أثارت تصريحات رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، الإسبوع الماضي، أثناء انعقاد الاجتماع الإسبوعي لحكومته للمرة الأولى في هضبة الجولان، حول أن إسرائيل لن تتنازل عن "الجولان"، وأنها ستبقى في يد إسرائيل إلى الأبد، غضب الكثير من دول المنطقة العربية، ودول العالم بأكمله، إلى أن أعلن مجلس الأمن الدولي رفضه لسيطرة إسرائيل على الهضبة، واصفاً تصريحات "نتنياهو" بأنها لاغية وباطلة. احتلال "الجولان" احتلت القوات الإسرائيلية جزءاً من هضبة الجولان أثناء حرب 1967، بعد أن هزمت جيوشاً عربية، واحتلت شبه جزيرة سيناء المصرية، والضفة الغربية وقطاع غزة، وفي عام 1981 أعلنت إسرائيل ضم "الجولان" بأكملها إلى أراضيها، في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي. تصريحات "نتنياهو" عقدت الحكومة الإسرائيلية برئاسة نتنياهو، الإسبوع الماضي، اجتماعها الإسبوعي للمرة الأولى في هضبة الجولان منذ العام 1967. وقال نتانياهو "حان الوقت ليعترف المجتمع الدولي بالحقيقة، حان الوقت بعد 50 عاما أن يعترف أن الجولان سيبقى إلى الأبد تحت السيادة الإسرائيلية". وأضاف " هضبة الجولان ستبقى في أيدي إسرائيل إلى الأبد"، مؤكدا "لن تنسحب إسرائيل أبدا من هضبة الجولان". ثبات موقف أمريكا وعقب تصريحات "نتنياهو"، جددت الولاياتالمتحدة، موفقها حول السيادة على هضبة الجولان، وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية إن موقف الولاياتالمتحدة حيال هضبة الجولان ثابت منذ فترة طويلة ولم يطرأ عليه تغيير"، مضيفاً أن هذه الأراضي ليست جزءاً من إسرائيل. ألمانيا ترفض ومن جانبها، رفضت الحكومة الألمانية تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول السيادة الإسرائيلية على هضبة الجولان. وقال مارتن شيفر الناطق بلسان الخارجية الألمانية، إن قرار إسرائيل أحادي الجانب بالاحتفاظ بالجولان يتعارض مع القانون الدولي، مضيفاً أن من المبادئ الأساسية للقانون الدولي ومواثيق الأممالمتحدة ألا تزعم أي دولة أن لها الحق في ضم أراضي دولة أخرى بهذه الطريقة. سوريا تدين من جانبه، دان مندوب سوريا الدائم إلى الأممالمتحدة بشار الجعفري، من جنيف "العمل الاستفزازي" الذي قامت به إسرائيل بعقد اجتماع حكومي في الجولان. وقال الجعفري، إنه نقل لدي ميستورا حق سوريا باستعادة الجولان بكافة الوسائل القانونية التي يضمنها لنا ميثاق الأممالمتحدة بما في ذلك المادة 51 التي تتحدث عن حق الدفاع عن النفس. وشدد على أن هذا السلوك الاستفزازي إنما يؤكد بما لا يقبل أي مجال للشك تعاون إسرائيل مع إرهاب جبهة النصرة وداعش المنتشر في خط الفصل في الجولان السوري المحتل، والذي احتل مواقع مهمة لقوات أوندوف التابعة للأمم المتحدة المنتشرة في الجولان. وأشار الجعفري إلى تزامن التصعيد الإسرائيلي مع تصريحات غير مسؤولة واستفزازية لأعضاء في وفد المعارضة تدعو إلى مهاجمة الجيش ونقض وقف الأعمال القتالية وقصف المدن السورية. الجامعة العربية تحذر فيما استنكرت جامعة الدول العربية، تصريحات بنيامين نتنياهو، حول هضبة الجولان السورية، معتبرةً أنها تصريحات استفزازية وتهدف