المحامين والأطباء يتضامنان مع الصحفيين.. وحمدان: الداخلية على أبواب صراع مع النقابات بالأمس انضمت نقابة الصحفيين لطابور النقابات المتضررة من وزارة الداخلية وطريقة تعاملها معهم، لتضع اسم "الصحفيين" في آخر قائمة (المهندسين، والأطباء، والمحامين، والعمال، والصحفيين)، الذي باتوا ينتظروا أي فرصة للتصعيد ضد الدولة نتيجة لتصرفات الشرطة ضدهم، وما يلاقونه من انتهاكات شرطية في حقهم. المحامين تتضامن مع الصحفيين وفي خطوة هي الأولى من نوعها أعلنت نقابتي "المحامين والأطباء" تضامنهما مع "الصحفيين"، وأكد المحامي طارق العوضي أن وفد مكون من 100 محامِ سيتوجه بالأرواب من نقابة المحاميين إلى نقابة الصحفيين، لحضور الجمعية العمومية للصحفيين، لإعلان تضامنهم معهم، وذلك يوم الأربعاء القادم، الساعة الثانية عشر ظهراً. وبدوره أدان سامح عاشور، نقيب المحامين ورئيس اتحاد المحامين العرب ورئيس اتحاد النقابات المهنية واقعة اقتحام الأمن لمقر نقابة الصحفيين واعتقال بعض الصحفيين المعتصمين داخلها، مشيرًا إلى أن هذا الحدث يعد الأول من نوعه في اقتحام نقابة مهنية لاعتقال أحد المعتصمين بداخلها مهما كانت المبررات. وأعلن نقيب المحامين عن تضامن نقابة المحامين مع شقيقتها الصحفيين في هذا الحدث مشيرًا إلى أن اعتصام النقابى داخل نقابته لا يعنى انتهاك حرمة النقابة ولو كان مطلوبا للقبض عليه في أي تهمة كانت. الأطباء تتضامن مع الصحفيين كما أعلن الدكتور إيهاب الطاهر الأمين العام لنقابة الأطباء تضامنه مع نقابة الصحفيين في اقتحامها من قبل قوات الشرطة واعتقال الزميلين عمرو بدر ومحمود السقا. ودعى قلاش، إيهاب الطاهر لحضور الجمعية العمومية الطارئة لنقابة الصحفيين، يوم الأربعاء، مطالبًا كل النقابات بالمشاركة في تلك الجمعية، وتابع "يجب ألا يمر ما حدث في نقابة الصحفيين مرور الكرام". تعد "الصحفيين" آخر ضحية هذه الانتهاكات حيث دخلت العديد من النقابات المهنية في صدام مع وزارة الداخلية؛ بسبب ممارساتها المعتادة، الأمر الذي تسبب في خلق خالة من التصعيد النقابي "المهندسين والأطباء والمحامين وانضمت إليها نقابة الصحفيين، بعد حادث اقتحام مبني النقابة". الصحفيين بالأمس اقتحمت قوات الأمن نقابة الصحفيين، وألقت القبض على الكاتب الصحفي عمرو بدر رئيس تحرير "بوابة يناير"، ومحمود السقا الصحفي، اللذان اعتصاما داخل نقابة الصحفيين اعتراضا على تفتيش منزلهما، دون إخطار نقيب الصحفيين أو أحد أعضاء مجلس النقابة. حالة من الغضب سيطرت على الصحفيين الذين نظموا بالأمس وقفة سريعة على سلالم النقابة لإعلان رفضهم لهذه الانتهاكات تبعتها وقفة أخرى ظهر اليوم للتصعيد ضد الشرطة. وبدوره طالب نقيب الصحفيين يحيى قلاش بإقالة وزير الداخلية مجدي عبد الغفار على خلفية اقتحام قوات الأمن مقر النقابة والقبض على صحفيين تزامنا مع اليوم العالمي لحرية الصحافة. كما حذر رئيس لجنة الأداء النقابي بنقابة الصحفيين، علي القماش، من "التمادي في تعطيل مسيرة السلطة الرابعة" قائلا: "إن ما حدث من محاولة الاعتداء على النقابة ومجلسها داخل النقابة من قبل أفراد الشرطة وبلطجية، يمثل انتهاكا خطيرا بحق حرية الرأي والتعبير، وهو اعتداء على كل الصحفيين الذين يمثلهم المجلس النقابي المعتدى عليه".
