جميلة بوحيرد إمرأه بألف رجل، واجهت الإستعمار الفرنسي من أجل حرية بلادها، فترك على جسدها الضعيف المنهك معالم التعذيب الوحشي. وفي هذه الأيام تحل ذكرى بداية الاستعمار الفرنسي للجزائر وبداية قصة كفاح بوحيرد ضد المحتل الغاصب. ولدت ابنة القصبة الجزائرية "جميلة بوحيرد" عام 1935 من أب جزائري وأم تونسية، وكانت البنت الوحيدة بين أفراد أسرتها، وما لبث أن اندلعت الثورة الجزائرية عام 1954 حتى انضمت إلى جبهة التحرير الوطني الجزائرية للنضال ضد الاحتلال الفرنسي وهي في ال20 من عمرها، تنفيسًا لطاقتها الثورية التي زرعتها فيها أمها منذ نعومة أظافرها. بحسب ما ذكره موقع المصري اليوم. انتشر اسم جميلة في العالم بعد أن اعتقلتها السلطات الفرنسية عام 1957، إثر إصابتها في إحدى المعارك التي خاضتها جبهة التحرير الوطنية في الجزائر ضد الجيش الفرنسي, وأنذاك ظهرت وحشية المستعمر الفرنسي في استخدام كافة أشكال التعذيب ضدها حتى سئمت من التحقيق معها للحصول على معلومات عن جيش التحرير الجزائري، وحوكمت بوحيرد في ذات العام وصدر الحكم عليها بالإعدام. قامت الدنيا ولم تهدأ بعد هذا الحكم، حتى انتفض العالم دفاعًا عن جميلة بفضل محاميها الفرنسي جاك فيرجيس الذي دافع عن مناضلي جبهة التحرير الوطني خاصة المجاهدة جميلة بوحيرد، وجاء يوم السابع من مارس 1958 لتنفيذ الحكم إلا أن العالم أجبر السلطات الفرنسية على تأجيل الحكم حتى نقلت إلى أحد سجون فرنسا، حيث رأت جميع ألوان العذاب التي صمدت أمامها ولم تقاومها سوى بكلمتي "الجزائر أمنا". ظلت بوحيرد أسيرة الأغلال في السجن الفرنسي لمدة عامين حتى أطلق سراحها مع بقية رفاقها في إطار المفاوضات بشأن إطلاق سراح الأسرى الجزائريين تدريجيًا، إثر توقيع اتفاقيات "إيفيان"، وإعلان استقلال الجزائر عام 1962، وعادت لترى بلدها الجزائر مرة أخرى مستنشقة هواء الحرية بعين المنتصر. تولت جميلة رئاسة اتحاد المرأة الجزائري، إلا أنها استقالت منه بعد سنتين تاركة مسرح الحياة السياسية ومتاعبه وقضت السنوات الأخيرة من عمرها وسط أبناء شعبها البسطاء، رغم الشهرة التي أحاطت بنضالها.