خلف: مجلس الأمن لن يتحرك إلا بعد التحرك العربي اللاوندي: إسرائيل توسع من مستوطناتها في الجولان مُستغلة انشغال سوريا بالحرب الفوني: إسرائيل تستغل الأزمة السورية لتشتيت العالم عن الحق السوري في استعادة أراضيه في الوقت الذي تنعقد فيه محادثات "جنيف"، لوضع حد للحرب الدائرة على الأراضي السورية، عقد "بنيامين نتنياهو" رئيس الوزراء الإسرائيلي، اجتماعًا في الجانب المحتل من هضبة "الجولان" السورية، في إشارة منه على إصراره على السيطرة الإسرائيلية عليها، ما جعل جامعة الدول العربية تعقد اجتماعا طارئًا، اليوم الخميس، لتدين ما أسميته الاستيطان الإسرائيلي في الجولان، مؤكدة على رفضها لكل ما تتخذه سلطات الاحتلال لتغير الموضوع الطبيعي والقانوني ل" الجلان". واستند البيان الختامي لجامعة الدول العربية إلى قيادات مجلس الأمن الذي يلزم إسرائيل بضرورة الجلاء عن "الجولان". تأخر رد فعل جامعة الدول العربية ويقول اللواء محمود خلف، الخبير الاستراتيجي: "بالرغم أن جامعة الدول تأخرت في رد فعلها إزاء ما فعلته إسرائيل في الجولان خلال الأيام القليلة الماضية، إلا أن مطالبتها بتدخل مجلس الأمن لحسم قضية "الجولان" يعد خطوة إيجابية، على طريق إيقاف الاستيطان الإسرائيلي، سواء في الجولان أو الأراضي الفلسطينية. وعبر خلف، في تصريحات خاصة ل " الفجر"، عن تمنيه بأن يستجيب مجلس الأمن لمطالب جامعة الدول العربية سريعًا، بالرغم أن مواقف العرب مع مجلس الأمن على مدار التاريخ لم تكن مبشرة على الإطلاق. وأكد خلف، أنه لن يتحرك مجلس الأمن تجاه ما فعلته إسرائيل من انتهاج صارخ للقانون سوى بتحرك عربي مشترك من أجل وضع حد للتجاوزات الإسرائيلية. حلم إسرائيل في الاستيطان بسوريا واعتبر اللواء دكتور نبيل فؤاد، أستاذ العلوم الاستراتيجية، أن الاجتماع الإسرائيلي الذي تم في "الجولان" بمثابة بداية بناء إسرائيل أول مستوطنات لها في الجولان منذ احتلالها عام 1967، محذرًا من توسعها في بناء مستوطنات جديدة حال انشغال المعارضة والحكومة السورية بالحروب الدائرة بينهم، فضلاً عن تأخر رد فعل العرب. وأضاف فؤاد، ل"الفجر"، أن إسرائيل منذ أن ضمت مرتفعات "الجولان" عام 1981، وهي تسعى جاهدة للسيطرة على الجولان برمتها للتخفيف من حدة قلقها إيذاء التوصل للاتفاق النووي الإيراني. وأكد فؤاد، أن إسرائيل ترى في السيطرة على الجولان حاليًا فرصة حيوية ونادرة، لاسيما في ظل العاصفة التي تشهدها المنطقة والتي لم يعلم أحد متى تنتهي. إسرائيل تستغل الأزمة السورية لتوسع مستوطناتها وأكد السفير طارق القوني، مندوب مصر الدائم لدى جامعة الدول العربية، أن الجولان جزء لا يتجزأ من الأراضي السورية التي احتلتها إسرائيل في حرب يونيو 1967، مشددًا على دعم مصر للحق السوري في استعادة كامل الجولان المحتل. ونبه القوني، الجانب الإسرائيلي، بأنه يخطئ في اعتقاده بإمكانية استغلال الأزمة السورية لتشتيت العالم عن الحق السوري في استعادة أراضيه، مطالبًا المجتمع الدولي باتخاذ التدابير اللازمة لحمل إسرائيل على تطبيق قرارات الشرعية الدولية بالانسحاب التام من الجولان ومن جميع الأراضي العربية المحتلة إلى خط الرابع من يونيو 1967. وتابع الفوني: "في الوقت الذي تشهد فيه سوريا تركيزًا متزايدًا من قبل المجتمع الدولي لمحاربة التنظيمات الإرهابية المنتشرة على أراضيها، وما يرتبط بذلك من جهود عسكرية وسياسية، فقد شهدنا انعقاد اجتماع الحكومة الإسرائيلية مطلع الأسبوع الجاري في الجولان المحتل للمرة الأولى، حيث أعلن رئيس الحكومة نية إسرائيل الاحتفاظ بالجولان للأبد، وطالب المجتمع الدولي باعتبارها حدودًا شمالية لإسرائيل، بما يمثل تحديًا للإرادة الدولية وانتهاكًا للقرارات الأممية ذات الصلة". وأضاف الفوني، إن" إقدام إسرائيل على هذه الخطوة يعكس رغبتها الأكيدة في ضم الأراضي العربية التي احتلتها عام 1967، وأنها لن تتخلى عنها قط، ضاربة عرض الحائط بقرارات الشرعية الدولية الصادرة في هذا الشأن، وهو ما يؤكد عدم وجود أي إرادة سياسية لدى إسرائيل للمضي قدما في تحقيق السلام الشامل مع العرب". إسرائيل تفسد مساعي السلام الدولي في هذا الصدد أستنكر الدكتور سعيد اللاوندي، أستاذ العلاقات الدولية، تصريحات "بنيامين نتينياهو" التي أدلى بها أثناء اجتماع مجلس الوزراء الإسرائيلي بين جولان، حيث قال لن تنسحب إسرائيل من مرتفعات الجولان التي ستبقى تحت السيطرة الإسرائيلية للأبد. واعتبر اللاوندي، أن هذا الاجتماع بمثابة خطوة تصعيدية جديدة من الجانب الإسرائيلي للانتهاك المبادئ القانونية والدولية، موضحًا أن هذه التصريحات الاستفزازية، والغير مسئولة ل"نتينياهو" تعبر عن موقف الحكومة اليمنية المتطرفة الحاكمة في تل أبيب الأن، حيث تتعامل وكأنها فوق القانون، والمحاسبة ضاربة بكافة الأعراف والمواثسق الدولية عرض الحائط. ولفت اللاوندي، ل"الفجر"، أن تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي تهدف إلى إفشال الجهود الدولية لعقد مؤتمر دولي بالسلام بين الفلسطنين والإسرائلين وفق المقترح الفرنسي، مؤكدً أن تحقيق السلام العادل في المنطقة لن يتحقق إلا بالاستجابة للمتطلبات السلام وفي مقدمتها إنهاء الإحتلال الإسرائيلي لكافة الأراضي الفلسطينية.