لإفشال الجهود الدولية للسلام. وقال بيان للجامعة العربية، إن تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي، تمثل خطوة تصعيدية وانتهاكاً صارخاً لمبادئ القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية الممثلة بقرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن ومجلس حقوق الإنسان واتفاقيات جنيف. وحذرت الجامعة، إسرائيل، من مغبة استغلال الأزمة السورية الحالية من أجل تبرير استمرار احتلالها للجولان العربي السوري، مؤكدةً على عروبة الجولان العربي السوري المُحتلّ، وعلى حق الشعب العربي السوري في السيادة على هذا الجزء من الأرض العربية. "الزغاط" يستنكر واستنكر السفير إكرامي الزغاط، المبعوث الخاص للسلام والتطوير للشرق الأوسط، تصريخات بنيامين نتنياهو، حول السيادة على هضبة الجولان. واعتبر الزغاط، أن تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي خطوة تصعيدية جديدة، تمثل انتهاكاً صارخاً وسافراً لمباديء القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية، مشدداً أن استمرار الاحتلال الإسرائيلي للجولان يشكل تهديداً مستمراً للسلم والأمن في المنطقة والعالم. الأممالمتحدة تعرب عن قلقها عبرت الأممالمتحدة، عن قلقها بشأن التصريحات الإسرائيلية عن هضبة الجولان على الحدود السورية مع إسرائيل، قائلة إن وضعها لم يتغير. وقال مندوب الصين لدى الأممالمتحدة ليو جيه يي، رئيس مجلس الأمن الدولي، أن أعضاء المجلس عبروا عن قلقهم العميق بشأن التصريحات الإسرائيلية في الآونة الأخيرة بشأن الجولان، وشددوا على أن وضع الجولان لا يزال كما هو. وأضاف أن قرار المجلس 497 الذي صدر عام 1981 أوضح أن قرار إسرائيل آنذاك تطبيق قوانينها واختصاصها القضائي وإدارتها للقضاء باطل، دون أي تأثير قانوني دولي. مجلس الأمن يرفض سيطرة إسرائيل على "الجولان" وأخيراً، وجه مجلس الأمن الدولي صفعة ل "إسرائيل"، حيث أعلن مجلس الأمن الدولي عن رفضه لسيطرة إسرائيل على هضبة الجولان السورية، واصفاً تصريحات "نتنياهو" بأنها لاغية وباطلة. وانتقد اعضاء مجلس الأمن الدولي، بيان رئيس الوزراء الإسرائيلي أثناء عقد اجتماع لمجلس وزرائه فى هضبة الجولان، ورفض المجلس بشدة تصريحات نتنياهو بأن هضبة الجولان سوف تبقى دوما تحت سيطرة إسرائيل. إسرائيل ترد: "تجاهل لحقيقة الأوضاع" من جانبها، أصدرت وزارة الخارجية الإسرائيلية بياناً، أكدت فيه أن انتقادات مجلس الأمن الدولى فى هذا الصدد تتجاهل حقيقة الأوضاع فى سوريا. وتساءل البيان عن الجهة التي من المفروض أن تتفاوض معها إسرائيل بشأن مستقبل الجولان؟! هل هى تنظيم القاعدة أو داعش أو حزب الله أم إيران والقوات السورية التى قتلت الآلاف من الأبرياء؟!! وفقا لما جاء فى البيان. وأضاف البيان: "أنه فى ضوء الحرب المشتعلة فى سوريا وانعدام الأمن والاستقرار فى مرتفعات الجولان، فإن الدعوات المطروحة بشأن مغادرة القوات الإسرائيلية من الجولان تعتبر غير معقولة". وفى سياق متصل، نقل راديو "صوت إسرائيل" اليوم عن مندوب إسرائيل لدى الأممالمتحدة دانى دانون قوله "إن عقد الجلسة هو تجاهل مطلق للواقع فى الشرق الأوسط".