المحامين شهدت العلاقة بين وزارة الداخلية ونقابة المحامين توترات كثيرة خلال الفترة الأخيرة، أخرها تلك الأزمة التي وقعت في أعقاب أحداث 25 أبريل الماضية، بسبب الاعتداء على محامين، أمام قسم الدقي أثناء مباشرة عملهما القانوني. وفي فبراير الماضي، تم تداول فيديو لمحامي برفقة أمين شرطة من قوة جهاز الأمن الوطني، وتغيب بعدها في مدينة فاقوس بمحافظة الشرقية. الأمر الذي أثار غضب المحامين، وزاد بيان وزارة الداخلية وقتها من استيائهم، والتي نفت فيه اختفاء محامي فاقوس، وأنه قد تم القبض عليه، لوجود أمر بضبطه وإحضاره. وهو ما تبعه إعلان نقابة المحامين رفضها لبيان وزارة الداخلية، وعلقت أن البيان إعلامي من الوزارة يفصح عن إصرارها على السير بذات الطريقة ونفس النهج الذي أسقطه الشعب في ثورة 25 يناير.
الأطباء كما انتفضت نقابة الأطباء في فبراير الماضي ضد وزارة الداخلية، بعد اعتداء أمناء الشرطة بالضرب على أطباء مستشفى المطرية التعليمي، بعد رفض الطبيب إثبات إصابات غير حقيقية لأمين الشرطة. وعلى الفور عقدت الجمعية العمومية لنقابة الأطباء اجتماعًا طارئًا في 12 فبراير، تحت عنوان "يوم الكرامة"، بحضور الآلاف من الأطباء، أعلنوا خلاله عن غضبهم من عدم محاسبة أمناء الشرطة والإفراج عنهم.
الممثلين رغم أنهم الفئة الأكثر قربًا للرئاسة وأكثرهم رضا بالنظام الحالي وثورة 30 يونيو.. لكنها انقلبت هي الأخرى على خلفية واقعة الاعتداء على الفنانة ميرهان حسين في مارس الماضي، تقدمت نقابة المهن التمثيلية، ببلاغ للمحامي العام لنيابة جنوبالجيزة، ضد الضابط مصطفى توفيق لاتهامه بسبها بقسم شرطة الهرم، للتجاوز في حقها، وأنها لن تتنازل عن حق أعضائها. وحمل الفنان أشرف زكي، نقيب الممثلين، وزير الداخلية مسئولية حماية ميرهان خلال فترة احتجازها، مطالبًا إياه بالتدخل في الواقعة، خاصة بعد ضربها في وجوده وإلقاء "جردل مياه بول" عليها.
المهندسين كما أعلنت نقابة "المهندسين" في وقت سابق رفضها لاعتداءات الشرطة. وقال المهندسين السابق، المهندس ماجد خلوصي، إن "التصعيد ضد الشرطة واجب لا يجوز تركه". وطالبت النقابة "بالتواصل مباشرة مع الداخلية ومخاطبته في أمر أي مهندس يتعرض لاعتداء من قبل أي منتسب لجهاز الشرطة، وفي حال عدم الاستجابة يجب على النقابة التصعيد، واتخاذ موقف حازم لحماية أعضائها". واعتبر خلوصي أن "تحول الأمر إلى حالة عامة يفرض على جميع النقابات المهنية التحرك، وما يحدث من تجاوزات يكرس لفكرة أن هناك أسيادا وعبيدا، وهذا ما يعيد لوزير الداخلية الأسبق محمد إبراهيم إبان عهد المجلس العسكري"- حسب قوله. الداخلية على أبواب صراع مع النقابات في هذا الإطار يقول مجدي حمدان، الخبير السياسي، والقيادي السابق بجبهة الإنقاذ، إن وزارة الداخلية لا تحترم النقابات وتعتبرها محرضة على الدولة والطبيعي أن الشرطة تمثل في مجملها القبضة الأمنية إلا أنها بالغت كثيرًا في هذا خلال الفترة الأخيرة. وتوقع حمدان في تصريح خاص ل"الفجر"، أن العداء سيتأصل خلال الفترة القادمة نتيجة لتعامل الداخلية بالمواجهة المباشرة مبتعدا عن التعامل السياسي مع التظاهرات أو الوقفات نتيجة لعودة الداخلية للتعامل بنفس نهج داخلية حبيب العادلي وبمنطق القوة أولا- حسب قوله. وأكد الخبير السياسي أن الداخلية على أبواب صراع مواجهة مع نقابة المحامين والمهندسين بعد عداء الداخلية مع نقابة الأطباء والصحفيين قريبا، نظرا لتعامل رجال الداخلية مع باقي النقابات وأفرادها وكأنهم مواطنين من الدرجة الثانية.