وقعت دول التحالف الأوروبي اتفاقية "سان ريمو" في مثل هذا اليوم 25 إبريل عام 1920، والتي حددت مناطق النفوذ البريطانية والفرنسية في المشرق العربي، حيث تم تقسم سوريا الكبرى إلى أربعة أقسام؛ سوريا، ولبنان، والأردن، وفلسطين، لتكون سوريا ولبنان تحت الانتداب الفرنسي، وفلسطينوالأردن تحت الانتداب البريطاني، مما تسبب في اندلاع صدامات واسعة بين اليهود والعرب في مدينة القدس. وفي هذا السياق ترصد "الفجر"، رحلة سوريا الكبرى من الانتداب إلى الاستقلال، ومقارنتها بالوضع الحالي للبلاد. سبب مؤتمر "سان ريمو" يرجع سبب الاتجاه إلى عقد مؤتمر سان ريمو، إلى اجتماع المؤتمر السوري في 8 مارس 1920م، واتخاذ عدة قرارات تاريخية تنص على إعلان استقلال سوريا بحدودها الطبيعية استقلالاً تاماً بما فيها فلسطين، ورفض ادعاء الصهيونية في إنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين، وإنشاء حكومة مسئولة أمام المؤتمر الذي هو مجلس نيابي، وتنصيب الأمير فيصل ملكًا على البلاد، واستقبلت الجماهير المحتشدة في ساحة الشهداء هذه القرارات بكل حماس بالغ وفرحة طاغية باعتبارها محققة لآمالهم ونضالهم من أجل التحرر والاستقلال. بريطانياوفرنسا ترفض المؤتمر وعقب هذا الإعلان بالاستقلال السوري، تم تشكيل الحكومة برئاسة علي رضا الركابي، وتشكلت لجنة لوضع الدستور برئاسة هاشم الأتاسي، فوضعت مشروع دستور من 148 مادة على غرار الدساتير العربية، إلا أن هذه الخطوة الإصلاحية في تاريخ البلاد لم تجد قبولاً واستحسانًا من الحلفاء، ورفضت الحكومتان البريطانية والفرنسية قرارات المؤتمر في دمشق، واعتبرت فيصل أميرًا هاشميًا لا يزال يدير البلاد بصفته قائدًا للجيوش الحليفة لا ملكًا على دولة، ودعته إلى السفر إلى أوروبا لعرض قضية بلاده؛ لأن تقرير مصير الأجزاء العربية لا يزال بيد مؤتمر السلم. انعقاد مؤتمر "سان ريمو" وفي 25 إبريل عام 1920، تم انعقاد مؤتمر "سان ريمو" على الريفيرا الإيطالية، بحضور رؤساء وزراء بريطانيا العظمى وفرنسا ، وإيطاليا ، وممثلين عن اليابان ، واليونان، وبلجيكا، ذلك بهدف تقرير مصير مستقبل أراضي الإمبراطورية العثمانية التركية، بإعتبارها أحد القوى المركزية المهزومة في الحرب العالمية الأولى. نتائج المؤتمر وعلى إثر هذا المؤتمر، تم توقيع اتفاقية "سان ريمو"، والتي حددت مناطق النفوذ البريطانية والفرنسية في المشرق العربي، حيث سلّم المؤتمر صك الانتداب إلى فرنسا لتحكم سوريا ولبنان، وإلى بريطانيا لتحكم فلسطين وعبر الأردنوالعراق. كما أنه بموجب تلك الاتفاقية، احتفظت بريطانيا بولاية الموصل، لكنها تعهدت بتسليم 25% من نفط الموصل المرتقب إلى فرنسا، فيما تعهدت فرنسا بتأمين توصيل نفط بريطانيا عبر سوريا إلى البحر المتوسط. وأكد المؤتمر على وعد بلفور بتأسيس دولة يهودية في فلسطين. رد فعل الشعوب العربية وجاءت قرارات مؤتمر السلم "سان ريمو" مخيبة لآمال العرب، حيث كان قرار المؤتمر ضربة شديدة لآمال الشعب في استقلال سوريا ووحدتها، فقامت المظاهرات والاحتجاجات، واشتعلت النفوس بالثورة، وأجمع الناس على رفض ما جاء بالمؤتمر من قرارات، وكثرت الاجتماعات بين زعماء الأمة والملك فيصل، وأبلغوه تصميم الشعب على مقاومة كل اعتداء على حدود البلاد واستقلالها، وحينما اعترض الملك فيصل على وضع سوريا تحت الانتداب تم طرده من الجيش الفرنسي. وقوع سوريا تحت الحكم الألماني وفي عام 