهيئة فى العام المالى 2014/2015، بلغ مليوناً و300 ألف يورو، لكنها لم تتلق على مدى 3 سنوات سوى 280 ألف يورو، حيث طالبت الهيئة الشركة بتقديم ما يفيد من مستندات وأذون صرف هذه المبالغ المذكورة، مضيفا: إن هناك مبلغاً منذ عامين يصل إلى 932 ألف يورو قيمة حملات دعائية قامت بها الشركة، للترويج للمقصد المصرى ولم يتم التحصل عليها حتى الآن. الاتفاق بين شركة سميح ساويرس وهيئة تنشيط السياحة كان محل جدل داخل المنظمات الممثلة لمستثمرى القطاع السياحى، بسبب حصول منتجع عائلة ساويرس على دعم الدولة، دون غيره من المنتجعات والمشروعات السياحية وكأن على رأس العائلة «ريشة» وكأن منتجع الجونة هو المشروع السياحى الأكبر فى مصر، رغم أن الاتفاق يضر بالسياحة المصرية، ويشوه المقصد. إلهامى الزيات، رئيس الاتحاد المصرى للغرف السياحية، قال ل«الفجر»، إنه كممثل الاتحاد رفض فى البداية بشكل كامل مسألة دعم الدولة للطيران العارض «شارتر»، الذى تم فى عهد الوزير السابق هشام زعزوع، لأن الشركة الألمانية تتعمد الإضرار بالمقصد السياحى المصرى بتنظيمها رحلات من ألمانيا إلى مصر بأسعار متدنية للغاية تسببت فى الإساءة لسمعة مصر السياحية، حيث تم تصنيف المقصد باعتباره أرخص دولة سياحية فى العالم، كما أن الدعم مجرد وسيلة لتعويض خسائر الشركة على حساب أموال المواطنين الذين يدعمون أيضاً السائح الألمانى. وأضاف الزيات إنه يجب أن يكون هناك عدالة فى توزيع أموال دعم الحملات التسويقية المشتركة مع منظمى الرحلات، إذ إن الشركة الألمانية حصلت على مميزات لم تحصل عليها أى شركة أخرى، حيث يستفيد منتجع الجونة وحده من نشاط الشركة. ورغم الدعم المالى المقدم للشركة إلا أن السياحة الألمانية لمصر شهدت انخفاضاً كبيراً خلال الفترة الماضية بنسبة 60٪، مقارنة بالعام الماضى، وفق تصريحات، رولا جونى، الرئيس التنفيذى لشركة ميتنج بوينت، قبل سفرها إلى دبى لحضور معرض سوق السياحة والسفر العربى. وتطالب جونى الوزارة بتحمل تكلفة الدعاية التى تقوم بها الشركة فى السوق الألمانية لصالح المقصد المصرى حيث قالت إن الشركة رصدت 3 ملايين يورو، دعاية فى السوق الألمانية فى العام الماضى، وبما أن نصيبنا من الحركة السياحية فى السوق الألمانية 35 %، فنصيبنا من الدعاية يجب أن يكون 35 % من هذا المبلغ، حيث يجب أن تدفع الحكومة المصرية، بقية المبلغ، خاصة أننا دعمنا السوق المصرية ب7 ملايين يورو خصوصاً أن شركة FTI الوحيدة التى لاتزال تنظم رحلات طيران إلى مصر بعد سقوط الطائرة الروسية بعد انسحاب جميع الشركات، كما استطاعت الشركة إقناع السائحين بارتفاع مستوى الإجراءات الأمنية فى مطار الغردقة. قال جونز دياتمار رئيس شركة ( FTI) الألمانية للسياحة إن الرحلات الخاصة بالشركة ستعمل على زيادة عدد السياح القادمين لمنتجع الجونة ومدينة الغردقة بنحو 3 آلاف سائح شهرياً، بما ينعكس إيجابياً على تعزيز الحركة السياحية الوافدة لمصر، مضيفا: إن منتجع الجونة السياحى يعد مقصداً سياحياً متميزاً على ساحل البحر الأحمر، ويتيح للسائحين ممارسة العديد من الأنشطة السياحية مثل رياضة الجولف والإبحار باليخوت والغطس والصيد فى عرض البحر. حديث رئيس الشركة الألمانية دليل واضح على أن الدولة تدعم شركة طيران خاصة، ليس لصالح جلب السياحة ولكن سعياً فى الحفاظ على خط طيران، لا يحمل سوى 3 آلاف سائح شهرياً وهو رقم متدن للغاية لا يستحق هذا المبلغ إذ إن الغردقة تستقبل فى الأحوال العادية عشرات أضعاف هذا الرقم. غرفة الشركات السياحية، برئاسة الدكتور خالد المناوى، قررت فتح تحقيق عاجل فى الدعم الحكومى للشركة الألمانية، حيث قال ل»الفجر» إن الدعم المدفوع للأخيرة يتم من صندوق السياحة الذى تموله الغرفة، لذا سيتم تفعيل البند رقم 9 من قانون تنظيم السياحة رقم 65 لسنة 1968 الذى يعطى الحق للغرفة فى توقيع الجزاء المناسب وبما يصل إلى حد الإيقاف الكلى أو الجزئى على الشركات التى تضر بمصالح الدولة أو سمعتها، لأن الشركة تمارس نوعاً من الابتزاز ضد مصر بالادعاء بأنها مستمرة فى تنظيم الرحلات إلى مصر بعد حادث الطائرة الروسية وهو أمر غير مقبول.