1940، وقعت سوريا تحت سيطرة حكومة فيشي الموالية لألمانيا النازية خلال الحرب العالمية الثانية، وتمكنت قوات الحلفاء وقوات فرنسا الحرة من السيطرة على سوريا وطرد دول المحور منها في 8 يونيو 1941، وحلقت طائرات فرنسية تابعة لقوات فرنسا الحرة، وألقت مناشر على السكان بأن "فرنسا بصوت أبنائها تعلن استقلالكم". الاستقلال السوري وفي 20 يوليو 1941 عقد المندوب الفرنسي السامي الجديد الجنرال كاترو اجتماعًا مع الطبقة السياسية في مدرج الجامعة السورية للتفاوض بشأن الاستقلال، و في 12 سبتمبر أعيد العمل بالدستور واختير تاج الدين الحسني رئيسًا للجمهورية لحين سماح الظروف بإجراء انتخابات. وفي 28 سبتمبر 1941، عقد حفل إعلان الاستقلال في دار البلدية في ساحة المرجة بحضور أعضاء الحكومة والطبقة السياسية ورؤساء الطوائف، وقّع خلاله الجنبرال كاترو مع رئيسي الجمهورية والحكومة على إعلان الاسقلال. وعلى الرغم من الاعتراف باستقلال سوريا، إلا أن المفوضية الفرنسية استمرت في الإشراف على الشرطة، والقوات الخاصة، والمواصلات، والحدود، وشؤون البدو، وتحت ضغط بريطانيا اضطرت فرنسا لإجراء انتخابات 1943، وهو ما أدى بعد نهاية الحرب العالمية الثانية لاندلاع انتفاضة الاستقلال، والتي أفضت لعيد الجلاء يوم 17 إبريل 1946، ليتبعه إعلان الحكومة السورية في 25 أبريل 1946، إعلان تمام الاستقلال الشامل. احتفالات الذكرى ال "90" في عام 2010، في بلدة "سان ريمو" حلت الذكرى ال90 للمؤتمر مع العديد من الفعاليات التي نظمها التحالف الأوروبي لإسرائيل وأنصار الكندي لحقوق إسرائيل، حيث عقدت اللجنة تحت رعاية رئيس مدينة سان ريمو ماوريتسيو زوكراتوا حول موضوع الأهمية القانونية لسان ريمو لوضع إسرائيل والقدس بموجب القانون الدولي. ووفقاً للخبير القانوني الدولي جاك غوتييه تورونتو، كان مؤتمر سان ريمو "مفتاح حاسم في التاريخ" بشأن المسألة الملكية للقدس، مما أعرب عن المشاعر التي تمت في ذلك الوقت ل حاييم وايزمان، رئيس المنظمة الصهيونية وفيما بعد أصبح أول رئيس لدولة إسرائيل. في الاحتفالات بالذكرى السنوية ال90 ، قال غوتييه أن المطالبة اليهودية التي قدمت إلى القوى العالمية في سان ريمو كان ولابد من الاعتراف بالشعب تحت قانون الأمم، ليكون الاتصال التاريخي اليهودي إلى ما كان يعرف آنذاك باسم "فلسطين" المعترف بها. الوضع الحالي وعلى الرغم من استقلال تلك الدول من الانتداب الأوروبي، إلا أن أحوالها الحالية لم تختلف كثيراً عن ما كانت عليه وقت الانتداب، حيث أنه عقب ثورات الربيع العربي، شهدت تلك الدول انقسامات كثيرة بداخلها، حيث انقسمت سوريا إلى شقين المعارضة المُسلحة والنظام السوري، وتحولت تلك الأزمة إلى حرب ضارية بين الشقين يدفع ثمنها الشعب السوري، مما أدى إلى التدخل الأجنبي في شؤونها الداخلية بحجة حل الأزمة السورية. أما فيما يتعلق بفلسطين، فما زال تأثير اتفاقية "سان ريمو" واضحاً عليها حتى الآن، حيث قضت الاتفاقية على الالتزام بوعد "بلفور" بتأسيس دولة لليهود في فلسطين، مما أدى إلى تحول فلسطين إلى مستوطنات إسرائيلية، ووقعت مُعظم أراضيها تحت يد الاحتلال الإسرائيلي، وما زالت القضية الفلسطينية بلا حل حتى الآن. ولا يختلف الوضع كثيراً في العراق عن كلاً من سورياوفلسطين، حيث تشهد العراق احتلالاً أمريكياً منذ عقود، وزاد الوضع سوءاً بها عقب إعدام الرئيس العراقي الراحل "صدام حسين".